إسماعيل محمد التركستاني

رمضان وسيناريوهات القنوات الفضائية

الاحد - 18 فبراير 2024

Sun - 18 Feb 2024


بإذن الله، تبعدنا أيام قلائل عن شهر رمضان الكريم (اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان غير فاقدين أو مفقودين). في هذا الشهر الكريم، اعتدنا على أمور عديدة، سواء في حياتنا الفردية أو الجماعية (الأهل والأصدقاء).

من تلك الأمور التي اعتدنا عليها، خاصة بعد الإفطار، مشاهدة القنوات الفضائية (مجانية أو مشفرة). هذه البرامج المرئية (من وجهة نظري كمشاهد)، تنقسم سيناريوهاتها، إلى قسمين، الأول، مركز على سيناريوهات خفيفة الظل (يمكن أن يطلق عليها سيناريوهات سلي صيامك يا صايم)، يكون عرضها في الفترة الزمنية التي تأتي مع طعام الإفطار، المائدة الرائعة التي تحتوي على أطباق الشوربة والفول، السمبوسة والفطائر والمشروبات الحلوة مثل السوبيا التي قال البعض عنها (خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي) إنها مشروب أهل الجاهلية! لا أدرى عن صحة هذه المقولة؟
النوع الثاني من السيناريوهات، هي التي تتحدث عن بعض القصص (يمكن تسميتها حكايات) مصدرها الأساسي إما من القصص المصرية أو القصص الشامية وقليل منها ما يتعلق بالمجتمع الخليجي (خاصة المجتمع الكويتي). هذا النوع من المسلسلات الرمضانية، يكون فترة عرضها بعد صلاة التراويح، وهي الفترة التي اعتاد المجتمع السعودي (بمختلف مناطقه وأطيافه) الذهاب إلى اللقاءات الاجتماعية (سواء مع الأقرباء أو الأصدقاء)، سواء كانت تلك اللقاءات في المنزل أو الاستراحات. يتخلل هذين النوعين من العروض (سلي صيامك أو الحكايات المسائية) كم كبير من العروض التجارية التي تتعلق بالتخفيضات الرمضانية وتلامس احتياجات الفرد ذكرا كان أم أنثى.

سأركز في مقالي هذا، على النوع الأول من السيناريوهات، حيث إنها هي الفترة التي أشاهد فيها التلفاز في المساء الرمضاني الذي يخصني.

للأسف، معظم تلك السيناريوهات (إن لم يكن أغلبها) ذات محتوى مكرر، بمعنى، أن معظم المسلسلات ذات طابع هزلي واحد (طقطقة)، يختلف المسلسل عن الآخر في الممثلين الذين يؤدون تلك الأدوار الهزلية (بعض منهم غير مهضوم من قبل المشاهدين). نعم، هذا النوع من السيناريوهات أصبح غير مهضوم! لماذا؟ لأن القائمون على تلك القنوات الفضائية يكون همهم الأول ملء تلك الفترة الزمنية (بين صلاتي المغرب والعشاء) بتلك المسلسلات الهزلية (التي لا تمتلك أي محتوى جديد وهادف) وحشوها بكم كبير من الدعايات التجارية.

باختصار، ينقضي رمضان ويهل رمضان آخر، ونحن نعيش ونشاهد سيناريوهات هزلية تتكرر علينا عاما بعد عام! طبعا، العذر في ذلك، أن تلك الفترة الزمنية هي فترة قصيرة، يكون فيها المشاهد بحاجة إلى بعض المشاهد الخفيفة والفكاهية، خاصة أنها أيضا فترة زمنية تجتمع فيها الأسرة (كبارا وصغارا) لمشاهدة التلفاز. والفترة الزمنية الرئيسة تكون هي الفترة التي يتم عرض القصص المثيرة ذات المحتوى الذي يليق للكبار فقط! الله من وراء القصد.