الأطفال وحلويات «الفيتامينات»
الثلاثاء - 23 يناير 2024
Tue - 23 Jan 2024
من السلوكيات الخاطئة المنتشرة عند بعض الآباء والأمهات هي شراء فيتامينات الأطفال المنتشرة في الصيدليات على هيئة حبوب أو شراب بدافع أن وزن أبنائهم ضعيف وأجسادهم نحيلة وأن هذه الفيتامينات ستفتح شهيتهم للأكل وتجعلهم لا يعانون من نقص أي فيتامينات، إذ تزدهر أرفف الصيدلية بعلب وأشكال بألوان ورسومات رائعة لجذب الانتباه ولسهولة تناولها من قبل الأطفال وخصوصا أنها معمولة على شكل الحلويات.
بغض النظر عن فوائد هذه الفيتامينات ودورها في تعزيز صحة الأطفال إلا أنه من الخطأ تجاهل أساس المشكلة التي يشكو ويعاني منها الطفل كالضعف العام وسوء التغذية وقلة الوزن الذي لا يتفق مع طوله، فبعض الآباء والأمهات للأسف يبحثون عن الطرق السهلة في معالجة مشكلة الأبناء، دون أن يتم عرضهم على الطبيب المختص لمعرفة ودراسة حالتهم وتحديد المسببات وراء هذا الضعف وهل يعد طبيعا أم مرضيا يستوجب التدخل العلاجي.
ومعروف أن الفيتامينات المحلاة تتكون من مواد صمغية مثل الجلاتين، ونشا الذرة والماء والسكر وألوان الطعام، وبعض النكهات المضافة كالبرتقال والفراولة والليمون والتوت، ويضاف لها معادن وفيتامينات مثل الكالسيوم وفيتامين D، وتتوفر في الصيدليات بأنواع وأشكال مختلفة تبعا للشركة المصنعة لها، والمشكلة التي يجهلها هؤلاء الآباء والأمهات أن إعطاء الفيتامينات للأطفال يجب أن يكون من خلال الطبيب بعد إجراء التحاليل اللازمة وليس بناء على قاعدة (إذا ما نفعت ما ضرت)، فما قد يحدث -لا سمح الله- عند تناول أي فيتامينات لا يعاني الطفل من نقصها أساسا فيؤدي ذلك إلى زيادة تركيز هذا الفيتامين في الجسم ومن ثم يترسب على الكلى، وتكمن الخطورة في زيادة الكالسيوم الذي قد يتسبب في الكثير من المشكلات الصحية على المعدة وعلى الصحة النفسية بالإضافة إلى أعراض أخرى.
والواقع إذا لم يكن الطفل مصابا بأي أمراض أو نقص للفيتامينات وفقا للتحاليل التي أجراها له الطبيب، فعلينا أن ندرك أن جميع الفيتامينات والمعادن موجودة بشكل طبيعي في الفواكه والخضراوات، ففيتامين A من الفيتامينات المهمة للأطفال فهو يعمل كمضاد للأكسدة ومدعم للمناعة ومقوي للأسنان والعظام، ويمكن الحصول عليه طبيعيا من الطماطم، والجزر، أو البطاطا الحلوة المطبوخة، أو البروكلي المطبوخ، أو صلصة الطماطم أو العصير، أما فيتامين C فهو يدعم المناعة ويقاوم العدوى، ويمكن الحصول عليه طبيعيا بتناول البروكلي، والبرتقال، وعصير الطماطم، بينما نجد أن الكالسيوم يعتبر من الفيتامينات المهمة جدا لتعزيز نمو الأسنان والعظام لدى الطفل، ويمكن الحصول عليه طبيعيا من الحليب والبيض، ونأتي إلى فيتامين D الذي يعرفه الجميع بفيتامين الشمس فهو أيضا يمكن الحصول عليه من بعض الأطعمة ومنها الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل، صفار البيض، الحليب والعصائر وحبوب الإفطار والزبادي المدعمة بفيتامين «D»، الكبد البقري، وبعض الخضراوات مثل السبانخ واللفت والبامية والكرنب (الملفوف) والمشروم، وهناك فيتامين B وله عائلة فيتامينات B12، B2 ،B3 ،B6 تساعد على التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة، وتنظيم الدورة الدموية والعصبية، وتشمل المصادر الجيدة؛ اللحوم، الدجاج، السمك، المكسرات، البيض، الحليب، الجبن، الفاصوليا، وفول الصويا.
وبطبيعة الحال فإن الفيتامينات هي مركبات عضوية خالية من الطاقة يحتاجها جسم الإنسان بكميات ضئيلة جدا، ومعظم الناس تحصل على جميع الفيتامينات التي يحتاجونها من خلال اتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن، وهناك فيتامينات ذائبة في الدهون ويحتاجها الجسم بكميات ضئيلة جدا مثل فيتامين A ،D ،E ،K، ويجب أن يتم الحصول عليها من خلال الغذاء؛ لأنه لا يتم تصنيعها في الجسم ما عدا فيتامين K يمكن تصنيعه بواسطة بكتيريا القولون وفيتامين D يمكن تصنيعه تحت الجلد بواسطة أشعة الشمس، وهناك الفيتامينات الذائبة في الماء، إذ تطرح الكمية الزائدة منها في البول لذلك لا تعتبر سامة، وقابلة للذوبان في الماء لذلك يتم فقد جزء كبير منها خلال الطهي، ويجب أن يتم الحصول عليها من خلال الغذاء؛ لأنه لا يتم تصنيعها بالجسم، ومنها مجموعة فيتامين B (الثيامين، الريبوفلافين،النياسين، البيريدوكسين، حمض الفوليك، الكوبالامين، البيوتين، حمض البانتوثينيك، B6، B12)، فيتامين C.
أجدد التأكيد بأن الطعام الصحي والفواكه والخضراوات تقدم مجموعة واسعة من الفيتامينات التي يحتاجها الصغار والكبار وأفضل من الفيتامينات المصنعة والمكملات الغذائية التي لا يجب تناولها إلا في أضيق الحدود وفي حالات يحددها الطبيب، فالاهتمام بالأكل الصحي والمصادر الطبيعية للفيتامينات وبعيدا عن الوجبات السريعة (الفاست فوود) أفضل حل لعدم التعرض لمشاكل نقص الفيتامينات.