بسام فتيني

الجمعية السعودية للتدخل السريع!

الاحد - 28 يناير 2024

Sun - 28 Jan 2024


لا شك أن جهود الدولة في القطاع الخيري وغير الربحي تجاوزت حد التميز والإبداع، فمنصة إحسان مثلا جعلت من فكرة بذل الخير للمستحقين مع حفظ كرامتهم وتعففهم خير مثال، هذا الكنز الخيري المخصص لدعم الحالات والأسر داخل المملكة العربية السعودية، أما خارجها فمركز الملك سلمان للإغاثة يمثل القناة الرسمية الآمنة للتبرع المخصص للحالات والمساعدات في الخارج، هذا التميز وحوكمة الإنفاق في الخير جعل التحكم في دقة وصحة الحالات في مستوى عال من الحوكمة، والجميل أن الجهات المعنية بهذه القنوات، سيرت التقنية لخدمة الهدف وجعلت عملية الدفع في خطوات بسيطة تصل للمستحق وأحيانا بضغطة زر باستخدام وسائل الدفع الالكتروني!

لكن الآن أعتقد آن الأوان للقفز بخطوة أخرى للأمام، وهذا ما تعودناه أن نكون سباقين ورائدين في الأفكار وتطبيقها؛ لتكون نموذج نجاح يتم استنساخه، والفكرة التي أطرحها الآن تتمثل في إنشاء جمعية باسم (الجمعية السعودية للتدخل السريع) وفكرة هذه الجمعية هي أن تكون الجندي المتأهب لمساعدة من يطلب الغوث بشكل سريع وآمن وموثوق، وبالمثال قد يتضح المقصد، فلو طرحنا سؤالا مفاده – ماذا لو كانت لدينا جمعية متخصصة في الرصد اللحظي لمواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الباحث الاجتماعي، أنه لو وجدت حالة تستحق الدعم الفوري تتواصل مباشرة مع منصة إحسان وتدرج الحالة بشكل سريع وآمن؟
مثلا: طالبة يتيمة تبكي ليلا لرغبتها في تملك جهاز لوحي أو آيباد مثلها مثل قريناتها! لاستخدامه في الدراسة مثل هذه الحالة لا يمكن أن تجدها في منصة إحسان صحيح؟

إذن هنا يأتي دور مثل هذه الجمعية التي ستتوجه أولا لتتأكد من الاحتياج، ثم تصيغ الطلب وتعتمده في منصة إحسان ثم يتم إدراج الحالة في المنصة وبالتالي يتم نشر الحالة عبر القناة الرسمية (المنصة) وحينها يتم تكاتف من يرغب بإدخال السعادة على هذه الفتاة بالتبرع اللحظي وبالتالي تحققت عدة أهداف أولها أن هذه الفتاة حصلت على احتياجها بكل سرية، وثانيها أننا خرجنا عن الصندوق في فهم الاحتياج الحقيقي اليوم لبعض الأسر، حيث أضحت بعض الكماليات سابقا لأساسيات اليوم (والآيباد مثالا لا للحصر)، هذه حالة فقط كنموذج توضيحي لكن الأكيد أن هناك عدة حالات بسيطة لأمور مشابهة، فبعض الأسر قد تكون متعففة جدا لدرجة أن بعض الأساسيات تنقصها ومع ذلك قد يجدون حرجا أو صعوبة في توفيرها، هذا ما أتمناه ولعل غيري يتبناه ليحول الفكرة لواقع، والسلام ختام.



bassam_fatiny@