نسرين محمد عبدالسلام

استراتيجيات للتصدي للتحدي الكبير في مواجهة الهدر الغذائي

الاثنين - 08 يناير 2024

Mon - 08 Jan 2024


البيانات التي أظهرها البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء تكشف عن معدلات مقلقة من الهدر في المواد الغذائية الأساسية، حيث كشف البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء بأن نسبة الهدر في الأرز تصل الى 31%، وفي الدقيق 25%، وفي الخيار 17%، وفي البرتقال 13.5% وفي الأسماك 14.5%.

تعد أرقام الهدر الغذائي المذكورة مؤشرا مهما للحاجة إلى تعزيز الوعي وتطبيق استراتيجيات فعالة للحد من هذا الهدر. فمن الضروري تعزيز ممارسات التخزين السليم والاستهلاك المسؤول.

وللتصدي لهذه المشكلة، يجب تبني استراتيجيات عملية ومبتكرة والتركيز على عدة جوانب:
- استخدام التكنولوجيا كالذكاء الاصطناعي في تحسين سلاسل التوريد والتنبؤ بالطلب وتحليل بيانات المستهلكين، مما يساعد المتاجر والمطاعم من إدارة المخزون بدقة وتقليل المخزون الزائد والذي يمكن أن يشكل هدرا كبيرا في حالة انتهاء فترات الصلاحية.

- تطوير تطبيقات الهواتف الذكية المتخصصة والتي تكون مصممة خصيصا للتشجيع على الاستهلاك الواعي مثل تطبيقات تتبع تاريخ انتهاء صلاحية الأغذية في المنازل وتقدم تنبيهات للمستهلكين، ونصائح عن طرق التخزين المثلى في المنزل، وأيضا جرد المخزون المنزلي وغيرها من المهام التي تقلل الهدر في الأغذية كما يمكن ربط المستهلكين بتجار التجزئة الذين يقدمون الأغذية بأسعار مخفضة أو لتسهيل التبرع بالطعام الزائد.

- دعم برامج إعادة تدوير الطعام في المجتمعات المحلية والمبادرات المجتمعية لتبادل الطعام وإنشاء منصات لتبادل الأغذية يمكن من خلالها للأفراد أو المنشآت الغذائية تبادل الأغذية الزائدة قبل أن تفسد مثل تنظيم أسواق المجتمع، وإنشاء شراكات بين المطاعم، الفنادق، والمؤسسات التعليمية لإعادة توجيه الطعام الزائد إلى مستفيدين آخرين.

- تشجيع الزراعة العمودية في المدن والأماكن الحضرية ودعم الزراعة المحلية وتشجيع شراء المنتجات المحلية لتقليل النفقات والهدر المتعلق بنقل الغذاء.

- الاستفادة من تقنيات حفظ الطعام المتقدمة مثل التجفيف بالتبريد للحفاظ على الخضراوات والفواكه وبعض الأغذية لفترات أطول.

- تطوير برامج حوافز للأغذية الأقل شعبية مثل تقديم حوافز للمستهلكين لشراء المنتجات الأقل رواجا قبل تاريخ انتهاء صلاحيتها.

- الاستثمار في التعبئة والتغليف الذكي للأغذية والذي يساعد على تمديد العمر الافتراضي للمنتجات الغذائية وبالتالي تقليل الهدر.

مثال على ذلك «التغليف النشط» المزود بمواد تمتص الأكسجين لإطالة عمر المنتجات القابلة للتلف مثل اللحوم والأسماك.

هذه التقنية لا تقلل من الهدر الغذائي فحسب، بل تساعد أيضا في الحفاظ على الجودة والنكهة، مما يجعلها استثمارا قيما في سلسلة إمدادات الغذاء.

- تقديم دورات تدريبية للطهاة في المطاعم حول كيفية استخدام كل جزء من المنتجات الغذائية لتقليل الفائض والهدر بالإضافة إلى تعزيز الاستخدام المنزلي للأغذية المتبقية من خلال نشر وصفات سهلة ومبتكرة تستخدم بقايا الطعام.

- تقديم برامج التوعية في المدارس والجامعات وتضمين موضوعات حول الاستهلاك المسؤول والتخطيط الغذائي في المناهج التعليمية.

تقليل الهدر الغذائي وتعزيز الاستدامة لا يقتصر على تقليل الكميات المهدورة فحسب، بل يشمل أيضا تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا تجاه الغذاء.

الاستهلاك الواعي والمسؤول يعد خطوة أساسية نحو مستقبل أكثر استدامة وأمانا غذائيا ليس فقط لنا، بل للأجيال القادمة.


nmma3@