شاهر النهاري

هيئة الصحفيين السعوديين وأطوار التغيير وأحلام التطوير

الأحد - 04 فبراير 2024

Sun - 04 Feb 2024

هيئة تأسست 2004، بغرض خدمة الأهداف المهنية للصحفيين، برئاسة الراحل تركي السديري، في مدينة الرياض، وكان المعقود عليها من آمال أن تبلغ مفهوم الاتحاد، وإنشاء ميثاق شرف للصحفيين، ولم يكن حتى المتشائمين يرون فيها بقايا أحافير عصر الديناصورات.

الصحفيين السعوديين كانوا أيتاما إلا المحظوظ منهم، بنيل عملية تبني من قبل صحيفة أم، ولو بحليب صناعي.في فترة عمل صحيفة الشرق من الدمام طلب منا قائدها أنذاك قينان الغامدي أن نقدم له سيرنا الذاتية وصورنا الشخصية، وقام برفعها للهيئة لإصدار بطاقات عضوية للكتاب والعاملين في الصحيفة من مختلف المجالات الصحفية، ووعد بدفع المصاريف من حساب الصحيفة، وقد طلب مني أن أراجع الهيئة لمتابعة إجراءات المعاملة، فزرت موقعها عدة مرات، ولكني لم أكن أجد إلا عامل الأمن، ففشلت كل المساعي.

ومر الوقت حتى تهاوت النوايا والطموحات بعد اغلاق صحيفة الشرق، فتفرغنا لمعاودة البحث عن صحيفة تتبنانا.

واستمرت الحالة حتى تم انتخاب الأستاذ خالد المالك رئيسا للهيئة في 2015، ولكني حقيقة لم أكن متفائلا فلم أحرك ساكنا، ولم أطلب بطاقة عضوية، لشعوري بالإحباط والغبن.

وسمعنا في سنوات سابقة عن حدوث محاولات من هيئة الإذاعة والتليفزيون ومجموعة ام بي سي للانضمام للهيئة، وتداخلات من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، ما جعل وزارة الإعلام تصدر البطاقة المهنية، والتي تضم بعضويتها معظم المهن الإعلامية.

وانتهت فترة مجلس إدارة هيئة الصحفيين، وسمعنا عن حراك سريع تقوم به عدة جهات للظفر بكرسي في المجلس، فتأملنا خيرا، ولكن الحكاية انتهت بفوز مجموعة من الشباب ممثلي قائمة المستقبل.

الأمر عندي ما يزال به قطرة تفاؤل، ولكني لا أحبذ اهراقها على نبتة ثبت أنها صحراوية تنتظر الربيع الطلق حينما يختال ضاحكا، وهو عبوس.

سنتفاءل لأجل الشباب الحلوين، ونتمنى لهم عدم سرعة الذبول، والمطلوب منهم أعمال ومبادرات وتفاني ليس لزيادة بريقهم المجتمعي وعلى وسائل التواصل والقنوات، بقدر ما نتشوق لبريق قيمة أعمالهم، في مصلحة الصحفي المهمش وكبير السن، والمقطوع عنه الكهرباء والماء رغم ما يبذله بالمجان.

وعليهم تحمل سماع أسئلة مثل: من الذي اختار المرشحين وجعلهم قائمة واحدة من الشباب، وعلى أي أسس تم ذلك، ومن الذين انتخبوهم، ولماذا لم يضم لهم بعض أهل الخبرة؟

من أي القطاعات تم اختيارهم، وهل يغطون جميع مناطق المملكة، أم أن على بقية المناطق مراعات فارق التوقيت؟

هل الشباب فعلا متفرغين للهيئة، أو على الأقل نصف متفرغين، أم أنهم من ربع الحضور في مناسبات أخذ الصور، ونثر التصريحات؟

هل لهم سابق خبرة، لتأسيس الهيئة من الصفر، أم أنهم سيبنون فوق الجدران المائلة، والأسس الغائبة؟

هل سيكون لهم دعم، ليس كأفراد، ولكن لمشاريعهم الفاعلة في تجميع الصحفيين، وتسهيل إجراءات الاشتراك، وتقريب المبعدين، وتجهيز الهيئة لاستقبال الجميع، واجراء الحوارات الهادئة، المفيدة، وطرح القضايا المصيرية للصحفيين، وخلق روح احترام الأجيال، الغائبة، أم بنقاوة المستفيدين المحظيين بالأضواء، وعلى المبصرين اللجوء للدعاء؟

في الختام أود أن أنصح المتشائمين، وكذلك المتفائلين بالعمل بنفس خطة أطباء التوليد، حينما تتعسر الولادة، بأن يطبقوا خطة «انتظر، وسترى»؟

shaheralnahari@