أحمد صالح حلبي

أمانة العاصمة.. والشوارع المظلمة

الاحد - 11 فبراير 2024

Sun - 11 Feb 2024

نشرت الصحف المحلية قبل أيام خبر حصول «أمانة العاصمة المقدسة على درع التميز للفئة الأولى في مجال تحسين استهلاك كفاءة الطاقة، وذلك خلال حفل تكريم الجهات الحكومية المتميزة في تحسين استهلاك الطاقة لعام 2022م الذي أقامه المركز السعودي لكفاءة الطاقة»، وإن حمل الخبر إشارة لاهتمام الأمانة بالطاقة واستهلاكها، فإنه يفتح المجال للحديث عن مهام ومسؤوليات الأمانة الأخرى، والتي تتطلع أن تحصل على تكريم مماثل عليها، ومن أبرزها خدمات الطرق والشوارع التي يبدو أن الأمانة غائبة عنها، فرغم أن المادة الخامسة من نظام البلديات والقرى الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/5 بتاريخ 21 / 2 / 1397هـ، أوضحت اختصاصات الأمانات والبلديات وبينت أن من مهامها «القيام بجميع الأعمال المتعلقة بتنظيم منطقتها وإصلاحها وتجميلها والمحافظة على الصحة والراحة والسلامة العامة، ولها في سبيل ذلك اتخاذ التدابير اللازمة»، إلا أننا أصبحنا لا نرى من مضمون هذه المادة ما يشير إلى تطبيقها الفعلي، فالإدارة العامة للتشغيل والصيانة والتي من مهامها «صيانة جميع عناصر الطرق والشوارع كالطبقة الإسفلتية وشبكات الإنارة وتصريف السيول وجسور وأنفاق السيارات وجسور المشاة والمرافق البلدية والمعدات الثقيلة والسيارات التابعة للأمانة»، نراها بعيدة عن أهدافها ومهامها، ولا أريد أن أعدد مواقع غيابها سواء كانت داخل الأحياء السكنية الحديثة أو خارجها، لكني أود الإشارة لشارع رئيسي واحد يتواجد على خارطة الأمانة، لكنه بعيد عن خدماتها رغم أنه شارع رئيس يقصده الكثيرون، ألا وهو شارع أحمد نائب الحرم بحي الحمراء، الذي نراه مظلما ليلا نتيجة لتغطية الأشجار للإضاءة، ونراه نهارا مليئا بالحفر والمطبات وغياب النظافة نتيجة لتساقط أوراق الأشجار الجافة، وكثرة الأتربة التي تغطي الأرصفة الجانبية والجزيرة الوسطى، كما أن نهايته المؤدية لطريق جدة السريع تحتاج لوقوف مسؤولين يمتلكون القرار لمعالجة التشوه البصري به.

وما رأيته بهذا الشارع جعلني أتساءل عن مهام الأمانة التي حددها النظام والمتمثلة بـ «تنفيذ برامج الصيانة الشاملة للشوارع والتي تهدف إلى رفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية، وضمان سلامة وانسيابية الحركة المرورية وحل الاختناقات في أوقات الذروة»، كما أن من مهامها «تحسين المشهد الحضري وتسريع وتيرة الإنجاز في معالجة مظاهر التشوه البصري في المواقع المختلفة من خلال آليات للرصد والتحليل والمعالجة الفورية والفحص بعد المعالجة، باستخدام تقنيات وآليات متطورة».

ختاما، لا يمكن أن تحقق أمانة العاصمة المقدسة رؤيتها في «أن تكون مكة المكرمة من أفضل عشر مدن عالمية في الخدمات البلدية التي تحقق جودة الحياة بتقنيات وخبرات ذات معايير عالمية»، طالما بقيت تسير بأسلوبها التقليدي في التركيز على الطرق والشوارع الرئيسة وإهمال الأخرى.

ahmad_helali@