بسام فتيني

لماذا تفشل المشاريع الصغيرة؟

الاحد - 07 يناير 2024

Sun - 07 Jan 2024


يتحدث الجميع دائما عن نجاحاتهم ويفتخرون بتحقيق الإنجازات، وهذا الطبيعي والمنطقي، إلا في مجال الأعمال ففي مجال التجارة والأعمال يجب أن يتحدث الفاشلون في مشاريعهم ويعلو صوتهم حتى نكتشف الخطأ ونصوبه، ونعرف الخلل ونعالجه، ونضع أصبعنا على النزيف لنوقفه!
وقد اعتادت الجهات والمعارض والمؤتمرات على استضافة الناجحين (أو من يدعون النجاح) فتتحول جلسة النقاش إلى استعراض شخصي أو محاولة ترويج للبراند فيفقد الحدث معناه وجدواه والفائدة من محتواه!
إن تجارب الفشل الحقيقي هي الرصيد الصادق في بنك الخبرات لأصحاب التجارب، وأغلب الناجحين في مشاريعهم حاليا هم أصحاب تجارب فشل البدايات الصغيرة، التي صقلتهم وجعلتهم في خانة المتعلم من بال مدرسة الخطأ والصواب!
وفي المشاريع الصغيرة هناك دائما أسباب متكررة يقع فيها أصحاب الأعمال الصغيرة مثل: التسعير! وكم من أسرة منتجة تجد نفسها في نهاية الشهر تصرف مبلغا أكثر من الدخل بسبب عدم فهمهم لسياسة وآلية التسعير!
فلذلك تجدهم قد يبيعون أغلى من السوق بكثير فلا يلتفت لهم أحد، أو يبيعون بسعر زهيد لا يغطي التكاليف وكذلك ستسجل عليهم خسارة في نهاية المطاف!
ومن الأخطاء المتكررة (إهمال التسويق) فما فائدة أن يكون لك أجمل منتج لكن لا يعرفه أحد!؟ ما فائدة أن يكون لديك الأفخم لكن لا يعرفه أحد!؟
كذلك من الأخطاء (استعطاف العميل) فيعتقد بعض أصحاب المشاريع الصغيرة أنه طالما كان سعوديا أو سعودية فيجب هنا علينا كعملاء أن نشتري وندعمهم إجبارا حتى لو كان المنتج أو الخدمة أقل من المستوى المأمول! وهذه كارثة من الكوارث المتعددة التي لا تمت للاحترافية بصلة!
يحدث كل هذا في ظل صمت الهيئة التي من المفترض أن تكون رافدا لهم وداعما لإخفاقاتهم، لكن للأسف حتى الآن لازالت (منشآت) بعيدة كل البعد عن شريحتها المستهدفة ولازالت تبحر بعيدا عن شاطئ أهدافها الحقيقية!
علينا أن نسأل أنفسنا دائما: كم مشروع خرج من السوق؟
جواب هذا السؤال مؤلم ومتعب ومحزن، لكنه قد يكون الشرارة التي تشعل حماسة (هيئة المنشآت المتوسطة والصغيرة) فتبدأ في النزول على أرض الواقع ومحاولة إيجاد حلول ليستمر المركب وهذا ما أتمناه.


bassam_fatiny@