عبدالله السحيمي

الاستثمار في الأسرة

الثلاثاء - 30 يناير 2024

Tue - 30 Jan 2024


أخذت الأسرة الدور الأكبر والاهتمام الأهم في البناء والتربية والتعليم وحتى المخرجات بكل تفاصيلها؛ لأنها يعول عليها الكثير والكثير.

وكانت الخطابات الموجهة إلى الأسرة هي خطابات تميل إلى الحدة والاتهام وتشير إلى تقاعس الكثير في الأدوار المختلفة.

وقد وقفت على كلمة أحيت الخطاب وعززت من الرسالة حينما قال أ. د. خالد الشريدة؛ استقرار الأسرة هو استقرار للوطن.

إنه مفهوم عميق لقيمة ومكانة الأسرة، إنه الكيان الذي يجب المحافظة عليه والاهتمام به والعناية فيه؛ لأنه يمثل الكنز الأهم في الاستثمار بالإنسان وما يحتاجه من احتياجات واهتمامات تعزز من دوره وترفع من قيمته وأهميته ورغم أننا ننعم بالكثير من الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالأسرة من جميع جوانبها وهناك مجلس يختص بشؤون الأسرة وكل ذلك لا يمكن أن يحضر دون الشعور بقيمة الأسرة من قبل الأشخاص أنفسهم حينما يسعون على بناء الأسرة فيما يحقق الأهداف ويسعى إلى الحفاظ على مثل هذه الجوانب.

ورغم أن الدكتور الشريدة أعاد الروح بلغة الخطاب الذي يتوافق مع مسيرة التطور والتغير الاجتماعي الذي نعيشه خاصة في مفهوم الأسرة ودورها في مواكبة التطور السريع الذي نعيشه على جميع المستويات؛ لأننا نعيش زحفا سريعا في المعلومات والمعارف والبيانات وبعض الدعوات التي خرجت عن الدين وتستهدف الأجيال وتنال من تقليل دور الأسرة وتقزيمها بصورة تدعو إلى بعض مفاهيم الحرية المضللة أو الأفكار السلبية التي تستهدف ديننا ووطننا وشبابنا.

ولعل الدعوة إلى الاهتمام بوحدة الأسرة والمحافظة على نسيجها هي من الدعوات المهمة في ظل ما نعيشه من دعوات واختلافات ومشكلات أسرية تنخر في جسد التكاتف وتنال من المودة والمحبة والإخاء وتعمل على القطيعة بسبب اختلافات بسيطة تتطور إلى نزاعات ومقاطعات بين الأهل والأقارب لسنوات طويلة وتتم المقاطعة وتصبح هذه الأسرة مفككة منهارة ليصبحوا متفرقين مبتعدين كارهين وكأنهم أموات لا أحياء.

لا أنكر ولا أقلل من الدور الذي تقوم به المؤسسات التربوية والاجتماعية من أدوار كبيرة إلا أن الحاجة ماسة لإيجاد خطة استراتيجية وطنية تهتم بالأسرة وأدوارها بما يتوافق مع التغير الاجتماعي الذي تعيشه بلادنا الكريمة.

وقد يدعو ذلك إلى أن يعاد النظر في بعض الجمعيات المختصة بالأسرة ومستوى الخدمة التي تقدم خاصة في برامجها التي نتطلع إلى أنها تتوافق مع المتغيرات ولغة العصر الحديث.

أتطلع إلى أن تقوم الجامعات بدور حيوي في هذا المجال في برامجها ومناهجها في التخصصات التربوية والاجتماعية؛ لأن الأسرة هي القلب النابض لكل مجتمع.

والحاجة ماسة إلى وجود برامج اجتماعية مميزة تستهدف الأسرة في جميع المجالات.

إن مشاركة الباحثين والدارسين والمتخصصين من أسوار الجامعات ومشاركة الناس بواقعهم والمشاركة المجتمعية هو متطلب من متطلبات المرحلة التي تدفعنا إلى أهمية التكامل، إن وجود المتخصصون في المشهد الاجتماعي يضمن لنا الكثير من العطاء والتوجيه وأقول بكل أمانة بما يخص الجانب الاجتماعي وخاصة الأسرة أننا بحاجة إلى الحضور المختلف والمتجدد وأختصر ما أقوله إن هذه الأقدام بعضها من بعض!
تتشابه الأفكار وربما الاهتمامات ويختلف التشخيص وتتنوع الممارسة.

والبحث عن الحقيقة يجعل الإنسان يستخدم جميع الأدوات المتاحة.. لكنك وقفت على الجرح واختصرت الكثير وقدمت وصفة تشري، ومنهجية ناضجة في الحفاظ على كيان الأسرة.


Alsuhaymi37@