ناجي عسكر اليافعي

في يوم تأسيسها .. خواطر يمني عن السعودية

السبت - 24 فبراير 2024

Sat - 24 Feb 2024

منذ عقود أعيش في هذا البلد الكريم، بعد خروجي من بلدي مرغما ومعدما، بحثا عن فرص أفضل وجدتها هنا في المملكة، كما وجدت فيها أيضا راحتي ومستقري وأمني، وحياة رغيدة ومطمئنة، ولعلها جوانب غابت عني في بلدي، كغيري من اليمنيين القادمين إلى هنا.
أعيش في بلد أراه كبلدي، بلد لا يشعرنا بالغربة، كما لا أسمي وجودي فيه غربة، فبلد أمضينا فيه سنوات كثيرة، وتعاقبت فيه أجيال من أسرنا وأعمارنا، وولد فيه أطفالنا وكبروا وشابوا لا يمكن أن نعد وجودنا فيه غربة، بل هو المستقر الأفضل لنا.
للسعودية فضل على اليمني في بلده والموجود فيها، فضل على اليمني فيها في تحسين وضعه، ومستوى دخله وتعليمه، سنواتنا التي عشناها هنا كونت شخصيتنا، وصقلت أفكارنا، وطورت ذاتنا، ووصلنا لمستوى ما كنا لنصل إليه لو بقينا في بلد معدم الفرص أو قليلها، معدم الحضور والتأثير والتطور.
نحب هذا البلد الذي أعطانا كل شيء، وقدم لنا ما لم نحصل عليه في بلدنا، ونحتفل بيوم تأسيس المملكة، ويومها الوطني وكل أعيادها وأيام إنجازاتها، يخرج أبناؤنا للشوارع، متوشحين العلم والراية الخضراء، تسبقهم حماستهم في الهتاف لهذا البلد الذي ولدوا ودرسوا فيه، وحفظوا تاريخه ونشيده، وأحبوه وعرفوا عنه أكثر مما أحبوا وعرفوا عن موطنهم الأصل.
عشنا هنا أجيالا، رأينا المملكة في ماضيها المجيد، ونراها في حاضرها البهي، ونؤمن أن مستقبلها واعد أكثر من أي بلد آخر، وأسجل إعجابي الكبير بمدى التطور الذي تشهده المملكة، والفكر التنموي الذي قدمه ولي العهد، ورؤيته الحكيمة التي أشعلت ثورة تغيير وتنمية وبناء وإبداع في طول المملكة وعرضها، الرؤية التي أجادت الاستفادة من الحاضر، وأنتجت أفكارا تضمن مستقبلا أكثر ديمومة ونماء، نرى ملامحه تتبلور من حاضر اليوم المزدحم بمشاريع عملاقة في كل أنحاء المملكة، وتوجهات حكومية جادة للريادة السعودية في كل المجالات.
أكتب بفيض مشاعر، وحب متقد، وشعور بالحماسة، في أن تكون كلماتي منصفة لبلد يستحق وفاء بأكثر من مجرد كلمات. عشنا في المملكة أكثر مما عشناه في بلد نحمل هويته ورقيّا، والانتماء إليه افتراضيا، ويُقال بما معناه "وطنك حيث تجد مأمنك ولقمة عيشك"، وهذا حالنا.
وختاما، نبارك للمملكة، لملكها سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، وشعبها الكريم، يوم التأسيس المجيد، أعاده الله على هذا البلد ومواطنيه والمقيمين فيه أعواما مديدة مليئة بالخير والعطاء والبناء.