علي عبدالله المالكي

الريادة خارج المألوف

الاثنين - 29 يناير 2024

Mon - 29 Jan 2024


الإنسان العاقل موهوب بالفطرة، أعطاه الله من الموهبة والمهارات وحسن التدبير ما لا يتواجد بغيره حتى بين أقرانه من البشر، ولوجود العقل فهو مخلوق مكلف، وكل ما عليه هو أن يتدبر ويتأمل ليخرج بفكره خارج المألوف، وللخروج من صندوق مغلق حتما يحتاج إلى إبداع!
لا شك أن هناك عوامل وعقبات محبطة للإبداع منها: الخوف من الفشل، الخوف من التغيير، الخوف من اتخاذ القرار والخوف من المخاطر وغيرها، والواجب تداركها مسبقا وتذكير المبدع بها، وتحفيزه على تجاوزها، قبل بداية البحث عن حل للمعضلة وقبل ولادة الفكرة.

إن الذكاء ليس شرطا من شروط الإبداع، فهناك من سجل درجة ذكاء أعلى من ألبرت أينشتاين ولم يخرج بفكرة! أي نعم تمتع الإنسان ببعض الذكاء ضروري، ولكنه ليس عمود الإبداع مهما كان الإنسان ذكيا فلن يبدع بدون توفر مراحل العملية الإبداعية، والتي صنفها عالم النفس جراهام والآس (لندن1926م) كالتالي:

1 - مرحلة التحضير، وفيها يتم تحديد المشكلة وجمع معلومات كاملة ووافية عنها وتوزيع الأدوار على فريق العمل.

2 - مرحلة الاحتضان، وفيها يتم إطلاق وتحرير للعقل لهضم ما جمع من معلومات ومراجعة ما اكتسبه من خبرة في المجال المرتبط بجوهر المشكلة المراد حلها.

3 - مرحلة الإشراق، وهي مرحلة التأمل والتدبر للدماغ الصامت ليحلق خارج المألوف ويعلن عن ولادة فكرة جديدة أو تحسين فكرة قائمة سرعان ما تبتهج لها النفس وتجمع من حولها لعرضها وتأييدها.

4 - مرحلة التحقيق، وفيها يقوم المبدع باختبار وتجربة الفكرة الجديدة وتهذيبها ومن ثم اتخاذ القرار، شريطة أن تكون قابلة للتنفيذ!
وربما يتبادر إلى ذهنك سؤال: ما هو الفرق بين الابتكار والاختراع؟ فالابتكار هو تطوير منتج موجود أو حل معضلة قائمة بفكرة جديدة لتحسينها، بينما الاختراع هو فكرة جديدة كليا لم تكن معروفة بالسابق، وكل اختراع يحتوي ابتكار وليس بالضرورة أن يرقى الابتكار ليكون اختراعا! وكلاهما يتميزان بحقوق ملكية فكرية شريطة السبق، وإمكانية التطبيق وعدم مخالفة الشريعة الإسلامية.

إن ريادة الأعمال بيئة مثالية لشباب وشابات الوطن لممارسة عمل حر ريادي ابتكاري يشترك في صنع القادة مع وجود المخاطرة وبدعم من شركات حاضنة، ولضمان تخفيف المخاطر والنجاح بإذن الله لرواد الأعمال فإن عليهم الاجتهاد بتميز الأفكار والخروج عن المألوف، فالحافز كبير كدعم للاقتصاد الوطني ومثالا رائعا للاستدامة المالية والبشرية.