دخيل سليمان المحمدي

استعينوا كتمانا على قضاء حوائجكم وتحدثوا شكرا بنعمة ربكم

الاثنين - 12 فبراير 2024

Mon - 12 Feb 2024

من أهم أسباب التقيد الذي حرمنا الاستمتاع بالنعم التي أنعم الله بها علينا ربط جميع الأحداث التي تحدث لنا وتصيبنا بالعين والحسد، مما جعلنا مكبلين لا نستطيع أن نعيش حياتنا الطبيعية خوفا من عيون الحاسدين مما اضطرنا للكذب خشية إظهار نعم الله علينا وعدم التحدث بشكر الله عليها ما يتنافى مع أمره سبحانه وتعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في قوله (وأما بنعمة ربك فحدث).

فالحديث بالنعمة قولا وعملا بالشكر والحمد للمنعم علينا وإظهار أثرها علينا لأنه سبحانه وتعالى إذا أنعم على العبد يحب أن يرى أثر نعمته عليه في لباسه وأكله وشربه، لكن للأسف هناك من يدعي الفقر والضعف وقلة الحيلة المالية بقوله: نحن ضعفاء وليس لدينا شيء متذمرا كاذبا لا يشكر ولا يذكر ما يرفل به من نعم.

هناك من يجهل فهم المقولة المشهورة التي تقول (استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود) فالكتمان المقصود هنا هو مرحلة ما قبل حصول الحاجة فإذا حصلت وأنعم الله بها على العبد وبلغه إياها فعليه أن يتحدث بها حمدا وشكرا، ومعنى كل ذي نعمة محسود أي أن إظهاركم لحوائجكم قبل الحصول عليها قد يعارضكم من لا يريدون لكم الخير، وأيضا إخباركم للناس بما تريدون فعله يسبب لكم الضغط والشعور بالخوف من الفشل.

إن نسب الإنسان لكل ما يصيبه من فشل وبلاء للعين والحسد، يسبب له ضياع عمره سجينا خائفا موسوسا، لا يجد راحة البال والفكر والسعادة في حياته.

أخي الغالي إن حياتنا أقصر بكثير من أن نقضيها خوفا مرتعبين ممن حولنا، فعلينا الأخذ بالأسباب من قراءة القرآن الكريم والتحصن بالأذكار والصدقات التي تدفع الأذى فهذه سلوكيات عظيمة نثاب عليها وتخفف علينا من القلق والخوف تجاه الآخرين، وتجعلنا سعداء متوكلين على الله مستشعرين حفظه ورعايته فمن كان الله معه لن يحزن ولن يصيبه الهم والغم ولن تتمكن منه عيون الحساد.

حفظنا الله وإياكم من شر الحاسدين ومن وسوسة الشياطين.

dakhelalmohmadi@