برجس حمود البرجس

المؤتمر الإقليمي الأول للري والصرف الزراعي

الأربعاء - 14 فبراير 2024

Wed - 14 Feb 2024

يقام هذا الشهر في الرياض «المؤتمر الإقليمي الأول للري والصرف الزراعي بالشرق الأوسط»، ويحظى بأهمية بالغة، وسيحضره مسؤولون ومختصون ومستثمرون وأكاديميون.

والسؤال: لماذا يحظى موضوع «الري والصرف الزراعي» باهتمام بالغ؟.

عدد سكان العالم كان 6 مليارات نسمة في 2000، ووصل إلى 7 مليارات نسمة في 2010، والعام الماضي 2023 تخطى 8 مليارات نسمة.

والإحصاءات تشير إلى تزايد مستمر مستقبلا في عدد السكان، هنا نقف مع العالم ونتساءل عن الأمن الغذائي والأمن المائي.

تزداد هذه المخاوف عالميا أيضا، بسبب ندرة المياه في مناطق مختلفة وبسبب التغيرات المناخية، وأيضا الطلب المتزايد على الطاقة المرافقة لاستهلاك المياه.

استدامة وإدارة الموارد المائية موضع مهم ويحظى باهتمام دولي.

تحديات المياه كبيرة وكثيرة، وتواجه ندرة المياه العذبة والتقلبات في هطول الأمطار، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، حيث تواجه نقصا حادا في المياه، ومواردها تقليدية ومحدودة، وغير متجدده إلى حد كبير.

استخدام الموارد المائية غير التقليدية في الري والصرف الزراعي يعد بديلا وذا أهمية للموارد غير المستدامة.

وتنظر دول العالم في قطاعاتها المائية باهتمام كبير لمياه الصرف الصحي المعالجة ومياه البحر المحلاة، كمصدر رئيس للري والزراعة لإمكان استخدامها للإسهام في الحد من التحديات وتلبية الطلب المتزايد على المياه.

بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه تحديات وفرة المياه أكثر من أي منطقة أخرى.

ولمواجهة هذه التحديات، تستثمر البلدان في البنى التحتية للمياه وتخزينها وأنظمة الري الزراعي، وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رائدة على مستوى العالم في استخدام تقنيات المياه غير التقليدية، بما في ذلك تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة.

ولعدم كفاءة أنظمة الري في المنطقة، تستهلك - منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - أكثر من نصف المياه في الزراعة، وهذا يفوق قدرة مواردها المتجددة.

تتوقع منظمة الأغذية الزراعية أن إنتاج الغذاء في العالم يحتاج إلى زيادة بنسبة 70% خلال العقدين القادمين أو الثلاثة، وهذا يلزم جميع الدول على تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة، واستخدام البدائل الأخرى غير التقليدية، وعلى رأسها المياه المعالجة.

تولي المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا للأمن المائي والأمن الغذائي، وتعمل على مبادرات كثيرة ضمن استراتيجياتها، لتحقيق مستهدفات تعالج وتواجه تحديات وفرة المياه والغذاء.

هذه المبادرات والاستراتيجيات تتبع وزارة البيئة والمياه والزراعة وقطاعاتها وبرامجها المختلفة.

ولأهمية كل عنصر من هذه المبادرات، تقيم المملكة هذا الشهر يومي 26-28 فبراير «المؤتمر الإقليمي الأول للري والصرف الزراعي بالشرق الأوسط».

في هذا المؤتمر الذي تنظمه المؤسسة العامة للري في 26 فبراير، ستتم مناقشة الحلول المستدامة للموارد المائية وتعظيم الاستفادة من المصادر المتجددة، وتستعرض أنظمة الري الحديثة وتقنياتها الذكية، وتبادل الخبرات والمعرفة وخلق الشراكات، خلال منصة للمهتمين بالري والصرف الزراعي.

بالإضافة، ستستعرض في المؤتمر الإقليمي هذا، سياسات الإدارة المتكاملة لمياه الري وتحسين اللوائح التنظيمية، لدعم الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وأيضا مناقشة حلول لمواجهة آثار التغيرات المناخية ومدى تأثيره على الموارد المائية واستخدامها في قطاع الري.

المحاور الرئيسة للمؤتمر هي إدارة مخاطر المناخ وندرة المياه والاستدامة البيئية في قطاع الري، والتقنيات والابتكارات من أجل حلول مستدامة في إدارة مياه الري، وإعادة استخدام المياه المجددة وعلاقتها بالأمن المائي والغذائي، والحوكمة والتمويل المبتكر لقطاع الري.

المؤتمر الإقليمي الأول للري والصرف الزراعي بالشرق الأوسط، والذي سيقام خلال هذا الشهر -بعد أسبوعين- مؤتمر مهم للمختصين والمستثمرين والأكاديميين والمهتمين وحتى الطلاب والطالبات، موضوع مهم جدا يخص الجميع، وأنصح بحضوره عبر التسجيل خلال موقع المؤتمر.

Barjasbh@