محمد عبدالله القرني

الفكر أساس لأنسنة عالية الجودة

الأربعاء - 31 يناير 2024

Wed - 31 Jan 2024


لم تكن أنسنة المدن ذات اهتمام رئيس على مدى سنوات طويلة في أروقة كل من الأمانات والبلديات إذا ما استثنينا الهيئة الملكية للجبيل وينبع، كانت وللأسف لا تزال في بعض من المناطق ذات اهتمام ثانوي أو ربما ليس لها أي اهتمام على الإطلاق، حيث إن الاهتمام بالسيارة عادة يأتي في المقام الأول، ومن واقع قراءة ردود الأفعال على السوشل ميديا على بعض تغريدات بلديات المناطق يظهر بأنه هنالك وعيا فكريا شعبيا بمفهوم أنسنة المدن أكثر من بعض العقول العتيقة التي تدير البلديات، لا نحدد منطقة بعينها ولكن يمكن القول بأن منطقة المدينة المنورة وتليها الرياض هي من تغرد خارج السرب بنجاحاتها ومشاريعها والأهم من ذلك فكرها.

قبل كل شي الفكر هو الأساس، قد تبني مشروعا ضخما دون هدف أو فائدة ليصبح هدرا للمال العام بدل أن يكون منفعة للعامة، وقد تبني مشروعا بسيطا بتكلفة قليلة وتعود بنفعها على العامة بشكل رائع، هنا نتحدث عن أهمية الفكر وأهمية فهم الأنسنة بشكلها الصحيح وأهمية معرفة قيمة الشجرة والترصيف المناسب وأهمية معرفة مفهوم «الحديقة» بشكلها الصحيح.

شاهدت وللأسف تغريدات بعض البلديات وهي تنشر متفاخرة إنجاز حديقة حي لتقابل برد فعل سلبي من المواطنين لسوء التصميم والتنفيذ وبشاعة المنظر، إن أول مفهوم للحديقة هو الشجرة والتشجير ثم إنه ليست الحديقة منظرا جماليا وترفيهيا فقط بل إنها أكسجين الحي ورئته لذلك هي متساوية في حجم عائدها الترفيهي مع البيئي.

بعد الكلام عن السلبيات ننتقل إلى الإيجابيات، وأول ما نتحدث عنه ويستحق الكثير من الشكر للعمل العظيم الذي يقومون به مشروع الرياض الخضراء، إذ نرى فيه الأنسنة بمفهومها الصحيح وحجم العمل الكبير مغطيا مدينة مترامية الأطراف، لكل حي نصيب ولكل طريق نصيب ولكل واد وشعاب الرياض نصيب، بعمل محترف ومتقن وجميل يهتم في المقام الأول بالشجرة ليبني شبكة ضخمة من البنية التحتية لري الأشجار والنباتات من خلال المياه الرمادية أو المياه المعالجة، بالإضافة لعملهم الرائع يقومون أ يضا بمشاركة الجهات الأخرى في مشاريعهم ليتركو أثرا أخضر جميلا في كل أنحاء المدينة.

الشي بالشيء يذكر وطالما أننا نتحدث عن الإيجابيات، نشكر كذلك هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة لجهودهم الملموسة على أرض الواقع تاركة خلفها أثرا مبهجا وجودة حياة رائعة ومنظرا يليق بالمدينة، متأملا من باقي الأمانات والبلديات الحذو نحو هذا العمل الرائع الذي تقوم به هيئة تطوير المدينة المنورة وهيئة تطوير الرياض ومشروع الرياض الخضراء لتحقيق أحد أكبر مستهدفات رؤية المملكة 2030 ألا وهو برنامج جودة الحياة التي تعد أنسنة المدن أحد أكبر مهامها، متمنيا النجاح لكل من يعمل في المجال البلدي والتطويري لتحقيق الجودة المطلوبة للخدمات والرفاهية للعامة وفق أعلى معايير الأنسنة لحياة أكثر جودة.


m_a_algarni509@