مختصون: عدم وجود تسعير للأدوية والمكملات الغذائية يترك مجالا للتلاعب بأسعارها

دعا مختصون ومهتمون بشؤون المستهلك إلى تدخل الجهات ذات العلاقة لتسعير الأدوية والمكملات الغذائية التي لا يوجد عليها تسعيرة رسمية، وذلك بما يتوافق والتكلفة الحقيقية لها، لافتين إلى أن الاكتفاء بالباركود يفتح المجال واسعا للتلاعب بالسعر، وهو ما يفسره وجود أسعار مختلفة لنفس المنتج بين صيدلية وأخرى.

فروق سعرية
ورغم تأكيد الهيئة العامة للغذاء والدواء، أن جميع أسعار الأدوية محددة وتخضع للمراقبة، وتشديدها على عدم صحة إلغاء التسعير، لاحظ مراقبون عدم وجود أي تسعير لبعض الأدوية والاكتفاء بوجود باركود على علبة الدواء تظهر السعر عند الشراء، كما لاحظت «مكة « وجود فروقات في السعر لنفس الدواء بين صيدلية وأخرى.

إلزام رسمي
وأفادت الهيئة في بيان بأن الصيدليات ملزمة باستمرار وضع (ملصق السعر) على العبوة الخارجية، بحيث يتوافق مع سعر الباركود، لافتة إلى أنه يمكن للصيدليات بيع الأدوية بأقل من السعر المحدد لكن لا يمكنها رفعه.

وذكر مراقبون أنه لا يوجد التزام بما أشارت إليه الهيئة من وضع السعر إلى جانب الباركود للكثير من الأدوية، وهو ما يجعل من ذلك فرصة لرفع السعر وليس تخفيضه كما أشارت الهيئة، وهو ما يتطلب من الهيئة القيام بحملات رقابية للتعرف على اتجاهات الأسعار.

ولفت المراقبون إلى أن الأدوية والمستحضرات التي تقام عليها عروض في الصيدليات هي غالبا منتجات مضى عليها بعض الوقت، حيث توجد خشية من بقائها حتى موعد انتهاء الصلاحية.

دور لهيئة المنافسة
وأوضح المهتم بشؤون المستهلك عبدالعزيز الخضيري بأن الواجب أن تتدخل هيئة المنافسة في شأن أسعار الدواء بحيث تتأكد بأن الأسعار مطابقة ولا يوجد بها تلاعب، خاصة عندما يكون هناك رفع كبير في الأسعار.

إلا أن الخضيري ذكر في جانب آخر أن أسعار الدواء عالميا يجب أن تتناسب مع الوضع الاقتصادي لكل دولة ففي بعض الدول يصل سعر الدواء الموجود لدينا في المملكة بسعر 60 ريالا مثلا إلى نصف أو ثلث السعر، وفي ذلك توجيه من منظمة الصحة العالمية، وهذا الأمر لا يعني أن الأسعار تتجاوز عندنا الحدود التي تقول هيئة الدواء أنها حددتها.

التجارة غير مسؤولة
وبخلاف جمعية حماية المستهلك التي لم ترد على استفسارات الصحيفة، أشارت وزارة التجارة إلى أنها ليست هي المسؤولة عن تسعير الأدوية والمستحضرات الطبية والمتممات الغذائية المتعلقة بالصحة، فهي مسؤولية الهيئة العامة للغذاء والدواء.

التسعير ضروري
وأبان مغردون على منصة «أكس» أن عدم وجود أسعار محددة لبعض الأدوية والمتممات الغذائية يشجع بعض الصيدليات إلى رفع السعر، مطالبين بأن يشمل التسعير كل الأدوية والمستحضرات كما كان سابقا، ودعوا مرضى الأمراض المزمنة بالتعامل مع المواقع الالكترونية الموثوقة التي تؤمن الدواء بأسعار أقل، للضغط باتجاه خفض أسعار الدواء.

لا يوجد مسوغ
وحول ما أفادت به هيئة الغذاء والدواء من أن مستوى المعيشة هو من الأسباب التي ترفع السعر، قال المهتم بالمستهلك محمد الأنصاري، إن ذلك لا يسوغ رفع السعر، مشيرا إلى مستوى المعيشة في أمريكا وأوروبا مرتفع ومع ذلك فإن أسعار الكثير من الأدوية أقل بكثير من أسعارها بالمملكة.

وأضاف الأنصاري أن الأسعار في دول الجوار أقل نسبيا من المملكة في الكثير من الأدوية، ومنها مثلا، دواء (إينتريستو50 مجم)، لعلاج قصور بعض وظائف القلب والذي يباع في دولة مجاورة بـ265 ريالا بينما يباع في المملكة بـ 280 ريالا، و(غلوكو فيج 1000 مجم) والذي يباع بـ 22 ريالا، بينما في دول مجاورة بـ 17 ريال، رغم أن بعض هذه الأدوية تصنع أصلا في المملكة.

تلاعب بالأسعار
وأكد رئيس اللجنة التجارية السابق بغرفة الشرقية علي اليامي إلى أنه بالرغم من الفروقات السعرية بين بعض الدول بحسب مستوى المعيشة إلا ان ذلك لا يعني ترك الحبل على الغارب لتلاعب بعض الصيدليات بالأسعار، مشيرا إلى أن بعض أسعار الدواء بالمملكة أصبحت مرتفعة حتى على الأسعار في الدول المتقدمة.

ثلث السعر
وأوضح الطبيب المهتم المختص بشؤون المستهلك الدكتور محمد ناصر، أن أسعار الميلاتونين كأحد الأدوية المطلوبة لازال مرتفعا بالمملكة رغم وجود سعر محدد عليه فهو يزيد بثلاث مرات عن سعره في أمريكا، حيث إن المنتج الذي يصنع محليا عبر احدى الشركات السعودية المنتجة للدواء والمكملات الغذائية يصل سعر العلبة التي تحوي 100 حبة من فئة 5 مليجرام 159 ريالا، بينما سعرها في أمريكا 47 ريالا فقط، وهو ما يدحض فكرة أن السعر مرتبط بالوضع الاقتصادي للبلد.

ولفت إلى أن وجود الباركود لوحده لا يكفي، كما أن وجود ملصق يفوق السعر العالمي بثلاث مرات مشكلة أخرى إذا لم يوجد لها مسوغ منطقي.

الشراء الالكتروني
وأمام الارتفاعات في الأسعار لم يجد البعض ممن يحتاجون الدواء باستمرار لعلاج أمراض مزمنة سوى الاستعانة بالمواقع الالكترونية التي توفر الدواء بأسعار أقل، حيث نشطت هذه التجارة مؤخرا، وأكد متعاملون في هذا الإطار أنهم يوفرون أكثر من نصف المبالغ المصروفة على الدواء من خلال الشراء الالكتروني، مشيرين إلى مواقع موثوقة كثيرة تبيع الدواء الكترونيا.