الموظف السوسة
الأربعاء - 03 يناير 2024
Wed - 03 Jan 2024
في وقت استراحة يوم عمل دار حديث بين مجموعة من الموظفين في موضوع من مواضيع العمل، وكل بدأ يدلي بدلوه في ذلك الحديث ويقدم مرئياته واقتراحاته حيال تلك المواضيع.
وبينما هم يتبادلون الآراء ويتجاذبون أطراف الحديث دخل أحد الموظفين إلى حيث يستريحون؛ فسكتوا جميعا وأمسكوا عن الكلام وتوقفوا عن الحديث ولم ينطق أحدهم ببنت شفه ولزموا الصمت جميعا فاندهش أحدهم وقد التحق حديثا بالعمل في ذلك المكان من سكوتهم الطارئ واستغرب من صمتهم المطبق وتحير من إمساكهم المفاجئ عن الكلام.
ولما خرج ذلك الموظف ذاهبا لاستكمال تجوله بين الأماكن ولإتمام تنقلاته بين بقية زملائه الآخرين تساءل الموظف المستجد عن أسرار سكوتهم وعن خفايا صمتهم وعن ما يدور وراء كواليس ذلك الغياب الكلي للصوت المسموع؛ فأجاب أحد الساكتين وهو من المخضرمين في مكان العمل وكان قد قطع حديثه من ضمن القاطعين لحديثهم بأن ذلك الموظف هو من نوعية الموظف السوسة، وهو شخص بارع في تبهير الكلام ووضع بعض التوابل وأجود أنواع البهارات لينقله بنكهته الخاصة؛ فهو ماهر في نقل المعلومة ليضعها على طاولة المدير.
وعمله المستمر هو الدوران على زملائه الموظفين وشغله الشاغل هو الطواف عليهم والاستماع بانتباه والإنصات باهتمام والسكوت للاستماع بتركيز لما يقولونه والإصغاء التام لما يدور بينهم ثم ييمم بأسرع ما يمكن ويتوجه بأقصى سرعته التي يمكنه بلوغها إلى المدير لينقل له ما استطاع أن يسمعه وليحمل له ما رآه وليظهر له ما شك فيه وليخبره بما دار من ألفاظ وليبلغه بما طرأ من كلمات ولينبئه بما حصل من نقاش وليبين له ما ستجد في ذلك اليوم، لتبدأ بعدها إجراءات وتحصل قرارات وتحدث أفعال ضد أولئك الموظفين فيها من الظلم والتعسف والإجحاف الشيء الكثير.
شخصية ذلك السوسة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان وقد تظهر ما لا تبطن فتتظاهر بسلامة الصدر وصفاء النفس ورقة القلب والشعور الرقيق والسماحة ونقاء السريرة وسلامة النية والاتصاف بالشفقة والتفاعل مع معاناة الآخرين والخلو من الضغائن لكنها يمكن أن تكون كحية من تحت تبن والتي سرعان ما تلتهم فريستها بعد أن تلدغ لدغتها القاضية.
والويل والثبور وعظائم الأمور والعذاب بأنواعه والمضايقات بأشكالها لمن يتسبب في عدم تحقيق رغبات ذلك الموظف السوسة أو لا يسعى إلى تلبية كل ما يطلب أو لا يعمل على إبعاد الملل عنه أو يكون سببا في عدم حصوله على كل ما يتمناه وإن تجرأ أحد من الموظفين على فعل شيء من ذلك؛ فليتجهز لمقالب طويلة وليستعد لمكايد كثيرة وليتهيأ لمآزق كبيرة ستصل للمدير عنه كلها ظلم وتلفيقات وترهات وافتعالات وكلام فارغ وأقاويل باطلة.
لا شك أن جعل جو العمل مشحونا بعدم الرضا ومترعا بالإحباط ومفعما بالهزيمة والتسبب في إفساد العلاقات يؤدي إلى عرقلة الوصول للأهداف المحددة وبالتالي عدم تحقيق النجاح المطلوب في العمل، وذلك يؤدي إلى تغيير الحقائق والإزراء بالمحترم وإبراز الفاشل ورفع من لا يستحق؛ فتهتز الموازين وتضيع الحقوق وتستعر النفوس مما يورث الكثير من الحيرة والعجز وتدهور حياة الموظف وبالتالي الشعور بالضيق والمعاناة النفسية التي لا يستطيع الموظف التعامل أو التأقلم معها داخليا وذلك كله بسبب ذلك الموظف السوسة.
وبينما هم يتبادلون الآراء ويتجاذبون أطراف الحديث دخل أحد الموظفين إلى حيث يستريحون؛ فسكتوا جميعا وأمسكوا عن الكلام وتوقفوا عن الحديث ولم ينطق أحدهم ببنت شفه ولزموا الصمت جميعا فاندهش أحدهم وقد التحق حديثا بالعمل في ذلك المكان من سكوتهم الطارئ واستغرب من صمتهم المطبق وتحير من إمساكهم المفاجئ عن الكلام.
ولما خرج ذلك الموظف ذاهبا لاستكمال تجوله بين الأماكن ولإتمام تنقلاته بين بقية زملائه الآخرين تساءل الموظف المستجد عن أسرار سكوتهم وعن خفايا صمتهم وعن ما يدور وراء كواليس ذلك الغياب الكلي للصوت المسموع؛ فأجاب أحد الساكتين وهو من المخضرمين في مكان العمل وكان قد قطع حديثه من ضمن القاطعين لحديثهم بأن ذلك الموظف هو من نوعية الموظف السوسة، وهو شخص بارع في تبهير الكلام ووضع بعض التوابل وأجود أنواع البهارات لينقله بنكهته الخاصة؛ فهو ماهر في نقل المعلومة ليضعها على طاولة المدير.
وعمله المستمر هو الدوران على زملائه الموظفين وشغله الشاغل هو الطواف عليهم والاستماع بانتباه والإنصات باهتمام والسكوت للاستماع بتركيز لما يقولونه والإصغاء التام لما يدور بينهم ثم ييمم بأسرع ما يمكن ويتوجه بأقصى سرعته التي يمكنه بلوغها إلى المدير لينقل له ما استطاع أن يسمعه وليحمل له ما رآه وليظهر له ما شك فيه وليخبره بما دار من ألفاظ وليبلغه بما طرأ من كلمات ولينبئه بما حصل من نقاش وليبين له ما ستجد في ذلك اليوم، لتبدأ بعدها إجراءات وتحصل قرارات وتحدث أفعال ضد أولئك الموظفين فيها من الظلم والتعسف والإجحاف الشيء الكثير.
شخصية ذلك السوسة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان وقد تظهر ما لا تبطن فتتظاهر بسلامة الصدر وصفاء النفس ورقة القلب والشعور الرقيق والسماحة ونقاء السريرة وسلامة النية والاتصاف بالشفقة والتفاعل مع معاناة الآخرين والخلو من الضغائن لكنها يمكن أن تكون كحية من تحت تبن والتي سرعان ما تلتهم فريستها بعد أن تلدغ لدغتها القاضية.
والويل والثبور وعظائم الأمور والعذاب بأنواعه والمضايقات بأشكالها لمن يتسبب في عدم تحقيق رغبات ذلك الموظف السوسة أو لا يسعى إلى تلبية كل ما يطلب أو لا يعمل على إبعاد الملل عنه أو يكون سببا في عدم حصوله على كل ما يتمناه وإن تجرأ أحد من الموظفين على فعل شيء من ذلك؛ فليتجهز لمقالب طويلة وليستعد لمكايد كثيرة وليتهيأ لمآزق كبيرة ستصل للمدير عنه كلها ظلم وتلفيقات وترهات وافتعالات وكلام فارغ وأقاويل باطلة.
لا شك أن جعل جو العمل مشحونا بعدم الرضا ومترعا بالإحباط ومفعما بالهزيمة والتسبب في إفساد العلاقات يؤدي إلى عرقلة الوصول للأهداف المحددة وبالتالي عدم تحقيق النجاح المطلوب في العمل، وذلك يؤدي إلى تغيير الحقائق والإزراء بالمحترم وإبراز الفاشل ورفع من لا يستحق؛ فتهتز الموازين وتضيع الحقوق وتستعر النفوس مما يورث الكثير من الحيرة والعجز وتدهور حياة الموظف وبالتالي الشعور بالضيق والمعاناة النفسية التي لا يستطيع الموظف التعامل أو التأقلم معها داخليا وذلك كله بسبب ذلك الموظف السوسة.