عبدالله أحمد الزهراني

عندما تهطل الأحلام

الأربعاء - 21 فبراير 2024

Wed - 21 Feb 2024


بالأمس القريب احتفلنا باليوم الوطني الثالث والتسعين تحت شعار (نحلم ونحقق)، واليوم نحتفل بمرور ثلاثة قرون على تأسيس هذا الكيان العظيم.

ولو عدنا للوراء لنتخيل كيف كان وضع هذه البلاد وقت التأسيس ونقارنه بالدولة السعودية الثالثة التي نعيش في ظلها، لأدركنا كيف كان الطموح وكيف تحقق الحلم وكيف يكون جني الثمار طالما كان الأساس متينا والجذور راسخة والعناية والرعاية والتطوير مستمرة، كيف لا والأساس شريعة سمحة ولحمة وطنية متماسكة وولاء مبذول ووفاء متبادل وعطاء منقطع النظير.

لذلك فلا غرابة أن تحقق الأحلام في طرفة عين، وتتوالى الإنجازات كالمعجزات حتى يمكن القول إن المستحيل ليس سعوديا، في ظل قيادة حكيمة وشعب معطاء مزج حكمة الشيوخ بروح الشباب، أولته الحكومة الثقة فحمل الأمانة باقتدار وأداها بإخلاص، وطالما القيادة الرشيدة تراهن على المواطن وتستثمر فيه سيبقى غاية الطموح عنان السماء، وشغف الوطن بحجم الفضاء.

فها هي الأحلام تهطل كالغيث فتنبت الإنجازات وتنمو، حتى غدت المملكة ربيعا دائما من المنجزات وتنمية مستدامة في كل المجالات، فلا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا وهناك إنجاز يولد وحلم يتحقق وثمار تجنى، فهذا ديدن هذه البلاد منذ تأسيسها سعي دؤوب نحو القمة بلا كلل ولا ملل.

إن تبتدر غاية يوما لمكرمة
تلقى السوابق منا والمصلينا
لو كان في الألف منا واحد فدعوا
من فارس خالهم إياه يعنونا
نعم فنحن لا نرضى بغير القمة في كل المجالات وفق رؤية طموحة، وخطط مدروسة وأحلام محققة ومعجم ليس فيه لفظة مستحيل.

فإنجازات في السياسة وفي الاقتصاد وفي التعليم والطب وفي المواصلات وفي الرياضة والثقافة بل في كل مجال من مجالات التنمية الإنسانية والعلمية والتقنية، فبوصلة النجاح والريادة في كل ذلك تشير الى السعودية.

فكما هي قبلة المسلمين الروحية، فهي أيضا قبلة العالم الاقتصادية والسياحية ومصدر طاقته وصمام أمانه، فالسعودية العظمى قوة تسود وتقود وقطب يجذب ويلوي الأعناق، فترى العالم يتأمل منبهرا ويراقب مدهوشا فبين صديق مبتهج وعدو حاقد تستمر المسيرة وألسنتا تلهج بالحمد والثناء وقلوبنا تفيص بالحب والولاء وسواعدنا منهمكة في البناء.

وبعد كل هذا إلا يحق لنا الفخر بالوطن والاعتزاز بالقيادة وقبل هذا وذاك نحمد الله ونردد ما قاله البدر:
ما لأحد منه ما لأحد منه
الله اللي عزنا ما لأحد منه
وكل عام وأنت يا وطني بخير.


raheenalzain@