علي المطوع

يوم التأسيس وقفات وذكريات

السبت - 24 فبراير 2024

Sat - 24 Feb 2024

كل الأمم العريقة تحتفي برموزها وتحتفل بمناسباتها المختلفة، كون التاريخ بالنسبة للأمم هو قاعدة الحاضر وإرهاص المستقبل القريب ثم البعيد والأبعد. والسعودية ككيان عصري له جذوره الممتدة في أغوار التاريخ، ليست بمنأى عن هذا المفهوم الأصيل، لذلك جاء الأمر الكريم بالاحتفال والاحتفاء بيوم التأسيس، كمناسبة عريقة تعكس وتجسد عراقة هذا البلد وأصالته وعلو شأنه.

يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو استحضار لذكر وذكريات، لآباء وأجداد وطدوا مكانة هذا الوطن ورسخوا بناءه، ليكون وطنا للمكارم والأمجاد.

شعور عظيم أن تنتمي إلى وطن بقداسة السعودية، وشعور جميل أن تنتمي إلى وطن بعراقة هذه الأرض وأصالتها عبر الأزمان، شعور فخر واعتزاز وقبل ذلك شكر للإله الذي جمع شتات هذه الأرض، وأعاد على يدي المؤسس ورجاله توحيد هذا البلد العظيم، ليكون شاهدا على حضارة إنسانية عريقة لم تنفصل عن سياقاتها التاريخية ورموزها الشهيرة، فكانت وما زالت وفية لما مضى، وحفية بالقادم الجميل لهذا الوطن وإنسانه، الذي يستحق كل إعجاب ومحبة وتقدير.

للسعودية فرادة مكان وخصوصية زمان، وتقدم دائم يراعي ذلك، وأجيال تعي ما يتطلبه كل مرحلة من مفاهيم وأفكار وخطط وبناء.
في عهد الملك عبدالعزيز، ومع مراحل التوحيد الأولى، كان الهدف الأول يتمثل في ضم أطراف هذا الوطن إلى القلب، فكان نتاج ذلك المملكة العربية السعودية، ثم تعالت بعد ذلك صيحات البناء والإعمار والتحضر، فكانت بواكيرها الأولى في عهد المؤسس عبدالعزيز، ثم تحولت تلك البدايات إلى خطط خمسية تنموية، آتت أكلها في ذلك الحين، منجزات وتغيرات كان الإنسان السعودي هو مستهدفها الأول والأخير.
واليوم، نحن نعيش مرحلة جديدة من البناء والنهضة والنماء، وذلك بتدشين رؤية المملكة الحديثة 2030، تلك الرؤية التي ستسهم في إعادة ترتيب الأولويات وجذب الاستثمارات التي تزيد من فرص العمل، وتتيح مصادر دخل جديدة للوطن تسهم في رفاه هذا الشعب العظيم ورفعته، ودوام أمنه واستقراره.

يوم التأسيس ذكرى غالية وذكريات خالدة وعصور متوالية، حفظت كيان هذا الإنسان في هذه الجزيرة، وجعلته رقما صعبا في تاريخ الحضارة الإنسانية، كيف لا!؛ وهو الإنسان الذي كسرت همته كل التحديات التي واجهته أو حاولت النيل منه، متسلحا بإيمانه العظيم وبثوابته ومقدراته، وبهمة عظيمة كالجبال راسخة في الأرض عالية في السماء.

للوطن وللقيادة: نحن معكما على العهد والوعد، وللسعوديين جميعا أقول: كل عام وأنتم تسارعون إلى المجد والعلياء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين.

alaseery2@