2024 عام الإبل
الأربعاء - 03 يناير 2024
Wed - 03 Jan 2024
تزخر المملكة بتراث ثقافي ضخم "مادي وغير مادي" يغطي كافة أرجائها ويمثل عمقها التاريخي والحضاري، والتراث الثقافي غير المادي تحديدا تكمن أهميته في الدلالات التي يحتويها وينعكس على المجتمعات في جوانب عدة، كالمعارف والعادات والتقاليد والحياة اليومية، ويرتبط بالهوية الوطنية ويؤدي إلى الترابط والتواصل بين أفراد المجتمع، ويبرز أيضا التنوع الثقافي في المملكة، ومن هذا المنطلق أدركت وزارة الثقافة أهمية هذا الإرث الحضاري وامتداده التاريخي، ودورها في إبرازه والترويج له، فأتت مبادرة إحياء هذا التراث وتسمية السنوات به، فكان عام الخط العربي 2021، ومن بعده عام القهوة السعودية 2022، يليه عام الشعر العربي 2023، وصولا لعام الإبل 2024، وغاية هذه التسميات إبراز الهوية الثقافية السعودية محليا وإقليميا ودوليا، خاصة وأن المملكة تستقبل السياح والزوار، وتستضيف المؤتمرات العلمية العالمية، والقمم العربية والإسلامية والدولية؛ لذا وجب أن يكون التراث الثقافي حاضرا في برامجها ومبادراتها، ويعكس الهوية الثقافية السعودية.
وفي السياق ذاته، إن تسمية عام 2024 بعام الإبل نابع من أهمية وتباين وسائل استخدام الإبل، وتأصيل مكانته في التراث السعودي، وأهميته الاقتصادية والعسكرية؛ حيث يعد من الحيوانات البارزة في الجزيرة العربية، فظهر في الرسوم الصخرية في منطقة كلوة شمال شرق تبوك "12000-8000ق.م" في صورة تطابق شكله الحالي، وعثر على بقايا عظام لفصيلة الإبل في تهامة "7000 ق.م"، وفي القسم الشرقي بقايا عظام حيوانات من بينها الإبل "3000-2500ق.م"، وفي الجنوب الغربي منطقة آبار حمى التاريخية "7000 ق.م" ظهرت فيها رسومات الإبل، وكذلك في المنطقة الوسطى "قرية الفاو" القرن ٤ق.م - ٤م. أضف إلى ذلك مشاركته في الحروب؛ إذ اقترن مع أول ذكر للعرب في المصادر الآشورية، وذلك في أحد نصوص شلمنصر الثالث 853 ق.م، والذي ذكر في معرض حديثه عن الحلف الذي أقيم ضده، أن ملك العرب "جنديبو" شارك بما يقارب من ألف إبل في المعركة، وتصدر الإبل أيضا قوائم الغنائم المأخوذة من ملكات الشمال الغربي للجزيرة العربية في النقوش الآشورية منذ منتصف القرن 9 قبل الميلاد.
والجدير بالذكر أن أغلب الرسوم الصخرية المنتشرة في معظم أنحاء المملكة أتت الإبل فيها جلية على تنوع فصائله؛ مما يدلل على مكانته وإسهامه في عملية التواصل الاقتصادي والعسكري.
مجملا: تتلاءم طبيعة الإبل وهيئته مع الظروف التضاريسية والمناخية للجزيرة العربية؛ مما جعله من أهم الثروات الحيوانية، كما تعد الإبل مصدرا غذائيا، ووسيلة نقل أسهمت -بدور كبير- في التواصل بين المجتمعات داخل الجزيرة العربية وخارجها. وفي وقتنا الحاضر وإن تغايرت الأدوار التي تؤديها واقتصرت على الجوانب الغذائية والترفيهية وقيمتها النقدية العالية، إلا أن الإبل ظلت محافظة على مكانتها الراسخة في التراث الثقافي السعودي.
وفي السياق ذاته، إن تسمية عام 2024 بعام الإبل نابع من أهمية وتباين وسائل استخدام الإبل، وتأصيل مكانته في التراث السعودي، وأهميته الاقتصادية والعسكرية؛ حيث يعد من الحيوانات البارزة في الجزيرة العربية، فظهر في الرسوم الصخرية في منطقة كلوة شمال شرق تبوك "12000-8000ق.م" في صورة تطابق شكله الحالي، وعثر على بقايا عظام لفصيلة الإبل في تهامة "7000 ق.م"، وفي القسم الشرقي بقايا عظام حيوانات من بينها الإبل "3000-2500ق.م"، وفي الجنوب الغربي منطقة آبار حمى التاريخية "7000 ق.م" ظهرت فيها رسومات الإبل، وكذلك في المنطقة الوسطى "قرية الفاو" القرن ٤ق.م - ٤م. أضف إلى ذلك مشاركته في الحروب؛ إذ اقترن مع أول ذكر للعرب في المصادر الآشورية، وذلك في أحد نصوص شلمنصر الثالث 853 ق.م، والذي ذكر في معرض حديثه عن الحلف الذي أقيم ضده، أن ملك العرب "جنديبو" شارك بما يقارب من ألف إبل في المعركة، وتصدر الإبل أيضا قوائم الغنائم المأخوذة من ملكات الشمال الغربي للجزيرة العربية في النقوش الآشورية منذ منتصف القرن 9 قبل الميلاد.
والجدير بالذكر أن أغلب الرسوم الصخرية المنتشرة في معظم أنحاء المملكة أتت الإبل فيها جلية على تنوع فصائله؛ مما يدلل على مكانته وإسهامه في عملية التواصل الاقتصادي والعسكري.
مجملا: تتلاءم طبيعة الإبل وهيئته مع الظروف التضاريسية والمناخية للجزيرة العربية؛ مما جعله من أهم الثروات الحيوانية، كما تعد الإبل مصدرا غذائيا، ووسيلة نقل أسهمت -بدور كبير- في التواصل بين المجتمعات داخل الجزيرة العربية وخارجها. وفي وقتنا الحاضر وإن تغايرت الأدوار التي تؤديها واقتصرت على الجوانب الغذائية والترفيهية وقيمتها النقدية العالية، إلا أن الإبل ظلت محافظة على مكانتها الراسخة في التراث الثقافي السعودي.