محبة الإبل.. فطرة القلب العربي

الثلاثاء - 20 فبراير 2024

Tue - 20 Feb 2024

اختص مُلّاك الإبل بصفات تُميّزهم عن غيرهم، حيث إنهم آثروا رفقتها وعزموا على مصادقتها، وخصّصوا جُلّ أوقاتهم لأجلها وأنفقوا من بالغ عنايتهم لها، فكانت علاقة مثمرة بنتائج شاعرية وإنسانية تَحضُر معنوياً في صدور مُلّاكها.

ويأتي الاعتزاز الذي يُخالجهم ويَظهَر من خلال أحاديثهم كأحد أبرز الصفات التي يتسمون بها، وتتجلى ثقتهم تجاه الإبل كونها تتشارك معهم في تفاصيل عديدة أثناء مجريات يومهم، إلى أن غدت أنيسة الروح وأوفى الأصدقاء. كما لا يخفى أن الإبل رمزٌ ثقافي محلي وله ارتباط مع الحضارة في شبه الجزيرة العربية على مر العصور، حتى أن وزارة الثقافة زينت هذا العام بـمسمى "عام الإبل 2024".

ويؤدي مُلّاك الإبل دوراً كبيراً وهاماً عن طريقرعايتهم لهذه الأيقونة، ودون الشغف والاهتمام الذي يتمتعون به لم يكن لهذا الموروث الاستدامة والتألق، فضلاً عن مُبادرتهم بالبوح عن معارفهموخبراتهم كي تحافظ عليها الأجيال الناشئة، بينماأطلق بعض مُلّاك الإبل جمعيات ومنظمات تحمي وتعزز التراث المرتبط بالإبل، إضافة إلى مشاركاتهم المتكررة في المهرجانات والمسابقات؛ مساهمين في إنجاحها وإثرائها.

ولا تقتصر علاقة المالك مع الإبل في حدود التجارة والاستمتاع والتكسب؛ حيث إن هذا الاتصال الوثيق بينهما له جذور عميقة وأصيلة، إلى حد أن العربي قديماً يستنطقها كالشاعر المثقب العبدي حين قال:

تَقولُ إِذا دَرَأْتُ لَها وَضيني

أَهَذا دِينُهُ أَبَداً وَديني

أَكُلُّ الدَهرِ حِلٌّ وَارتِحالٌ

أَما يُبقي عَلَيَّ وَما يَقيني

وتُخامر مالكَها عاطفةٌ شديدة صوبها، وبدورهكشف الشاعر سعد بن جدلان -رحمه الله- عن هذه المحبة الخالصة في قوله:

أحبّها حبّ الهبال المهابيل

واتبع رضاها واجتهد في سعدها