عبدالله محمد الشهراني

العمرة أولا يا وزارة السياحة

السبت - 06 يناير 2024

Sat - 06 Jan 2024

وطننا يتجه وبسرعة كبيرة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وأحد ركائز الرؤية صناعة السياحة، مشروعات بنى تحتية تنشأ على مدار الساعة، وانتشار وتوزيع رائع لتلك المشروعات في أغلب مناطق المملكة إضافة إلى مشروعات الرؤية الضخمة من القدية والبحر الأحمر ونيوم وسودة عسير بجانب مدينة العلا.

إن السياحة تعتمد وبشكل أساسي على العنصر البشري، فهي عبارة عن خدمات تقدم من قبل أشخاص لا يمكن استبدالهم بأي بديل صناعي وآلي، وإلا غابت جماليات الثقافة ومقومات الضيافة على حد سواء.

لم يعد الزائر يكتفي بالفندق الجميل ولا بالمطار الكبير سهل الاستخدام، بل أصبح يطلب ويبحث عن التجربة الإثرائية، إنه يريد أن يزور أحياء المدينة ويتجول فيها، أن يستمع إلى مرشد سياحي، أن يجد في الفندق الذي يسكنه روزنامة عن الفعاليات المقامة في المدينة.. إلخ، كل تلك التوقعات من الزائر لابد أن توفرها شركات تقدم الخدمات المطلوبة بالتوقعات المرجوة.

في مكة المكرمة مازالت العمرة رغم وجود الأعداد الكبيرة من المعتمرين -طوال العام- تفتقر إلى الخدمات التي يتوقعها الإنسان الذي اعتاد على زيارة الدول المعروفة بالسياحة، وقد سبق أن أوردت قصة بهذا الخصوص في مقال سابق بعنوان "DMC في مكة والمدينة".

لابد من دعم مالي للشركات الصغيرة التي تقدم الرحلات إلى المواقع التاريخية، لابد من إقامة معاهد لغات لشبابنا وبناتنا، وأن يتم ابتعاثهم لاحقا بعد قضائهم فترة مناسبة في تلك المعاهد، وضروري أن نفهم معاناة رواد الأعمال الشباب والأسباب التي تجعلهم يترددون أو لا يفكرون في إنشاء مشروعاتهم أصلا في مجال خدمات الزوار.

وأن تطرح أيضا على رواد الأعمال المشروعات والأفكار التي تسد النقص في تجارب السياح والزوار.

هناك تركيز كبير على الأنشطة التسويقية في قطاع السياحة في الفترة الحالية، بالرغم من عدم جاهزية أغلب المواقع في المملكة وأن العمرة مازالت هي الجاذب والمؤثر في أعداد الزائرين إلى المملكة؛ لذا فإن التركيز على اكتمال عناصر التجارب الإثرائية للعمرة وتقديمها بمستوى توقعات الزوار سوف ينعكس لاحقا على المواقع الجديدة في المملكة على شكل خبرات سابقة وتجارب يمكن استنساخها والاستفادة منها في قابل الأيام.


ALSHAHRANI_1400@