بسام فتيني

وزارة الثقافة والزاوية العمياء!

الاحد - 21 يناير 2024

Sun - 21 Jan 2024


لا شك أن وزارة الثقافة من الوزارات الفتية، التي ولدت ثم ترعرعت تحت ظل وزارة الإعلام حتى كبرت واستقلت كالفتاة اليافعة التي أضحت مكتملة النضج لتمارس عملها وحدها، وروح الشباب هذه برغم جمالها إلا أنها قد تكون منقوصة حين تتسامى عن التكامل مع الخبرات والكوادر التي سبقتها في المجال، وما ألاحظه وغيري أن هناك نقصا ما في احتواء أوعية الثقافة التقليدية القديمة ومن في حكمهم من عقول مخضرمة تغيب عن المشهد، وهذا الجزء الأول من ملاحظتي على هذه الوزارة التي أحبها رغم أنها لا تحبني، فبرغم فرحي الكبير بها عند ولادتها إلا أني لم أحظ يوما برؤيتها عن قرب فأنا وجيلي مغيبون عنها وعن حضنها!

أما الجزء الثاني من عتبي على وزارتنا الحبيبة، هي في اهتمامها بجوانب معينة وإهمالها لجوانب نوعية أخرى، وأحيانا أقول لنفسي، أين جهود الوزارة في البرامج النوعية؟ فبرامج دعم المسرح والغناء والتمثيل لا يقل أهمية عن جوانب أخرى مهمة، مثل جانب (النقد الفني السينمائي) لماذا لا نرى برنامجا نوعيا يحتوي من يهتم بهذا الجزء من الثقافة السينمائية؟ فاليوم الإنتاج الفني السينمائي السعودي بدأ في شق طريقه بقوة نحو صناعة تاريخ فني سعودي يبث في صالات العرض، فما نراه اليوم من انتقادات أو تقييمات للأفلام السعودية محبط! بل ويصل أحيانا للتأجيج على منتجي أو كتاب الأفلام حين يخرج النقد عن مساره ليتحول إلى رمي تهم وطعن حتى في وطنية العاملين والقائمين على صناعة الأفلام السعودية! ولعلي أعزو ذلك لغياب النقد الفني الحقيقي من الكوادر المؤهلة علميا لممارسة دور الناقد المنصف المؤهل والمتعلم والحيادي.

إن النقد الفني السينمائي لا يقل أهمية عن حكم كرة القدم! بل ودعوني أتطرف لأقول أن الناقد الفني وكأنه قاضٍ مؤتمن حين يطلق الأحكام على الأعمال التي يقوم عليها كوادر تتعب وتنفق وتجسد وتمثل وتبني أدوارا ونصوصا وتعد الممثلين ومن في حكمهم! ثم يأت مغرد مجهول لينسف كل هذا بعبارات ظالمة لا تمت للمهنية بصلة وهنا مربط الفرس، هذه الزاوية العمياء التي أقصدها والتي أعتقد بأن الوزارة لم ترها حتى الآن، لذلك أشير بأصبعي لها لعل الإشارة تصل، واللبيب بالإشارة يفهم.


bassam_fatiny@