محمد علي الحسيني

رابطة العالم الإسلامي شريكة برسالة سراييفو للسلام

الثلاثاء - 13 فبراير 2024

Tue - 13 Feb 2024

دأبت رابطة العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة بقيادة أمينها العام فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، على تحقيق المبادئ والقيم الجوهرية لها بترسيخ قيم الوسطية ومد جسور التقارب مع أتباع الأديان والمذاهب الإسلامية، لإنهاء معاناة الإنسان في الحروب والأزمات، والوصول به إلى بر السلام والأمان.

إن رابطة العالم الإسلامي التي انطلقت من مكة المكرمة - مهبط الوحي ورسالة السلام إلى عاصمة البوسنة والهرسك - هي همزة الوصل بين الشرق والغرب، للعمل على ترسيخ رؤيتها العالمية في بناء مجتمعات إنسانية آمنة، تقوم العلاقات بينها على تبادل الخبرات والتعاون المشترك لإرساء السلام، ووضع حد للنزاعات الدينية والقومية، وذلك خلال نشر ثقافة الانفتاح وقبول الآخر واحترام مقدساته ورموزه.

وثيقة مكة المكرمة تؤتي أكلها في العالم
لم تكن وثيقة مكة المكرمة المباركة وثيقة محدودة الأهداف في جغرافيا إقليم وطننا العربي والإسلامي، بل كانت رؤيتها عالمية من وحي رسالة الإسلام: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، لتكون دستورا تاريخيا ومرجعية لكل البشرية لتحقيق السلام.

ومن هنا، جاءت مشاركتها الفعالة مع مجلس النواب بدولة البوسنة والهرسك في إطلاق رسالة السلام من سراييفو، للتأكيد على أن الحروب والنزاعات لم تجن منها البشرية سوى الخراب والكراهية والظلم والقهر، وأن الحل الوحيد هو إفشاء السلام وترسيخ قيمه وتثبيت دعائمه، كي تعرف الإنسانية طعم الراحة والأمن والأمان.

ولا شك أن هذا السلام لن يتحقق إلا إذا آمنت به الشعوب والدول، وأيقنت أن مصيرها ومستقبلها واحد، وأن المطلوب منها التعاون المشترك لتأصيل قيم التعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المتنوعة، واعتبارها موروثا حضاريا لكل البشر.

إن مشاركة رابطة العالم الإسلامي في إطلاق رسالة السلام من سراييفو لها دلالة واضحة، ولقد كنا ضمن المشاركين في هذه الخطوة الطيبة، ونؤكد أننا ضمن رابطة العالم الإسلامي الممثل الشرعي والوحيد والمرجعية الدينية للمسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم، نرفض العنف والإرهاب والجرائم بحق الأقليات، وندعو إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح ونهج الاعتدال لحفظ استقرار الدول وأمن مجتمعاتها.

نجاح الدبلوماسية الدينية والسياسية في إطلاق رسالة سراييفو للسلام
إنه لإنجاز تاريخي خلده المؤتمر الذي عقد في مقر البرلمان بالعاصمة سراييفو، إنجاز له أبعاده الإنسانية والسياسية والدينية، باعتبار أن البرلمان هو صوت الشعب وكلمته ودليله ومرجعيته القانونية التي تعزز الإطار القانوني، لخلق مجتمعات أكثر انفتاحا وشمولية واحتراما للخصوصية الدينية والثقافية.

كما يعد البوابة والإطار القانوني الأمثل لتعزيز التقارب بين الحضارات والتفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات.

وإن مبادرة رابطة العالم الإسلامي في عقد هذا المؤتمر باعتبارها تمثل المرجعية الدينية بمختلف مذاهبها وطوائفها، تعكس أهمية العمل المشترك بين الجهات السياسية وما لها من دور، وبين القيادة الدينية وما لها من تأثير على المجتمعات.

وإننا بحكم وجودنا ومشاركتنا ضمن الرابطة نؤكد على المساعي الكبيرة والجهود المضنية التي تبذلها في سبيل تحقيق السلام العالمي الدائم والشامل.

إن المؤتمر الذي حضره كثير من الشخصيات المهمة، من مفكرين وأكاديميين ونواب ورجال دين، يؤكد أهمية التكاتف والتعاون على مستوى عال جدا يعكس النية المشتركة على إيصال رسالة سلام إلى العالم كله، والتأكيد على أهمية العمل المشترك بين البرلمان والقيادة الدينية لدراسة القضايا الشائكة التي من شأنها أن تهدد استقرار الدول وأمنها ومستقبلها.

sayidelhusseini@