سباق الحوت والسمكة يعيد أمجاد ترمب

السبت - 27 يناير 2024

Sat - 27 Jan 2024

دونالد ترمب ونايكي هايلي (مكة)
دونالد ترمب ونايكي هايلي (مكة)
استعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أمجاده وهو يحقق الانتصار وراء الآخر في الولايات الأمريكية، ويبرهن على أنه «الحوت» القادر على ابتلاع جميع منافسيه، في حين بدت منافسته الرئيسة نيكي هايلي وكأنها «سمكة» يمكن هضمها بسهولة.

وتقول صحيفة «غارديان» «إن البعض توقع أن تحرز هايلي فوزا في ولاية نيوهامبشر، أو على الأقل تخسر بنسبة ضئيلة تجعل المضي في السباق يبدو معقولا، لكنها خسرت بهامش واسع».

والمثير للانتباه أن أموال المتبرعين انهالت على هايلي، في الوقت الذي كان المجال يضيق وتركت كمرشحة وحيدة أخيرة ترفض ترمب.

حوت وسمكة
أنفقت هايلي الكثير من الأموال في نيوهامبشر، الولاية التي يعتبرها الجمهوريون معتدلة، وتؤكد الصحيفة أنه لم تكن هناك أي حملات تمهيدية لكلا الحزبين الرئيسيين، وتاريخيا كانت نيوهامبشر تترك تأثيرا كبيرا في البلاد، وتساعد أقوى المتنافسين وتقصي المتخلفين.

وتشير الصحيفة إلى أنه لم يكن هناك سوى شخصين يتنافسان عندما جاء دور نيوهامبشر، وأحدهما بدا أكبر كثيرا من الآخر، سواء في جمع التبرعات أو في القدرة على تحفيز الرأي العام، لقد كان الأمر أشبه بسباق بين «حوت وسمكة صغيرة».

ويمكن وصف المنافسات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024 بكلمة واحدة وهي أنها تمضي «عكس المناخ»، لكن نظرا إلى الطريقة التي أسر بها ترمب مخيلة حزبه، فمن المحتمل أن المسألة الأساسية لا تكمن في كيفية إطاحته منافسيه، وإنما في وجود الكثير من المنافسين في المقام الأول.

إثارة السخرية
ويتساءل الكاتب: «ما الذي دفع بالعديد من الجمهوريين للترشح ضد ترمب؟ هل كانوا واهمين أم متفائلين؟ أم مثيرين للسخرية؟، هل فاتهم أن حزبهم أصبح قائما على عبادة الشخصية وفي خدمة رجل واحد؟ أم فكروا بطريقة ما أنه أضعف مما يبدو عليه؟.

ربما كانت هذه فكرة مقلدي ترمب، وظن رون ديسانتس أنه إذا أظهر قسوة كافية في فلوريدا، مسقط رأسه، فإن الناخبين الجمهوريين من الممكن أن يعجبوا به كشخص قوي، وينسوا كم هو مزعج.
وكان كريس كريستي، حاكم نيوجيرسي السابق، الذي اشتهر بإغلاق جسر جورج واشنطن لمعاقبة رئيس بلدية عبره، الجمهوري الوحيد الراغب في مهاجمة ترمب، وبنى حملته على فكرة أن الرئيس السابق يشكل خطرا على الأمة، لكن كان من الصعب أخذ كريستي على محمل الجد، فهو لم يستطع التظاهر بالشرف بشكل مقنع.

الصقور الجدد
كان من المناسب أن تكون هايلي هي آخر مرشح يستطيع الصمود، ومع ذلك، فإنها مضللة على قدم المساواة، وكانت تقوم بشيء مختلف عن زملائها المرشحين، ركزت حملة هايلي على إحياء السياسة الخارجية للمحافظين الجدد الصقور، مع تقليل التركيز على القضايا الاجتماعية، فبدت وكأنها جمهورية من حقبة التسعينات ترتدي سترة من القرن الحادي والعشرين.

وفي المناظرات، تحدثت هايلي عن فضائل التدخل العسكري الأجنبي، وشددت على انضباطها وكفاءتها، وقد تكون هناك حجج لكل هذا، ولكن من الواضح أنها ليست الحجج التي أرادت قاعدة الحزب الجمهوري سماعها: فالحروب الخارجية لا تزال لا تحظى بشعبية في أمريكا ما بعد العراق.

وكان أحد التفسيرات الأكثر منطقية لحملة هايلي دائما، هو أنها تترشح بالفعل لمنصب نائب الرئيس، وقد يكون هذا هو الدور الأفضل الذي يمكنها أن تلعبه.

نتائج ولاية نيوهامبشر:
57 % دونالد ترمب
43 % نيكي هايلي