العجز المتعلم!
الاثنين - 01 يناير 2024
Mon - 01 Jan 2024
«هي منهجية لجعل الإنسان منصاعا لقوى الإنتاج والتسويق والمال حوله، بحيث يتم تعليمه ويتم تطبيعه بالعجز بل ليصبح العجز فضيلة، أو على الأقل هو السائد أو ما لا يمكن نقده، والإنتاج والعمل والمختلف والاختلاف هو الاتجاه الخطأ، وتعمل قوى متعددة نحو ترسيخ العجز في حياة الإنسان وجعله قوة وطاقة مهدرة وغير منتجة وتهاجم الإنسان الذي يتحرر من تلك القوى التي تحاول استعباده بالعجز».
والعجز المتعلم منظومة متكاملة، من الممكن أن يبدأ في الأفراد وينتهي مع القوى الكبرى، كالدول والمنهجيات والنظريات وقيادة العالم بأي طريقة كانت، ويبدأ في المجتمع وينتهي في المؤسسات، يبدأ في الأفكار وينتهي في النظم والمناهج بمعنى أن هذه القوى تتضافر بشكل يجعل من العمل والإنتاج والعناية بقواه أشبه ما يكون بإضاعة وقت وأنه الطريق الخطأ.
تبدأ قوة العجز المتعلم في عمليات بسيطة مع الأم التي تعطي ابنها المحفزات والمكافآت دون أن تحصل على نتائج ولو معنوية من الطفل، وتمارسه المدرسة عندما تكافئ الطفل التلميذ في المدرسة على عمل لم يقم به من خلال إعطائه درجات تساوي فيه مع غيره ممن عمل ودرس واعتنى بطفله، وليس هذا فحسب، بل يمكن أن تجد العجز المتعلم يتم ترسيخه بطريقة مباشرة لا مواربة فيها عندما يتم عمل القوالب الجاهزة للإنسان وأن كل ما عليه أن يستهلكها، ووصل الأمر للأسوأ وهو أن يقدم لك الخدمات مجانية لتصبح أكثر عجزا ومن خلالها يصبح أكثر ثراء عندما يبيعك كرقم أو مستهلك للإعلان!
قوى التسويق هي الأخرى تحاول أن ترسل لك رسائل العجز المتعلم بطريقة أو بأخرى، فهي تنشر صور الراحة والاستجمام وتجعل منها الصورة المثيرة للحواس، وأنها غاية الإنسان المفضلة، ولو تأملت المستهدفين فيها؛ هم أكثر من يتمتع بالراحة أصلا، وأن أولئك الذي يعملون قل ما يستمتعون بمثل هذه الإجازات، وهذا نفس ما تمارسه قوى التسويق في التطبيقات وفي غيرها من المتاجر التي تقوم بتقديم سبل الراحة الأصيلة عطفا على مالك ولا تربطها بالمكافأة بالاستحقاق، ثم يستهدفها الناس الذين تم تعليمهم العجز!
ببساطة إنها تؤسس العجز في نفوس الناس بل تجعله ممنهجا لدرجة يتم تدريسه في المدارس والجامعات والمعاهد تحت مناهج التسويق وجذب المستهلك وثقافة الصورة وثقافة التطبيقات والراحة والتحكم وتقليل العمالة وتعظيم رأس المال والمنفعة للرأس المال العامل، وما يتخرج الطالب الجامعي إلا وتبدأ مهاراته في تعليم العجز للناس!
وتحاول الدول في صراعها فيما بينها أيضا جعل العجز متعلما عندما تضع الحماية الفكرية والملكية لها - على سبيل المثال لا الحصر - لتمنع الغير من الوصول لتلك المنتجات ولتمكن ذوي الأفكار أن يحيطوا أفكارهم ومخترعاتهم بأكبر حماية ممكنة لتستمر ميكانيكا توليد الأفكار مستمرة باستهداف جيوب الناس وما ينتج عنها هو العجز المتعلم الذي يتم تمريره للناس المحرومة من منافسة هذا المخترع أو ما تقوم به الدول الغربية من تقديم المنتج النهائي وتعظيم الاستفادة منه دون تعظيم الحصول على آلية تصنيعه وتقديمها للعالم.
المجتمع يؤسس بطريقته الخاصة العجز المتعلم بعشرات الآلاف من الطرق التي تعظم من العجز والكسل والتراخي والمبالغة في المتعة على حساب العمل والنشاط والإنتاج والتعاون والتكافل فالعمل مؤلم وممل، والواجب عبء، والذين لا يعملون هم المحظوظون، والسهر ممتع، وعدم وجود هواية هو السائد لتبدو أشكال الناس متساوية وكل شخص منهم يشبه الآخر فهذا الأمر لا يقلق ولا يثير المنافسة وتبدو الحياة بينهم لا مفاضلة بينهم فكل هذه من مظاهر العجز المتعلم الذي تورثه المجتمعات لأفرادها يعزز تلك الصور النمطية للثراء والراحة والنفسية - وعدم القراءة - على سبيل المثال وعدم التفكير المنطقي بأدواته وأن المناقشات الجادة والجدل الهادف مؤلم ومصدّع لرأس للإنسان.
وقد تبدو الأمثلة في جانبها مبررة جدا ومنطقية جدا، بل ولا يمكن الاعتراض عليها لأن ثمة جانب إيجابي يتم تعظيمه لتبرير الجهل المتعلم، أو أننا فعلا تقبلنا هذه الطريقة فصرنا لا نتخيل الاعتراض عليها لكن هذا لا يجعلنا في غفلة التفكير من تمرير العجز المتعلم بشكل يومي وبعدة أشكال من أجل إنتاج أجيال لا تعمل بل تستهلك، وأن تسيطر ثقافة الاستهلاك على يومهم بشكل عام وأما الفئة المنتجة المستأثرة بالقوة المادية والمالية والبشرية فهي فئة أخرى تعيش عالما آخر، والتي تمارس فيما بينها العمل المتعلم والمكافأة الحقيقة مقابل الإنجاز وهذا ما يجب أن يراه الإنسان أمام عينيه ليتم تداوله!
Halemalbaarrak@
والعجز المتعلم منظومة متكاملة، من الممكن أن يبدأ في الأفراد وينتهي مع القوى الكبرى، كالدول والمنهجيات والنظريات وقيادة العالم بأي طريقة كانت، ويبدأ في المجتمع وينتهي في المؤسسات، يبدأ في الأفكار وينتهي في النظم والمناهج بمعنى أن هذه القوى تتضافر بشكل يجعل من العمل والإنتاج والعناية بقواه أشبه ما يكون بإضاعة وقت وأنه الطريق الخطأ.
تبدأ قوة العجز المتعلم في عمليات بسيطة مع الأم التي تعطي ابنها المحفزات والمكافآت دون أن تحصل على نتائج ولو معنوية من الطفل، وتمارسه المدرسة عندما تكافئ الطفل التلميذ في المدرسة على عمل لم يقم به من خلال إعطائه درجات تساوي فيه مع غيره ممن عمل ودرس واعتنى بطفله، وليس هذا فحسب، بل يمكن أن تجد العجز المتعلم يتم ترسيخه بطريقة مباشرة لا مواربة فيها عندما يتم عمل القوالب الجاهزة للإنسان وأن كل ما عليه أن يستهلكها، ووصل الأمر للأسوأ وهو أن يقدم لك الخدمات مجانية لتصبح أكثر عجزا ومن خلالها يصبح أكثر ثراء عندما يبيعك كرقم أو مستهلك للإعلان!
قوى التسويق هي الأخرى تحاول أن ترسل لك رسائل العجز المتعلم بطريقة أو بأخرى، فهي تنشر صور الراحة والاستجمام وتجعل منها الصورة المثيرة للحواس، وأنها غاية الإنسان المفضلة، ولو تأملت المستهدفين فيها؛ هم أكثر من يتمتع بالراحة أصلا، وأن أولئك الذي يعملون قل ما يستمتعون بمثل هذه الإجازات، وهذا نفس ما تمارسه قوى التسويق في التطبيقات وفي غيرها من المتاجر التي تقوم بتقديم سبل الراحة الأصيلة عطفا على مالك ولا تربطها بالمكافأة بالاستحقاق، ثم يستهدفها الناس الذين تم تعليمهم العجز!
ببساطة إنها تؤسس العجز في نفوس الناس بل تجعله ممنهجا لدرجة يتم تدريسه في المدارس والجامعات والمعاهد تحت مناهج التسويق وجذب المستهلك وثقافة الصورة وثقافة التطبيقات والراحة والتحكم وتقليل العمالة وتعظيم رأس المال والمنفعة للرأس المال العامل، وما يتخرج الطالب الجامعي إلا وتبدأ مهاراته في تعليم العجز للناس!
وتحاول الدول في صراعها فيما بينها أيضا جعل العجز متعلما عندما تضع الحماية الفكرية والملكية لها - على سبيل المثال لا الحصر - لتمنع الغير من الوصول لتلك المنتجات ولتمكن ذوي الأفكار أن يحيطوا أفكارهم ومخترعاتهم بأكبر حماية ممكنة لتستمر ميكانيكا توليد الأفكار مستمرة باستهداف جيوب الناس وما ينتج عنها هو العجز المتعلم الذي يتم تمريره للناس المحرومة من منافسة هذا المخترع أو ما تقوم به الدول الغربية من تقديم المنتج النهائي وتعظيم الاستفادة منه دون تعظيم الحصول على آلية تصنيعه وتقديمها للعالم.
المجتمع يؤسس بطريقته الخاصة العجز المتعلم بعشرات الآلاف من الطرق التي تعظم من العجز والكسل والتراخي والمبالغة في المتعة على حساب العمل والنشاط والإنتاج والتعاون والتكافل فالعمل مؤلم وممل، والواجب عبء، والذين لا يعملون هم المحظوظون، والسهر ممتع، وعدم وجود هواية هو السائد لتبدو أشكال الناس متساوية وكل شخص منهم يشبه الآخر فهذا الأمر لا يقلق ولا يثير المنافسة وتبدو الحياة بينهم لا مفاضلة بينهم فكل هذه من مظاهر العجز المتعلم الذي تورثه المجتمعات لأفرادها يعزز تلك الصور النمطية للثراء والراحة والنفسية - وعدم القراءة - على سبيل المثال وعدم التفكير المنطقي بأدواته وأن المناقشات الجادة والجدل الهادف مؤلم ومصدّع لرأس للإنسان.
وقد تبدو الأمثلة في جانبها مبررة جدا ومنطقية جدا، بل ولا يمكن الاعتراض عليها لأن ثمة جانب إيجابي يتم تعظيمه لتبرير الجهل المتعلم، أو أننا فعلا تقبلنا هذه الطريقة فصرنا لا نتخيل الاعتراض عليها لكن هذا لا يجعلنا في غفلة التفكير من تمرير العجز المتعلم بشكل يومي وبعدة أشكال من أجل إنتاج أجيال لا تعمل بل تستهلك، وأن تسيطر ثقافة الاستهلاك على يومهم بشكل عام وأما الفئة المنتجة المستأثرة بالقوة المادية والمالية والبشرية فهي فئة أخرى تعيش عالما آخر، والتي تمارس فيما بينها العمل المتعلم والمكافأة الحقيقة مقابل الإنجاز وهذا ما يجب أن يراه الإنسان أمام عينيه ليتم تداوله!
Halemalbaarrak@