ياسر عمر سندي

التأسيس بخطى التأسيس

الأربعاء - 21 فبراير 2024

Wed - 21 Feb 2024


عندما يرد إلى مسامعنا ويلوح أمامنا مصطلح التأسيس، ترتبط بمخيلتنا فترة ما قدمه مؤسسو هذا الكيان الطيب من ذلك العناء حتى وصلنا إلى هذا الرخاء، ونسترجع في كل عام شكر ولي النعم على هذه النعم، لأمجاد نقف عندها ونعتز بخطاها، كشعب كريم يجعل المملكة العربية السعودية مستقرة نفخر بها وتفخر بنا.

منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1772م على يد الإمام محمد بن سعود (رحمه الله)، هنالك خطى مرسومة ومبادئ ثابته في سياسته التي فرضها خلال أقواله وأفعاله، التي تعكس أسلوب الكرم وسياسة النصرة التي أعطت هذا الكيان القوة والتماسك إلى الآن.

هنالك قصة خالدة من مواقف الكرم وإغاثة الملهوف، التي أثر بها الامام محمد بن سعود على مجتمعه وميزته فترة حكمه في الدرعية، وهي أن تاجرا من بريدة جاءه شاكيا خسارة تجارته وجميع ما يملك وعليه دين كبير، وما كان من الامام إلا أن أعطاه المبلغ كاملا لسد خسارته وهو لا يعرفه، أمام اندهاش واستفسار من كان في المجلس، الأمر الذي دعا الإمام إلى أن يسجل موقفا بمقولة تصاغ بماء الذهب: «نَعَم .. الدنيا جُعِلت لكرامة بني آدم، فالخيّر منهم ذو الشرف إذا ذُلّ ينبغي إعانته بما يمكن، لكيلا يزدريه السُفّل.. وإذا ذُلّ الكريم فلا بُد من نُصرته».

منذ تأسيس الدولة السعودية الثانية عام 1824م، على يد الإمام تركي بن عبدالله (رحمه الله) والتي كانت عاصمتها الرياض، هنالك ارتسمت بخطى مؤثرة استكمالا لما سبق واستمرارا بسياسة عميقة ودهاء تكتيكي عظيم، تمكن الإمام تركي خلال معارك وحروب عدة، أعطت زخما داعما للمضي قدما بخبرات عملية وممارسات تطبيقية، مكنت من فرض ملامح سيطرته الكاملة على مدينة الرياض وضواحيها وتوابعها من المدن المجاورة، وهذا يدل على التكامل بين المرحلة التأسيسية الأولى والثانية خلال خطى الكرم والنصرة والسياسة والخبرات الإدارية والعسكرية، التي أبرزت معالم الرياض كعاصمة إدارية ومدينة سياسية خلال بناء أسوار المدينة، وتشييد المسجد الكبير، وإعادة الوحدة الوطنية آنذاك، والقضاء على التناحر والانشطار المجتمعي كنموذج للدولة المدنية.

في عام 1902م، قامت الدولة السعودية الثالثة في الرياض على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه)، الذي قاد بحنكته خطى الكرم والسياسية الشمولية الموروثة والمكتسبة من أجداده، لجمع شتات كيان الجزيرة تحت راية المملكة العربية السعودية بمعية أبنائه البررة خدام البيت الحرام ومسجد النبي (عليه السلام) من عهد الملك سعود وصولا إلى العهد التأسيسي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (رعاه الله) بالرؤية الجديدة للمملكة 2030، وبطموحات يقودها أميرنا الشاب ولي العهد محمد بن سلمان (حفظه الله) مع الواقع الراهن الذي نخطوه ونتخطاه، ونستشرف منه الخير الكثير بمشيئة العلي القدير.

ويا بلادي واصلي.. من التأسيس بخطى التأسيس.


Yos123Omar@