منذ فجر التاريخ، أذهلتنا عجائب البحر الأحمر بمزيج من الجمال والغموض، ومن بين هذه العجائب، تبرز "الثقوب الزرقاء" كظاهرة طبيعية فريدة، تثير فضول العلماء والباحثين، وتجذب الغواصين من جميع أنحاء العالم.
وخلال رحلة العقد التي دشنها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، اكتُشف 20 ثقبًا أزرق جنوب المملكة، في إطار الهدف المتمثل في إثراء اقتصاد مستدام بالبحر الأحمر.
ما هي الثقوب الزرقاء؟
الثقوب الزرقاء هي عبارة عن كهوف عميقة مغمورة بالمياه، تتميز بلونها الأزرق الداكن الذي يميزها عن باقي أجزاء البحر، وتتكون هذه الثقوب نتيجة لانهيار كهوف جيرية قديمة كانت موجودة على اليابسة قبل ملايين السنين، ثم غمرتها المياه بعد ارتفاع مستوى سطح البحر.
تنتشر الثقوب الزرقاء في العديد من الدول المطلة على البحر الأحمر، وتُعرف بجمالها الأخاذ وتنوعها البيولوجي الغني.
تُقدم الثقوب الزرقاء تجربة غوص فريدة من نوعها، حيث تُتيح للغواصين فرصة استكشاف عالم غني بالحياة البحرية المتنوعة، من أسماك القرش والسلاحف البحرية إلى الشعاب المرجانية الملونة، كما تتميز الثقوب الزرقاء بوجود تشكيلات صخرية رائعة تُضفي على المكان جمالًا ساحرًا.
تختلف الثقوب الزرقاء في شكلها وحجمها وعمقها، مما يخلق تنوعًا فريدًا يُناسب جميع مستويات الخبرة في الغوص. فبعض الثقوب ضحلة نسبيًا، بينما تصل أخرى إلى أعماق كبيرة تتطلب مهارات متقدمة في الغوص.
فوائد بيئية وتحديات
تلعب الثقوب الزرقاء دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن البيئي في البحر الأحمر، حيث تُعدّ موطنًا للعديد من الكائنات البحرية التي تلعب دورًا هامًا في النظام، كما تُساعد في تنقية المياه وتحسين جودة البيئة البحرية.
تواجه الثقوب الزرقاء بعض التحديات، مثل التلوث البيئي والصيد الجائر، لذا من المهم اتخاذ خطوات لحماية هذه الظواهر الطبيعية الفريدة من نوعها والحفاظ على جمالها للأجيال القادمة.
وعلى الرغم من جمالها الأخاذ، إلا أن الثقوب الزرقاء قد تُشكل بعض المخاطر على الغواصين غير المهرة، كالتيارات المائية القوية التي تتواجد في بعض الثقوب، يمكن أن تُجرف الغواصين بعيدًا عن مسارهم.
وقد يُعاني الغواصون من قلة الرؤية في بعض الثقوب بسبب عمقها الكبير ووجود رواسب في الماء، كما يُمكن أن يُشكل الضغط العالي في أعماق الثقوب خطرًا على الغواصين الذين لا يتمتعون بصحة جيدة.
يذكر أن مشروع رحلة العقد امتد لـ19 أسبوعًا، بهدف دراسة للمنطقة الاقتصادية السعودية للبحر الأحمر، باستخدام تقنيات الجينوم الحديثة لإجراء دراسة شاملة للموائل البحرية وأعماق البحار والتنوع البيولوجي في المنطقة.
الأكثر قراءة
الأحساء تعزز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية بـ 5 مناطق مميزة
شركة إيديكس تفوز بعقد تطوير البنية التحتية للمرحلة الأولى من المنطقة اللوجستية بميناء جدة من شركة DP World Logistics
تركي آل الشيخ يحضر ليلة استثنائية لاتنسى من تصاميم العالمي إيلي صعب بعنوان "1001 موسم من إيلي صعب" ضمن "موسم الرياض 2024"
شركة سامي نافانتيا تُطلق نظام حزم الجديد HAZEM Lite CMS
السعودية تخطو خطوات ثابتة نحو الاستدامة البيئية ومكافحة الانبعاثات الكربونية
زوار جناح "سكن" في معرض سيتي سكيب: ما رأيناه من أثر للعطاء يحفزنا على بذل المزيد وغير مسبوق