حسن علي القحطاني

شكرا معالي وزير التعليم

الاحد - 21 يناير 2024

Sun - 21 Jan 2024


ما إن تلقيت الدعوة الكريمة من الجمعية السعودية لكتاب الرأي لحضور لقاء معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، حتى عزمت على شد الرحال لعاصمتنا الغالية الرياض، ولا أخفيكم، كنت أطمع في إيصال الأسئلة التي تؤرقني وتؤرق غيري من فرسان وفارسات الميدان التعليمي، دونت كثيرا منها، وأجريت عليها كثيرا من العمليات الجراحية، واستخدمت جميع ما فتح الله به على قلبي من علوم البلاغة بفروعها الثلاثة، وما تذكرته من أدوات الرفع والجزم، مرورا بأدوات الشرط وحروف الجر وعلامات الترقيم، ووصولا إلى رموز التفاعل في المعادلات الكيميائية.

تزداد حرارة الأسئلة بعد وصولي الرياض، رغم برودة جوها هذه الأيام، وما إن دخلت ديوان الجمعية؛ ولثوانٍ بسيطة شعرت بالخوف من غرق قارب أسئلتي في محيط أسئلة الحضور، فهم قمم عالية وقامات كبيرة بين أهل الرأي والفكر، ولولا خشية نسيان أحدهم وضيق المساحة لاستشهدت ببعض أسمائهم. لم أطل في وقت هذا الزلل حتى ربطت جأشي من جديد، وقلت لدي الكثير من الجدير بالنقاش، وإن سبقني عارف بفكرة جاريته بغيرها.

دخل معالي الوزير بهدوء الواثق، حيّا الجميع بلطف، وبدأ في الحديث بتواضع جم قرب المسافة بين حديثه وقلوبنا، حبس نبال الأسئلة التي يبعثها حب الوطن النبيل في كنانها. لم ينكر، أو يدع مثالية السابقين، ولم ينقصهم حقهم، فوجئ الجميع بتشخيصه الدقيق للواقع، ثم تكلم بشجاعة الواثق في دعم قيادته ليحلق بنا في سماء الممكن من الحلول، العاجل منها والآجل، ما تم خلال عام ونيف من تكليفه وما يتم العمل عليه، وما يتطلع لإنجازه خلال عمل مؤسس على خطى منهجية ومدروسة تتوافق مع رؤية 2030 ووفق تطلعات ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان.

نعم، إن التشخيص السليم لأي مشكلة يعني بداية التعافي منها، لأنه يوجه بوصلة الحل لمكامن الخلل لتبدأ رحلة العودة للمسار الصحيح، وإن كان شاقا، متعبا، وربما مؤلما.

الحلول شاقة، لأن الخلل كان تراكميا من عقود طويلة، ورثتها أجيال لتورثها أجيالا، حتى اكتسبت صفة الثوابت.

الحلول متعبة، تحتاج إلى إصلاح دقيق وعميق، ومهارة أمثالك سيجعل التنفيذ أسهل وأقرب، قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان لكن عدم البقاء في دائرة المنافسة أشد ألما.

أخيرا، شكرا معالي وزير التعليم يوسف البنيان، خرجت بعد اللقاء بروح معنوية يزيد أملها عن ارتفاع الطائرة التي أقلتني عائدا لمدينة أبها، مزقت كل هواجسي، ملأت نفسي البشائر لمستقبل تعليم أبنائنا ولمعلميهم ومعلماتهم ومدارسهم، واستودعت معاليه وريقات فيها مسألة وسؤال أرجو ألا يطول انتظار جوابه.

يقول الشاعر المتنبي:
أقل سلامي حب ما خف عنكم
وأسكت كيما لا يكون جوابُ
وفي النفس حاجات وفيك فطانة
سكوتي بيان عندها وخطابُ


hq22222@