إسماعيل محمد التركستاني

من يصنع من!

الثلاثاء - 09 يناير 2024

Tue - 09 Jan 2024


أطرح هذا السؤال: هل المرأة تجعل من الفستان قيمة جميلة أم الفستان يصنع من المرأة جمالها؟ هناك من يقول المثل (القالب غالب)، وهناك من يقول (لبس البوصة تبقى عروسه).

طبعا، سوف تحتار: من يصنع من؟ يبقى سؤال حائر! لن تستطيع الإجابة عليه، خاصة في شأن من شؤون المرأة (العربية خاصة)، جمالها!
هدفي الوصول إلى موضوع أكثر أهمية، المتمثل في الإنسان وحياته التي تكثر فيها أحداث قد توجهه إلى جهة لا يرغب التوجه إليها! كما نعلم، الإنسان هو ابن بيئته التي يعيش فيها، إذا كان يعيش في أجواء باردة فهو من الذين يلبسون الثياب الثقيلة، إذا كان يعيش في أجواء استوائية، تجده يلبس الثياب الخفيفة.

لكن، كل ما ذكر، صحيح دائما؟ أم أن هناك ما يسمى بالخروج عن المألوف! إذا كان هناك خروج، ما هي أسباب التغيير الذي لم يعتد الناس عليه؟ السبب قد يكون التغيير المناخي العالمي والبحث عن طاقة نظيفة! من يدري؟
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كانت هناك ثلاثة عوامل لها تأثير على عقول النشء والمجتمع. المنابر (أشرطة الكاسيت)، الإعلام (المقروء، المشاهد والمسموع)، والكتب بأنواعها.

رسمت تلك العوامل الخطوط الرئيسة في حياة طلاب الجامعات خاصة.

هناك من كان تأثير أشرطة الكاسيت (الدينية خاصة) كبير في تشكيل حياته كلها.

في المقابل، فئة أخرى، تأثرت بالإعلام المكتوب والمشاهد (المجلات الفنية)، تلك الفئة لها توجهات تختلف عن الفئة الأولى.

العامل الأخير، الكتاب، طبعا لم يكن متوفرا إلا في مكتبات الجامعات ومحلات بيع الكتب (قليلة جدا).

الكتاب كان باهظ السعر، لا يمكن الوصول إليه بسهولة. العوامل الثلاثة، كان من السهل التحكم فيها، هذا يصل وهذا لا يصل إلى أيدي الناس!
الألفية الجديدة، وجدنا عاملا مؤثرا جديدا في حياة الناس بصورة عامة والشباب خاصة! شبكة الإنترنت التي تحتوي على تطبيقات يسهل للصغير والكبير الوصول إليها واستخدامها مجانا.

طبعا، لا توجد دولة على الكرة الأرضية، لا توجد فيها خدمة الشبكة العنكبوتية! كما هو معروف، مستقبل تلك الخدمة سوف يكون فضائيا وهو التحدي الذي يرغب في تحقيقه أغنى رجل بالعالم المعروف (ماسك).

الإنترنت أصبح عنصر حياة هام، كل الخدمات في حياة الإنسان، المجتمع والدولة أصبح معتمدا على تلك الخدمة! تخيل عالم بدون إنترنت، نعم، سوف نعود مرة أخرى للوقوف في طوابير طويلة والبحث عن واسطة لقضاء حوائجنا!
باختصار، نحن الآن في ألفية مختلفة تماما، نحن الآن في زمن تمكين المرأة.

الكل يعلم كيف حال تأثير المنابر، الإعلام لا يشاهده أحد والكتاب أصبح (للزينة).

الجميع يعرف أصول اللعبة التي صارت مكشوفة، أصبحت هناك تطبيقات تقرأ ملامح وجه الإنسان وتحلل ما بداخله من مشاعر وأحاسيس (الذكاء الاصطناعي)!
أخيرا وليس بآخر، لابد ان تدرك أنك في زمن تصنع نفسك فيه، إذا لم تستطع فعل ذلك اسأل الـ (Chat GPT) الذي سوف يقف حائرا (مثلي) أمام السؤال: من يصنع جاذبية المرأة الفستان أم القالب؟ أليس كذلك!