طبيعي يا مكة للمرة الثانية
الاثنين - 08 يناير 2024
Mon - 08 Jan 2024
قبل عشرة أعوام من هذا اليوم ظهرت «صحيفة مكة» لأول مرة، ظهرت مكة في ثوب جديد، وإخراج جديد، وتحد صحفي وإعلامي جديد لم يكن على مستوى الشكل والمظهر فحسب بل كان على مستوى المحتوى؛ فبدأت بداية قوية مع مقالات تعتبر ساخنة، مع أسماء لامعة وبداية مثيرة وملفتة للانتباه، كانت المقالات تنتهج منهجا نوعيا أكثر منه كميا على مستوى الكلمات، وطول المقالات؛ فصارت المقالات تأتي بشكل مركز بشكل كبير جدا، بل إنها أولت المقالات الساخرة الناقدة مساحات متميزة يستحقها كتابها في ذلك الوقت، كما ظهرت مقالات هي أشبه بملخصات الدراسات المتخصصة من تميزها، كما أن مكة تميزت في ذلك الوقت بالريادة على مستوى استطلاعات الرأي والإحصاءات والرسوم البيانية وأعتقد أنها لا تزال كذلك، إذ استطاعت بطريقة إخبارية ممتازة أن تحول الخبر إلى لغة الأرقام بل ورسوم بيانية تجعل من القراءة لها آنية وسريعة ومذهلة ومرجعية إحصائية لجهات إعلامية محلية وإقليمية، وبعبارة أخرى استطاعت صحيفة مكة أن تكون مركزا معلوماتيا رقميا إذ لا يخلو عدد من أكثر من رسم بياني إحصائي جميل أعتقد أنه أعطاها الريادة المتميزة بالإضافة إلى روح الابتكار في مجال الموضوعات الإحصائية.
تعاقب على صحيفة مكة مذ ذلك الوقت وحتى الآن عدة رؤساء تحرير، ترك كلهم – بلا استثناء – أثرا لطيفا لديّ أعتز به كثيرا فجميعهم كانوا على تواصل - بود - مع الكتاب وكانت الأحاديث الودية على هامش المقالات أحيانا ما يجمل هذا التواصل والنقاش باستمرار، وكانوا – أعني رؤساء التحرير – في تعاقبهم مثالا وشاهدا لطيفا على التعامل المهني والذي يترك أثرا لا ينسى في العمل معهم، كما أن فريق العمل معهم والذي كانوا يعلمون على استقبال المواد الإعلامية على مستوى عال من المهنية مذ ذلك الوقت وحتى الآن وتعاون لطيف ومستمر يذكر لهم ويشكرون عليه!
بعد عشرة أعوام كتب فيها صاحب هذه السطور في العدد الأول بل وما قبل العدد الأول أو ما يعرف في عالم الصحافة في الأعداد الصفرية ما قبل الصدور، ثم في العدد الأول وحتى الآن ومنذ عشرة أعوام لا يزال كاتبا في مكة لم أشعر بأي غربة في أي لحظة بل ثمة مهنية وعملية واضحة وظاهرة في التعامل لا تخفى عن أي كاتب في مكة، أقولها ثناء في وقت الثناء والصحيفة جديرة بهذا الثناء في هذه المناسبة والتي أعتقد أنها جديرة بالاحتفاء ومكة الصحيفة جديرة بالعناية، ويتمنى كاتب هذه الكلمات أن يكتب مقالا آخر بعد عشرة أعوام بإذن الله يشير إلى مكة بـ «طبيعي يا مكة للمرة الثالثة» إن شاء الله في عام 2034م.
كان مما كتبته في حق «مكة» الصحيفة قبل عشرة أعوام «فمن تاريخ صحفي في الحجاز ابتداء من صحيفة الحجاز ثم جريدة «شمس الحقيقة» وبعدها «الإصلاح» فـ «القبلة» والفلاح وقبل أن يأخذ المؤسس (رحمه الله) على عاتقه إكمال تاريخ مكة الثقافي العريق بصحيفة «أم القرى» الشهيرة وكذلك صوت الحجاز. وأخيرا (بشهقة النفس الذي نحبه ونرتاح إليه) تصدر صحيفة مكة الصحيفة الأخيرة في مكة الأرض لتعبر لنا عن أفق جديد يطل من أرض الحجاز لتستمر مكة كما نعرفها في نجد والشرقية وعسير ويعرفها العالم كله أرضا للعلم والحياة والحوار والناس مع مكة ومع فريق جديد»! نكررها في العشر سنوات الأولى ونأمل أن نكررها في العشر سنوات التالية.
Halemalbaarrak@