عبدالمعين عيد الأغا

أيهما أخطر السكري (1) أم (2)؟

الثلاثاء - 09 يناير 2024

Tue - 09 Jan 2024


يقول أحد الآباء في رسالته: أصيب ابني بالسكري النمط الثاني بسبب معاناته مع السمنة، وفشلت المحاولات في عدم الوصول إلى مرحلة الإصابة، ولكن دون جدوى وكانت إرادة الله أقوى في إصابته وبدء العلاج، سؤالي يا دكتور: هل هذا النمط يعتبر أقل حدة في المضاعفات والخطورة من النوع الأول؟
حتى تكون الإجابة واضحة أستهل حديثي بتوضيح الفرق بين النوع الأول والثاني من السكري من حيث المسببات والعلاجات، فالنمط الأول من داء الحلو يعتبر مرضا مناعيا ذاتيا يؤدي إلى نقص إفراز الجسم للأنسولين؛ ومرضاه يعتمدون على الأنسولين في العلاج، بالإضافة إلى ذلك فإن أعراض هذا النمط تظهر بسرعة، وهو عادة يصيب صغار السن، أما النمط الثاني فهو ناتج بشكل أساسي عن مقاومة الجسم للأنسولين، كما أنه يرتبط بالسمنة ارتباطا وثيقا، إضافة إلى ذلك يكون هذا النوع خاليا من الأعراض في المراحل الأولى؛ لذا يتم تشخيص المريض متأخرا، وعادة يتعرض من يعانون من السمنة صغارا أو كبارا للمرض في حال عدم تصحيح نمط حياتهم.

ومضاعفات مرض السكري النوع الأول والثاني تتشابه كثيرا مع وجود اختلاف بسيط بينهما، إذ يصاب مرضى السكري النوع الأول بالحماض الكيتوني السكري بنسبة أعلى من مرضى السكري النوع الثاني، بينما يصاب مرضى السكري النوع الثاني بمتلازمة فرط الأسمولية السكري، بنسبة أعلى من مرضى السكري النوع الأول.

وإذا تطرقنا إلى جانب العلاج فنجد أن علاج السكري النوع الأول يكون باتباع نظام غذائي صحي يتلاءم مع جرعة الأنسولين التي يأخذها المريض، ممارسة الرياضة، تعويض الجسم بالأنسولين، أما علاج السكري النوع الثاني فيكون أيضا باتباع نظام غذائي صحي يكون قليل السكر والدهون ومليئا بالألياف والخضراوات، وممارسة الرياضة، وتنظيم مستوى السكر بالدم من خلال الأدوية خافضة السكر الفموية، وقد يحتاج المرضى في النوع الثاني إلى الأنسولين في الحالات المتقدمة، وأيضا بجانب كل ذلك فإن مرضى النوع الثاني مطالبون بعلاج ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون.

وقد يتساءل البعض هل يمكن الوقاية من داء السكري سواء النوع الأول أو الثاني؟ والإجابة بالطبع هي أنه لا يوجد أي طرق وقائية للنوع الأول، بل حتى لا يعلم المريض أنه عرضة للإصابة بهذا المرض، فكما تم التوضيح يصيب الأطفال أكثر ويظهر فجأة، إذ قد ترتبط الإصابة ببعض عوامل التعرض لبعض أنماط العدوى الفيروسية، بينما في النوع الثاني فأن هناك مراحل تمهيدية قبل اكتشاف الإصابة مثل مرحلة مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري فإن تم السيطرة على هذه المراحل فإنه قد تتراجع مرحلة إعلان الإصابة، وذلك من خلال القيام بإجراءات وقائية تخفف أعراض المرض، أو تدفعها إلى الحد الأدنى، مثل ممارسة الرياضة وتناول طعام صحي وتغيير نمط الحياة للأفضل.

وفي كلا النوعين من السكري فإن المرضى السكريون مطالبون بالتحكم بمستويات السكر بالدم، فذلك يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ويمنع التعرض - بإذن الله - لمضاعفات المرض التي قد تسبب تلف الأعصاب وأمراض العيون وأمراض الكلى، كما أن التحكم بمستويات السكر بالدم يساعد أيضا على تحسين الطاقة والمزاج والتمتع بجودة الحياة.

أخيرا.. وردا على السؤال المهم: أيهما أخطر السكري النمط الأول أم الثاني؟
الجواب: لا يمكن اعتبار أحد المرضين أكثر خطورة من الآخر، فالأمر في كل الأحوال يعتمد على مدى التزام المريض بالعلاج والنظام الصحي للوقاية من مضاعفات المرض، وبفضل الله سبحانه وتعالى أصبح هناك وعي كبير من مرضى السكري في التحكم بالمرض، كما أن التقنيات الجديدة في مجال متابعة ومراقبة السكري والتحكم به ساعدت كثيرا في تفادي المرضى وعدم وصولهم لمرحلة المضاعفات سواء في ارتفاع نسبة السكر أو انخفاضه في الدم.