شاهر النهاري

شهادة حق في سيدات المطارات السعودية

الاثنين - 12 فبراير 2024

Mon - 12 Feb 2024

عوالم مطاراتنا اليوم تختلف عما قبل الرؤية، والفوارق عظيمة من جوانب عديدة، تتجلى أبدع صورها في روعة التحضر والتواجد المثمر وحسن التعامل والفاعلية والإنتاجية والظاهر الباطن الملموس، مما لا يحتاج إلا كلمة حق تعطي المحسن حقه.

السيدات السعوديات دخلن هذه العوالم، بإدراك أنها رجالية، لا بد في بداياتها من إنكار وتقليل وتحييد وتهميش، إضافة لحساسية التواصل مع المدراء والزملاء الرجال، ومع تنظيمات ومهام خدمة وإسعاد ألوف المسافرين.

تعارض وفوضى وفشل كانت تخيلات المتشائمين، ولكن الأمر تدرج وأدهش بسلاسة تكامله وسبق تخطيطه وقوة تطبيقه، فما أصدرته الدولة مزامنة مع هذا التحول من قوانين مجتمعية وتنظيمات عمل المرأة السعودية ومساواتها بالرجال في الواجبات والحقوق الوظيفية والأجور، وحرية التنقل وقيادة السيارة، وفرض القوانين المنظمة والصارمة لمنع أي عمليات مضايقة أو تحرش ما مكن المرأة وجعلها تنتصر بالثقة على كل الظروف.

وكم من موظفة بدأت عملها وحيدة بين الذكور المهيمنين على العمل، وتكبدت عناء تعلم المهام والسياسات والقوانين والتجريب والإتقان وبالتالي المنافسة.

السعوديات العاملات في مختلف أجزاء مطارات المدن السعودية، تم طرح الثقة بهن في مختلف مسؤوليات العناية بالمسافرين إدارة وإرشادا وترحيلا وبيع تذاكر وترتيب دخول واستعلامات وسياحة وجوازات وأمنا وتفتيشا وجمارك ومتابعة تسيير حافلات النقل على أرض المطار وقيادة الطائرات وضيافة الركاب، وغيرها مما يتم بالمطارات والأجواء من وظائف تمكنت بناتنا فيها بالعزيمة وتميزت بالإصرار وأدهشت الجميع بالقدرة والقوة الناعمة، والتفاني والمساعدة في جميع مناشط السفر والتخفيف من زحام الصفوف وخدمة المسافر بقمة الذوق والأخلاق والرقي، وبما لا يعطل ولا يتأفف ولا يحتاج «لتكفا ولا لسؤال من أين أنت، وماذا يقرب لك فلان»؟
التواجد الأنثوي الفاعل يسير للأفضل وبما يؤكد الثقة بمهنية بناتنا وتقدمهن في العمل الإداري والفني والتخصصي، ومواكبة التكنولوجيا وحل المعضلات والتصرف السليم واكتساب احترام المسافر والمستقبل والمراجع.

بناتنا بهذا التواجد المبهر ينطبق عليهن المثل الشعبي «جاء يطل غلب الكل»، وحتى أن مقارنتهن بالعاملات في مطارات دول أجنبية عديدة تصب في صالح بناتنا.

القوة الكامنة في بنات ديرتنا تفجرت ينابيع من البركة والتكامل والإبداع، وبكل معاني الثقة والحرص والتفاني، وتلك صور ظلت خفية عن الوعي المجتمعي، ولكنها تثبت يوما بعد يوم امتزاجها بالروح الوطنية وجودة التمكن ورسم الصورة المحترمة الجليلة، التي يستحقها وطننا في يقين كل شركائه في البناء، وأعين كل حاج ومعتمر، وكل سائح في بلاد السعد.

تحيات إكبار وامتنان لجميع الجهات الحكومية والخاصة، التي آمنت برؤية تمكين السيدة السعودية، وحققت لها أمنيات التواجد الفاعل ومشاركة الرجال في مختلف منظومات السفر.

وصدقوني فحضور البنت السعودية تكاملي لا تنافسي، يلغي خانات النقص، ويبرز مجالات القوة، ويبدع في تنسيق وتناسق حياة إكمال قطع الأحجية للتراكيب السعودية الغنية بأرقى المعاني والصور، التي كانت مشتتة، ولكن بناتنا عزمن وتمكن وسبقن فيها دولا عديدة كانت تسبقنا، وبوقت قصير نهضنا وأبرزنا هامات عز وإبهار استقامت وترقت في أنفسنا بكثير من توظيف المفاهيم الإنسانية النقية، والثقة في توجهات شعب يترقى وحضارة تتكامل وتوازي رؤيتنا الثاقبة مع مسارنا الحالي والقادم، ودمت عزيزا يا وطني.

shaheralnahari@