أحمد صالح حلبي

الداود.. وأمانة العاصمة المقدسة

الاثنين - 01 يناير 2024

Mon - 01 Jan 2024

بداية أبارك لمعالي الأستاذ مساعد عبدالعزيز الداود الثقة الملكية الغالية بتعيينه أمينا للعاصمة المقدسة بالمرتبة الممتازة، وندعو الله أن يوفقه لأداء رسالته في خدمة أم القرى وساكنيها وقاصديها من حجاج ومعتمرين.

ومع بدء تسلم معاليه لمهامه فإن المطالب كثيرة، والآمال أكثر، وهي مطالب تمثل آمالا يمكن تحقيقها بتعاون الجميع، وكما نطرح هذه المطالب والآمال، فلا يمكن أن نطالب معاليه بتحقيقها بين عشية وضحاها، فمساحة مكة المكرمة ليست محددة كغيرها من المدن بمناطق عمرانية وضواح، لكنها موزعة بين مساحات سكانية بأراض منبسطة وجبال، ومساحات سكانية بضواحي، إضافة إلى وجود المنطقة المركزية التي تمثل نقطة التقاء لوقوعها بمنطقة المسجد الحرام، وتشهد تدفق الحجاج والمعتمرين والمصلين بأوقات محددة في اليوم، وهناك منطقة المشاعر المقدسة التي وإن كانت مشاريعها تخضع لشركة كدانة، فإن للأمانة تواجدها بخدمات النظافة وصحة البيئة.

وما أود قوله لأمين العاصمة المقدسة ليس بمطلب لا يمكن تحقيقه، لكنه يمثل آمال نسبة كبيرة من أبناء مكة المكرمة، وهو فتح الباب أمام المواطنين للاستماع لمشاكلهم ومعاناتهم خاصة متوسطي الدخل والمحتاجين، وأملي أن يقتدي أمين العاصمة المقدسة بالأستاذ عبدالله عريف الأمين السابق الذي كان يجوب شوارع مكة المكرمة وطرقاتها مساء ويسجل ملاحظاته بجهاز تسجيل ليطرحها صباح اليوم التالي على مسؤولي الأمانة وقياداتها.

أما مشاريع الأمانة المنفذة، فالكل يتمنى أن يقف معاليه عليها ليتعرف عن مدى التزام المقاولين بتنفيذ الشروط والمواصفات، والمشاريع الجاري تنفيذها في الشوارع الرئيسة بحاجة إلى وقفة ميدانية خاصة، مثلها مثل مشاكل النظافة التي تدني مستواها كثيرا، إضافة إلى مشاكل الحفر والمطبات التي ارتفعت نسبتها وأضرت بأصحاب المركبات، كما أن وضعية الصبات الخرسانية ببعض الشوارع تحتاج لمعالجة، لما تشكله من تشوه بصري للمدينة، ولابد من حلول لمشكلة السلاسل الحديدية الموضوعة بحلقة الخضار والفواكه لحجز مواقف سيارات بعض موظفي الأمانة، ووزارة البيئة والزراعة والمياه، وعدد من التجار؛ لأن في بقائها مخالفة وتشوها بصريا.

وحتى يقتدي المواطنون بالأمانة، فليت الأمانة تكون صاحبة المبادرة في إزالة التشوه البصري من الشوارع، ويطالب أمين العاصمة المقدسة رؤساء البلديات الفرعية بإزالة التشوه البصري في مناطقهم، فليس من المعقول أن تطالب الأمانة المواطنين بمعالجة التشوه البصرى وتفرض الغرامات عليهم، والتشوه البصري بارز بشكل واضح في اللوحات الإعلانية المنتشرة بالشوارع والطرقات والتي تحولت إلى هياكل حديدية غير مستفاد منها، إضافة للأرصفة المكسورة، وانخفاض مستوى النظافة، وكثرة الحفر والمطبات.

ما أريد قوله إن الأثقال في المطالب منذ الشهر الأول يؤثر على الأداء، لكنه يفتح الأبواب ليتعرف معاليه على بعض الحقائق المخبأة خاصة تلك المرتبطة بعدم التزام بعض الموظفين ورؤساء البلديات بأوقات عملهم.

وقبل الختام أقول يا معالي الأمين إن سكان مخططات ولي العهد يعيشون معاناة صحية ونفسية في آن واحد، فكثرة الأتربة نتيجة لغياب سفلتة بعض الشوارع أثرت صحيا عليهم وعلى أطفالهم، كما أن غياب الحدائق العامة زاد من مشاكلهم النفسية، وهم بحاجة لمعالجة مشكلة مداخل المخططات التي شهدت عدة حوادث مرورية ذهب ضحيتها أبرياء.

أما الحدائق العامة الكبرى منها، والصغرى داخل المخططات السكنية فلا يمكن أن يطلق عليها حدائق عامة للراحة، فهذه حديقة الأراك مليئة بالمشاكل الصحية والبيئية، أما الحدائق العامة بمخطط الملك فهد - الإسكان - فمسماها حديقة، وواقعها أرض محاطة بسور، تمثل ملتقى ومأوى للحشرات والقوارض.

خلاصة القول إن ما يحتاجه أبناء العاصمة المقدسة من أمينها الجديد ليس بالمطلب الصعب ولا المستحيل فظهور أم القرى بأجمل صورة هي غاية قيادتنا الرشيدة، وظهور الصورة الجميلة يحتاج إلى عمل وتعاون من الجميع، ولا أعتقد أن أي من أبناء مكة المكرمة سيتخلى عن التعاون مع الأمانة لتظهر العاصمة المقدسة بأجمل صورة، وهناك العديد من الفرق التطوعية التي تمتلك الكوادر الشابة والمؤهلة والراغبة بخدمة أم القرى داخل جمعية مراكز الأحياء تنتظر فرصتها للمشاركة في الخدمة.

ahmad_helali@