عبدالمعين عيد الأغا

هل أصيب ابني بالسكري؟

الثلاثاء - 13 فبراير 2024

Tue - 13 Feb 2024

رسالة وردت إلى بريدي من أحد الآباء يقول فيها: لاحظت خلال الأيام الماضية ظهور بعض الأعراض في ابني وهي زيادة العطش وكثرة التبول، زيادة الجوع، والعصبية الزائدة والمشاكسة بحدة مع أشقائه، فهل هذه العلامات تعني أنه مصاب بمرض السكري (لا سمح الله)، أم هي أعراض عادية يمر بها الأطفال في مرحلة النمو؟

بداية، أقول للأب العزيز إنه لا يمكن الرد بتأكيد الإصابة بالسكري من عدمه عبر المقالة، إذ يتطلب الأمر تشخيص الابن لدى الطبيب المتخصص لمعرفة وضع سكر الدم لديه، فالأعراض التي ذكرت في السؤال هي من علامات داء السكري ولكن الأولى والأهم هو إجراء التحليل وتشخيص الطفل للاطمئنان عليه وتأكيد وضع نسبة سكر الدم لديه.

وحتى تكون الأمور واضحة لدى الجميع، فنحن أمام نوعين لمرض السكري، فالنوع الأول الذين يستخدمون الأنسولين، عكس النوع الثاني الذي يكون علاجه بالأدوية، ويتساوى النوعان في خطة اتباع النمط الصحي في الحياة سواء ما يتعلق بالغذاء الصحي أو النشاط البدني.

فعند الإصابة بالنمط الأول فإن البنكرياس لا يفرز الأنسولين إطلاقا أو يفرزه ولكن بكميات قليلة، وعلى الشخص المصاب بهذا النمط أخذ الأنسولين مدى الحياة، إذ يتم ضبط السكري من النمط الأول عن طريق تلقي حقن الأنسولين (الهرمون المسؤول عن تنظيم حركة السكر إلى الخلايا)، وتنظيم وجبات الطعام، وممارسة التمارين الرياضية، فالسكري من النمط الأول عند الأطفال يتسم بظهور علامات يجب على الوالدين الحذر بشأنها ومراقبتها، وهي زيادة العطش والتبول، فقدان الوزن غير المبرر، زيادة الجوع، العصبية، ضبابية الرؤية، ولا توجد هناك أي طريقة للوقاية من السكري من النمط الأول، ويعد علاجه - كما أشرت - بأخذ الأنسولين يوميا والتقيد بتعليمات الطبيب للتمتع بجودة الحياة.

ونأتي لأطفال النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين، والذي يحدث عندما تتأثر قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين، وعدم استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين على النحو السليم وبالتالي امتصاص كمية قليلة من السكر، وهذا النوع مرتبط بالسمنة أكثر ولكن من عناية الله سبحانه وتعالى بالفرد أن جعل هذا النوع يمر بمراحل مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري، فإن تم تصحيح النمط المعيشي من ناحيتي الغذاء الصحي والرياضة فإنه يمكن تعزيز دور الجسم في عدم الوصول إلى مرحلة إعلان الإصابة بالنمط الثاني للمرض، وفي هذا النوع وقبل التشخيص يمكن مراقبة الأعراض التي تتساوى في بعضها مع النوع الأول وتختلف في أمور أخرى ومنها التعب المفرط، كثرة التبول، العطش الشديد، بطء شفاء القروح، جلد داكن (الشواك الأسود).

أما عن تشخيص الإصابة بالسكري عند الأطفال فإنه ينصح بالإسراع إلى تشخيص الإصابة بالسكري عند الأطفال في حال وجود تاريخ عائلي من مرض السكري من النوع الثاني، معاناة الطفل من السمنة، ظهور أعراض لمقاومة الأنسولين، وهنا تشمل فحوصات الكشف عن داء السكري إجراء بعض التحاليل الطبية.

أهم النصائح عند ظهور أعراض السكري عند الطفل (لا سمح الله) فإنه يجب فهم كيفية تأثير المرض على الطفل، والقدرة على التكيف والصبر، المراقبة الصارمة لمستويات الجلوكوز في دم الطفل، تجنب وقوع الطفل في انخفاضات وارتفاعات السكر في الدم، معرفة طريقة التعامل مع الأنسولين إذا كان مرضه من النمط الأول، ضرورة معرفة أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم وما يجب فعله في هذه الحالة، ضرورة معرفة جميع أفراد الأسرة في كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالسكري وأيضا معرفة المدرسة عن إصابته وكيفية التعامل مع الحالة، مع التنويه بأن التحكم بداء السكري أصبح في وقتنا الحالي أفضل عن أي وقت مضى نتيجة تطور وثورة التقنيات والأجهزة الخاصة بمرضى السكري والتي قللت كثيرا من المشاكل المرتبطة بداء السكري، بالإضافة إلى قدرة أهالي المرضى في متابعة وضع سكر أبنائهم على مدار الساعة بكل اطمئنان.