فيصل الشمري

اليوم الذي صنع فيه التاريخ يوم تأسيسنا

الأربعاء - 21 فبراير 2024

Wed - 21 Feb 2024


من المقرر أن تقوم المملكة العربية السعودية بإقامة الاحتفال الخاص بذكرى تأسيسها منذ حوالي ثلاثمائة عام والذي يعرف باسم يوم التأسيس اليوم الخميس الموافق الثاني والعشرين من شهر فبراير من عام 2024.

يعكس هذا اليوم عظمة السعودية، ويجسد المشاعر القوية للبشر من كل أنحاء العالم والتي يكنونها تجاه هذه الأمة الرائعة.

ويحرص العديد من أهل السعودية وغير السعوديين على تنظيم مواعيدهم الخاصة للتمكن من حضور أكثر عدد من احتفالات هذا العيد، إلا أن هناك شعورا إنسانيا نبيلا يغمر الكل ويشهد بأن الاحتفال بيوم التأسيس ما هو إلا تقرير لتطور العديد من المؤسسات بطريقة إعجازية داخل الدولة والمجتمع في السعودية على مدار السنوات والعقود المختلفة.

ومن الناحية التاريخية، يمكن ذكر أن يوم التأسيس هو تخليد لما حدث في عام 1727م عندما قام الإمام محمد بن سعود بإقامة الدولة السعودية الأولى، معلنا نفسه حاكما على ما كان يعرف في ذاك الوقت بإمارة الدرعية.

هناك العديد من الحقائق التاريخية حول تأسيس المملكة العربية السعودية.

أولا: إن السعودية تسبق في تكوينها استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وإنشاء الجمهورية الفرنسية.

وتسبق المملكة زمنا نشأة العديد من الدول والأمم في عالمنا المعاصر.

ثانيا: إن قوة السعودية ليس بسبب اكتشاف النفط فقط بل إن قوتها هي في جذورها التاريخية الفذة، كما أن قوة السعودية تكمن أيضا في مكانتها الاقتصادية والسياسية الهائلة.

ثالثا: إن السعودية لم تكن في أي يوم من الأيام معزولة عن العالم؛ لأن أي شيء يقع داخل أراضيها يكون له تداعيات إقليمية ودولية هامة.

إن السيادة السعودية حاليا ما هي إلا تطور على مدى ثلاثة قرون من الزمن في نظام الحكم الذي وجد في شبه الجزيرة العربية.

وتتميز السيادة السعودية بالخصائص الأربعة التي يتفق عليها أغلبية المؤرخين وأساتذة العلوم السياسية، والتي تتكون من: وجود أرض بحيازة الدولة، وجود سكان يعيشون فيها، وجود سلطة حاكمة، واعتراف الغير بهذه السيادة للدولة.

في الواقع، فإن هناك بعدا إضافيا لمفهوم سيادة الدولة في السعودية وهو وجود علاقات اجتماعية متجانسة بين كل من يعيش في ربوع المملكة، والذي يضمن حق أي فرد موجود على أراضيها في أن يتمتع بالأمن والحماية والعيش بكرامة، وأن يكون قادرا على تنفيذ كل ما هو طيب.

إن العديد من دول وأقطار العالم تفتقر إلى هذا البعد في تعريف ما هي سيادة الدولة.

إن عبقرية الكيان السعودي تكمن في أن هناك إدراكا بأن الدولة ما هي إلا عائلة واحدة، وكان هذا المفهوم واضحا في مجموعة القوانين التي سنت في عام 1992م والتي ركزت على أن الأسرة في السعودية هي نواة المجتمع وهي الوحدة الأساسية فيه.

إن قيم العائلة في السعودية هي أساسا القيم الإسلامية والتي هي عماد المجتمع والدولة والعلاقات الاجتماعية في السعودية.

إن الناس فى كل أنحاء العالم يشعرون بالحب الجم للسعودية ولديهم الإحساس بأنهم ينتمون إليها.

يشعر الناس عند زيارتهم لها بأن السعودية هي بيتهم.. وكثيرا ما تتردد عبارة «أنا أنتمي للسعودية» على ألسنة الكثير ممن يقيمون في المملكة، والسبب لهذا وبكل بساطة هو أن السعودية تجعلهم يشعرون بالسعادة عندما يتواجدون على أراضيها، ويشعر العديد من الأجانب بالإضافة إلى العديد من عائلات المغتربين بأن طيبة قلب أهل السعودية وطباعهم الحسنة وبالذات في ضيافة الغرباء.. تشعرهم بأن السعوديين بمثابة عائلاتهم.

إن عشق الناس للسعودية يكمن في أنها أكثر بكثير من أن تكون مجرد مكان.

إن السعودية هي فكرة ملهمة لكيف تستطيع دولة أن تنهض بسرعة كبيرة وتكون لها مكانة كبيرة في حقبة زمنية قصيرة الأمد.

إن السعودية هي مصدر الأخلاق والقيم والتي تعرف بالقيم الإنسانية.

ومن هنا يمكن القول بأن الحضارات الإنسانية مدينة للسعودية بوجودها كحضارات.

الناس في السعودية يتألمون إذا تألم البعض، ويفرحون إذا فرح غيرهم.. إن هناك إحساسا بالانتماء إلى مجتمع متماسك، وهذا يجعل من البشر في السعودية كيان واحد وبالذات في أحوال الضيقة وأحوال البهجة.

إن المملكة العربية السعودية هي مكان التقاء العديد من الناس، سواء كان سبب هذه اللقاءات المناسبات الدينية المختلفة، أو رغبة العديد ممن يحلون بالمملكة بأن يعملون من أجل إقامة حياة أفضل لكل الناس في كل انحاء العالم. وفي هذا المضمار، فإن الاحتفالات بيوم التأسيس سوف تسعد بعروض جذابة تبين العديد من المواهب.

ومن ثم، ستكون هناك أعمال ممتازة في آدائها تحوز إعجاب الجميع في مجالات الفن، والثقافة، والآداب.

إن أرض السعودية أرض مقدسة.

هذا الشعور الغامر بقداسة أرض المملكة هو ما يجعل الجميع مقدرين لها. كما أنها أيضا بلد جميل، إن مساحات أراضي السعودية هي مناظر جذابة ومبهرة لكل ما هو فيها من صحار، وسواحل بحرية، وواحات، وقرى، ومدن وبلدان ومراكز عمرانية جديدة.

عمق التاريخ موجود في كل مكان في السعودية لكنه لا يجب أن يخفي تقدم الدولة والمجتمع في السعودية.

تستطيع السعودية التمكن من كل ما هو جديد وحديث في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، أو العلاقات الإنسانية أو في مجال أنظمة الحكم.

إن مستوى المعيشة في السعودية يلتقي بقوة مع كل ما هو خير للفرد وللجماعة. هذا هو واقع السعودية السياسي والذي فشلت العديد من الدول في تحقيقه.

تتواجد السعودية بطريقة تتفاعل جيد مع العالم الذي يحيط بها، وهذا معناه أن المملكة ستظل دائما بلدا يسهم بإيجابية في العمل من أجل رفاهية البشرية.

وجاء تطور وتميز المؤسسات داخل السعودية، مؤكدا على رخائها واستقرارها.


mr_alshammeri@