عبدالمعين عيد الأغا

«اليود».. وملح الطعام!!

الثلاثاء - 02 يناير 2024

Tue - 02 Jan 2024

من الأمور الإيجابية التي حرصت عليها بلادنا الغالية في مجال التغذية هو دعمها ببعض العناصر المهمة، وذلك لتفادي الأمراض المترتبة على نقص تلك العناصر، فنجد - مثلا - أن ملح الطعام لدينا معزز بعنصر اليود، وهو ما انعكس أثره إيجابا في الوقاية من الإصابة بأمراض الغدة الدرقية المرتبطة بنقص اليود، إذ أصبحت مشاكلها لدينا منخفضة جدا بفضل الله.

والواقع أن مشاكل الغدة الدرقية الناتجة عن نقص اليود تعتبر شائعة في كثير من دول العالم وخصوصا الذين يعيشون في المناطق التي يقل بها هذا العنصر، فالأشخاص الذين لا يحصلون على اليود هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بتضخم الدرقية نتيجة عدم حصول الجسم على اليود من الأطعمة التي تحتويها، وخصوصا الأسماك والمأكولات البحرية التي تعد من أهم الأغذية التي تحتوي على اليود الذي يحتاجه جسم الإنسان، كما يوجد عنصر اليود في بعض أنواع ملح الطعام المدعومة به - كما أشرت -، وأيضا يتوفر كمكمل غذائي، فعندما يحدث نقص في اليود تتضخم الغدة الدرقية وتشكل الدراق، وذلك لأنها تحاول جمع المزيد من اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وتصبح الغدة الدرقية غير نشطة وتنتج القليل جدا من الهرمونات.

واليود من المغذيات الحيوية الصحية المناسبة في جميع مراحل الحياة، فهو ضروري للجميع من أجل أداء سليم للغدة الدرقية، وخصوصا قبل وخلال فترة الحمل وللمرضعات من أجل تطور سليم لدماغ الجنين وحديثي الولادة، فعندما يصل اليود إلى مجرى الدم، تمتصه الغدة الدرقية بالكميات المناسبة لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تفرز في الدم ويتم نقلها إلى مناطق مختلفة في الجسم، فكل خلية وكل نسيج أو عضو بحاجة إلى هرمونات الغدة الدرقية التي تساعد الجسم في استغلال الطاقة، والحفاظ على الحرارة ونشاط سليم للدماغ، القلب، العضلات وأعضاء أخرى.

وكما أشرت فأن مشاكل تضخم الغدة الدرقية بسبب اليود نادرة جدا لدينا لطبيعة اهتمام أفراد مجتمعنا بتناول الأطعمة الغنية باليود، إذ تعتبر المأكولات البحرية وخاصة الأسماك مثل سمك القد والتونة والجمبري ومنتجات الألبان مثل الحليب واللبن والجبن والبيض والخوخ مصادر جيدة لليود، كما يوجد اليود أيضا في بعض الخضراوات وإن كان بكمية أقل من الموجودة في الأسماك مثل البروكلي والفطر والسبانخ، كما يوفر الفول السوداني وبذور اليقطين اليود للجسم.

ويظل السؤال: كم يحتاج الإنسان من اليود في اليوم؟

الجواب: الكميات اليومية الموصى بها لليود هي كالآتي: من الولادة إلى 6 أشهر 110 ميكروغرامات، من 7 إلى 12 شهرا 130 ميكروغراما، من سنة إلى 3 سنوات 90 ميكروغراما، من 4 إلى 8 سنوات 90 ميكروغراما، من 9 إلى 13 سنة 120 ميكروغراما، من 14 إلى 18 سنة 150 ميكروغراما للذكور والإناث، أكبر من 19 سنة 150 ميكروغراما للذكور والإناث، و 220 ميكروغراما للحامل، و 290 ميكروغراما للمرضع.

ويتم تشخيص نقص اليود استناد إلى اختبارات الدم التي تشير إلى انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية أو إلى ارتفاع مستوى الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)، أو استناد إلى وجود الدراق (عند البالغين فقط)، إذ يجري الأطباء اختبارا للدم للتحقق من قصور في الغدة الدرقية، بما فيه القصور الناجم عن نقص اليود عند جميع حديثي الولادة، وقد يقومون بفحوصات تصويرية، مثل الموجات فوق الصوتية أو مسح للغدة الدرقية، وذلك لقياس الغدة الدرقية وتقييم أية تشوهات.

وأهم علامات نقص اليود التي قد تحدث هي: سرعة الانفعال والاكتئاب بالإضافة إلى الشعور الدائم بالنعاس والخمول، الصداع، ضعف الذاكرة، ونقص الذكاء، انخفاض ضغط الدم، ضعف المناعة، ضعف الدورة الشهرية، العقم، وسن اليأس المبكر، أمراض الحمل والجنين، فمع تضخم الغدة الدرقية الكبير تظهر أعراض الضغط على الأعضاء المجاورة (نوبات الاختناق، والسعال الجاف، وصعوبة البلع).

أخيرا.. أنصح الجميع لتفادي مشاكل تضخم الغدة الدرقية الناتج بسبب نقص اليود الحرص على تناول الأكل الصحي وتحديدا على الأطعمة التي تحتوي على هذا العنصر المهم، باختصار.. تناولوا المأكولات البحرية وعليكم بالأسماك تحديدا ففوائدها كثيرة عكس اللحوم التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة.