ياسر عمر سندي

حسن باجودة الإنسان أستاذ الأدب والإحسان

الأربعاء - 31 يناير 2024

Wed - 31 Jan 2024


في مثل هذا الشهر من غرة رجب منذ 85 عاما شهدت مدينة الطائف ولادة المفكر المكي سعادة الأستاذ الدكتور حسن محمد باجودة؛ ولكل امرئ من اسمه نصيب فقد أضاف أحسن العلم والأدب في التأمل والوعي الثقافي الإسلامي محليا وعربيا وعالميا؛ الأمر الذي دعاني للتعمق في شخصيته أكاديميا وإنسانيا.

درس بمكة المكرمة مراحله الأولية إلى الثانوية والتي تعتبر تأسيسا شكل لديه المشاعر الجياشة في حب أم القرى التي احتضنته في كنفها وعكست عليه العمق الديني المتجذر وهيأته لمواصلة دراسته الجامعية بالقاهرة كلية الآداب تخصص الأدب واللغة حتى تخرجه ومن ثم ابتعاثه لاستكمال دراساته العليا في جامعة لندن إلى أن حصل على درجة الدكتوراه في الأدب؛ يعتبر أول مواطن حصل على درجة الأستاذية من جامعة سعودية؛ تقلد العديد من المناصب الأكاديمية؛ حفظ القرآن الكريم حتى أنار دربه الكريم؛ وكما قال عليه الصلاة والسلام «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»؛ أثرى الساحة الإسلامية والأدبية بأجود المنتجات الفكرية التي جسدت حبه لله ولرسوله وللصحابة الكرام.

لا يسعني المجال بهذا المقال تعداد إنتاجه المعرفي بسبب غزارته ووفرته التي وصلت أصقاع الأرض من خير بقاع الأرض؛ تخصصه في الأدب واللغة العربية مكنه من فهم وتدبر القرآن والسنة وإخراجهما بطريقة احترافية سهلة ومناسبة يفهما المتخصص والعامي.

تأثرت شخصيته من خدمة مصادر تشريعنا الإسلامي الكتاب والسنة وآثار الصحابة بشغف حتى نال منهما الشرف؛ فوضع بصماته على العديد من مؤلفاته الأدبية والشعرية والنثرية التي عكف عليها حتى أظهرها مكنونا ميسرا من الجواهر النفيسة المرصعة بذائقته الأدبية الخاصة وبلاغته العبقرية الرصينة.

يمتلك شخصية إنسانية عظيمة ارتسمت على ملامحه النورانية المتواضعة المغلفة بالكثير من التؤدة والوقار التي تحمل الكثير من الأسرار هو رجل دنيا ودين جمع بين الحسنيين القيمة والقامة لم ينس نصيبه وعمل لآخرته.

يمتلك كاريزما الإحسان بإتقان بعطائه المعرفي المبنى على ذكائه المشاعري في تأثيره وأثره ونشره للعلم؛ من خلال حلقات وبرامج تلفزيونية وإذاعية خالدة بذاكرتنا إلى الآن مثل «مدرسة القرآن» و»القرآن في رمضان» و»السيرة النبوية»؛ وأذكر أن والدتي -رحمها الله - كانت تحثني وتحفزني على متابعة برامجه باستمرار.

في كل مرة يزداد الحسن حسنا وتألقا ووهجا ووجاهة في دوره الأبوي الحاني وأسلوبه التربوي الباني وتأثيره الأسري الإحساني فلا يزال يذكر أثر وتأثير زوجته السيدة الفاضلة الدكتورة فاطمة رمضان في كل محفل يتم تكريمه فيه ويصرح بأن المولى قد منحه نعمة الزوجة الصالحة وبأن الرجل العظيم من المؤكد أن وراءه زوجة عظيمة من منطلق ولا تنسوا الفضل بينكم وخيركم خيركم لأهله هذه الأسرة المباركة أنتجت جيلا ممتدا متعلما مثقفا مباركا.

فجزى الله الدكتور حسن باجودة الإنسان أستاذ الأدب والإحسان عنا خير الجزاء.



Yos123Omar@