النظام العالمي الجديد بين الشرق والغرب
الأربعاء - 03 يناير 2024
Wed - 03 Jan 2024
هل معطيات الربع الأول من القرن الحالي تعطي مؤشرات تنبئية حول طبيعة وملامح النظام العالمي الجديد؟
يدور الحديث هنا حول الجهوية الجغرافية للشرق والغرب، وكيف منح الغرب نفسه حق إعطاء صك المصطلحات مثل عبارة الشرق الأوسط وذلك تبعا للمركزية التي صنعها لنفسه، فمصطلح الشرق الأوسط في جوهره يعتبر تصنيفا سياسيا غربيا أكثر من كونه جغرافيا باعتبار أنه يتعرض في بعض الأحيان للتعديل في مفهوم الخارطة تبعا للمصالح المتغيرة للغرب!!
إذا سلمنا بوجهة النظر الغربية حول مفهومي الشرق والغرب، فإننا نجد أن الصراع الدولي يحتد بين الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة والشرق بقيادة الصين وروسيا، بيد أن العنوان الرئيس لهذا التنافس الحاد يتخذ سمة التحالفات السياسية والاقتصادية، فالتكتل الأول الذي تتزعمه الولايات المتحدة يتحرك وفق تحالفات الناتو وكواد وأوكوس، وتبرز أهمية هذا التكتل أن الولايات المتحدة لا تزال هي القوة الأعظم عالميا، وهي التي تحتضن المنظمات الدولية وتمتلك عصا الدولار لفرض العقوبات الاقتصادية على مخالفيها، أما التكتل الثاني فيطلق عليه الشرق الجديد، وتتزعمه الصين وروسيا وما يترتب عليه من تحالفات مثل منظمة البريكس ومبادرة الحزام والطريق، وتبرز أهمية الصين كونها الاقتصاد الثاني عالميا، وتصنف بمصنع العالم كونها الشريان الأساسي لمعظم الأسواق العالمية.
هذه هي الخطوط العريضة لطبيعة التنافس الدولي حول رسم النظام العالمي الجديد بيد أن الوضع الفعلي لا يمكن نعته بهذه السهولة؛ نظرا لتعقيدات الموقف الدولي، فهناك دول وتحالفات أخرى قد تتشكل كمحاور للاتزان بين التكتل الشرقي والغربي، فدولة مثل الهند بدأت تحقق حضورها القوي على الساحة الدولية، فهي عضو في تحالف كواد الأمريكي مع اليابان وأستراليا، وفي نفس الوقت هي عضو مؤسس في تحالف بريكس، وذات الأمر يقال عن المملكة العربية السعودية، حيث ترتبط مع الولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية وتاريخية وثيقة وفي نفس الوقت هي شريك اقتصادي مع الصين وروسيا بالإضافة إلى كونها الدولة صاحبة الثقل الاستراتيجي الأهم في المنطقة.
قبل عدة سنوات، وبعد ظهور النفط الصخري الأمريكي بدأ حديث وسائل الإعلام في الغرب عن تضاؤل الاهتمام الاستراتيجي تجاه منطقة الشرق الأوسط وأن الاهتمام بدأ يتحول تجاه المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي لكن الواقع أثبت خطأ هذه القراءة لا سيما والحديث عن منطقة حيوية تتوسط طرفي الصراع الدولي أو الشرق والغرب إن صح التعبير.
خطورة الوضع العالمي ترتكز حول مسألة السلاح النووي، لا سيما بين اللاعبين الكبار الولايات المتحدة والصين وروسيا، وترتسم العلاقة بين هذه الأطراف بمعادلة صعبة ودقيقة جدا، ففي طرف المعادلة الأول يحتد الصراع بين هذه الأطراف إلى درجة الاستفزاز كما حصل حول جزيرة تايوان أو في حرب أوكرانيا الأخيرة، لكن طرف المعادلة الآخر يعكس قدرا كبيرا من التعاون والالتزام على إبقاء الصراع بعيدا عن السلاح النووي وتجنب خروجه عن السيطرة، فدرجة الوعي تلزم الأطراف بأن أي خلل سيكون كارثة على مستقبل عيش الإنسان على الكوكب الأرضي.
خاتمة القول.. مجال التكنولوجيا سيكون له كلمته الحاسمة في طبيعة النظام الجديد، من سيمتلك تقنية الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشرائح السليكون والأجيال المتقدمة في الإنترنت هو من سيفوز ويتحكم في سباق تشكيل النظام العالمي الجديد.
@albakry1814
يدور الحديث هنا حول الجهوية الجغرافية للشرق والغرب، وكيف منح الغرب نفسه حق إعطاء صك المصطلحات مثل عبارة الشرق الأوسط وذلك تبعا للمركزية التي صنعها لنفسه، فمصطلح الشرق الأوسط في جوهره يعتبر تصنيفا سياسيا غربيا أكثر من كونه جغرافيا باعتبار أنه يتعرض في بعض الأحيان للتعديل في مفهوم الخارطة تبعا للمصالح المتغيرة للغرب!!
إذا سلمنا بوجهة النظر الغربية حول مفهومي الشرق والغرب، فإننا نجد أن الصراع الدولي يحتد بين الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة والشرق بقيادة الصين وروسيا، بيد أن العنوان الرئيس لهذا التنافس الحاد يتخذ سمة التحالفات السياسية والاقتصادية، فالتكتل الأول الذي تتزعمه الولايات المتحدة يتحرك وفق تحالفات الناتو وكواد وأوكوس، وتبرز أهمية هذا التكتل أن الولايات المتحدة لا تزال هي القوة الأعظم عالميا، وهي التي تحتضن المنظمات الدولية وتمتلك عصا الدولار لفرض العقوبات الاقتصادية على مخالفيها، أما التكتل الثاني فيطلق عليه الشرق الجديد، وتتزعمه الصين وروسيا وما يترتب عليه من تحالفات مثل منظمة البريكس ومبادرة الحزام والطريق، وتبرز أهمية الصين كونها الاقتصاد الثاني عالميا، وتصنف بمصنع العالم كونها الشريان الأساسي لمعظم الأسواق العالمية.
هذه هي الخطوط العريضة لطبيعة التنافس الدولي حول رسم النظام العالمي الجديد بيد أن الوضع الفعلي لا يمكن نعته بهذه السهولة؛ نظرا لتعقيدات الموقف الدولي، فهناك دول وتحالفات أخرى قد تتشكل كمحاور للاتزان بين التكتل الشرقي والغربي، فدولة مثل الهند بدأت تحقق حضورها القوي على الساحة الدولية، فهي عضو في تحالف كواد الأمريكي مع اليابان وأستراليا، وفي نفس الوقت هي عضو مؤسس في تحالف بريكس، وذات الأمر يقال عن المملكة العربية السعودية، حيث ترتبط مع الولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية وتاريخية وثيقة وفي نفس الوقت هي شريك اقتصادي مع الصين وروسيا بالإضافة إلى كونها الدولة صاحبة الثقل الاستراتيجي الأهم في المنطقة.
قبل عدة سنوات، وبعد ظهور النفط الصخري الأمريكي بدأ حديث وسائل الإعلام في الغرب عن تضاؤل الاهتمام الاستراتيجي تجاه منطقة الشرق الأوسط وأن الاهتمام بدأ يتحول تجاه المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي لكن الواقع أثبت خطأ هذه القراءة لا سيما والحديث عن منطقة حيوية تتوسط طرفي الصراع الدولي أو الشرق والغرب إن صح التعبير.
خطورة الوضع العالمي ترتكز حول مسألة السلاح النووي، لا سيما بين اللاعبين الكبار الولايات المتحدة والصين وروسيا، وترتسم العلاقة بين هذه الأطراف بمعادلة صعبة ودقيقة جدا، ففي طرف المعادلة الأول يحتد الصراع بين هذه الأطراف إلى درجة الاستفزاز كما حصل حول جزيرة تايوان أو في حرب أوكرانيا الأخيرة، لكن طرف المعادلة الآخر يعكس قدرا كبيرا من التعاون والالتزام على إبقاء الصراع بعيدا عن السلاح النووي وتجنب خروجه عن السيطرة، فدرجة الوعي تلزم الأطراف بأن أي خلل سيكون كارثة على مستقبل عيش الإنسان على الكوكب الأرضي.
خاتمة القول.. مجال التكنولوجيا سيكون له كلمته الحاسمة في طبيعة النظام الجديد، من سيمتلك تقنية الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشرائح السليكون والأجيال المتقدمة في الإنترنت هو من سيفوز ويتحكم في سباق تشكيل النظام العالمي الجديد.
@albakry1814