اختيارك لخيارك.. لا تحدده خبرتك
الثلاثاء - 09 يناير 2024
Tue - 09 Jan 2024
اختيارك للحياة لا يعني البقاء، وذكرك للغاية لا يعني الوصول، الرضا بالرزق لا يعني قسم مكتوب، التجزع لا يعني عدم الصبر، القلق لا يعني عدم السيطرة، الامتنان للحظات لا يعني خطة مسبقة، الشعور لا يعني جهلا للحقيقة، الصدق لا يعني غباء، الأبواب كثيرة في حياتنا ولا نملك سوى مفتاح واحد منهم فقط، التفكير واسع وجزء آخر ولا نملك منه سوى القليل نضعه في مجرى سلبي، الحياة واسعة الطرق والمسارات والقرارات ولا نملك منهم إلا ركنا ضيقا نسكن فيه وندون فوضى ما بنا عندما نستطيع تدوينه ذلك، السعادة تكون في كميات كبيرة ومتنوعة ولا نملك منها سوى ما نظنه يحقق لنا أهدافنا وأمنياتنا.
اختيارك لرحلة معينة لا يعني قضاء وقت ممتع، حصولك على عمل لا يعني استقرارا معنويا، اقتناصك للفرص لا يعني ذكاء وحكمة، الواقع رحب لمن رضي بنفسه وبإمكانياته، ولا نملك من الرضا سوى القليل الذي لا يسعنا لعامين على أقل تقدير، التفاؤل والانشراح اللذان يعينان على تحمل عبء الحياة يغيبان عن النفس والشعور ولا نملك منهم إلا ما يحل علينا بداعي المصادفة، الاختيارات كثيرة ومختلفة ولا نملك منهم إلا الأسهل والأسرع فقط، الفروض الاعتبارية لا نعترف بها وهي ما قد تشكل حلا ونهاية لمشكلة ما، العشوائيات نستهين بها وهي من تسبب لنا التراجع والإحباط، المكتسبات نحتفظ بها ونغلق أعيننا عنها ولا نملك منها ما قد تعطينا فرصة جديدة تكون غائبة عنا، الظنون اعتقاد خاطئ حتى لو كان صحيحا ما نعتقد؛ لأن الظن أكذب الحديث حتى لو صدق صاحبه كما هو مبين في أحاديث النفاق وأهله.
اختيارك لمواقف صعبة لا يعني أنك تجيد فن براعة الاختيار، انتزاع منك فرصة التعبير لا يعني عدم إتاحة فرصة قبولك، انقضاء حصد الفرص لا يعني أنها قد لا تأتي إليك من جديد، المنهجية الواضحة أن تضع لكل فكرة هدفا واضحا وصريحا حتى وإن لم تملك تلك الفكرة وهدفها، اختلق لك أمرا آخر يعينك، الاعتبارية في أخذ جزئيات لك تعتمد عليها في وضع سلطة نفسية تديرها بنفسك عليك وحتى لو لم تملك إلا جزءا بسيطا قد يرشدك في الاعتماد على تصحيح نفسك، وزيادة تحسينها.
العناوين قد نضيعها ونتحسر على نسيانها حتى وإن لم نملك منها إلا قيمة واحدة لابد من ذكرها، مسائل صعبة تواجهنا ولا نملك سوى قرار واحد لحلها وتجاوزها، الوقوف في منتصف الطريق لا يعني الفشل حتى لو لم نملك من الطريق سوى اسمه فقط، الطرق في حياتنا كثيرة وواسعة ولا نملك سوى طريق واحد ونظنه هو طريق النجاة والأمان، البدائل والخيارات أمامنا متعددة ومختلفة المسارات ولا نملك إلا بديلا واحدا لعدة خيارات فقط، نرغب بالعيش تحت أي ظرف في هذه الحياة ولكن نستسلم عندما نصاب باليأس ونتراجع ونظن بأن التراجع هو الحل والمواجهة في ذلك أمر صعب جدا.
خيارك واختيارك وكل ما تبذل وتستطيع به في تحسين أو تغيير أو تعتقد أو تجزم بأنه هو المسار نحو الهدف الصحيح والذي لابد من فعله فهذا لا ينفي من الصحة أي شيء ولا يضعك في دائرة الخطأ إلا في حالات معينة تحكمها نظرة الظروف والمنطق والزمن والواقع وقدرة الإرادة الداخلية فقد تنجح وتصيب وقد تفشل وتخطئ لكن لابد من وضع اختيارك في مسارات متعددة وتحت مجهرية الزمن وقانون الواقع وحكم المنطق وقوة قدرة الإرادة حتى تصيب ولو لمرة واحدة فقط عند اختيار تراه فعلا كان صحيحا ووفقت فيه.
3ny_dh@