عبدالله السحيمي

منصة «تميز» الرقمية

الاحد - 31 ديسمبر 2023

Sun - 31 Dec 2023

الحديث عن التعليم يطول، فهو المؤرق على مستوى الدول والمجتمعات والمؤسسات والأفراد، وذلك يأخذ النصيب الأكبر والاهتمام الأهم، وهو يراود النجاح والتميز في أعلى معاييره وسمو رقيه.

كل تلك الممارسات التي كانت والإجراءات التي تمت، صنعت الإحساس بالرغبة والتطوير والعمل على تحقيق المنجز بتفاصيله الأعمق، حينما يحق أن يكون تحقيقه مرتبطا بالفعل لا بالقول، خلال مشاهدته أمام الجميع دون إضافات تلميع أو مؤثرات تقدمه بطريقة تليق به.

قد تجد شخصا لا يحب الظهور ولا يطمع بالثناء، ولا يود ذكر اسمه أو مزاحمة شخص يشار إليه بالبنان، لكن أن يكون هناك جهاز وهيئة تعمل دون فرد العضلات بالمقدمات الطللية، أو رسم الأحلام في سماء الخيال، فإن ذلك يندر وجوده في عصر الإعلام السريع والكلمة المنتشرة والصورة الحاضرة، مقابل أن بعض الجهات من الشركات والمؤسسات تزعم بقدرتها قبل أن تبدأ، وتنشر مشاريع النجاح والحضور قبل أن تبدأ، وذلك تبريرا لمفهوم الحملة الإعلامية القبلية لتحقيق المنجز وقياس تأثيره وامتداد ذلك على مستوى أبعد.

ولعل العمل بصمت حتى الوصول للنجاح، والتأكيد على نحن بدلا من أنا!، وحضور الفريق الجماعي وغياب الفردية، والارتواء بثقة النجاح هي قيمة وهدف، والرغبة والإصرار على سمو الوصول إلى القمة خلال نشر وانتشار فيروس الشغف للتميز، حتى أصبحت عدوى العمل الجماعي هو طريق ومنهج يزهو به الجميع.

تلك الملامح والشواهد والحقائق نجدها لا تنطبق إلا على هيئة تقويم التعليم والتدريب، التي لو أملك مسمى إطلاقها لأطلقت عليها الهيئة العالمية لتقويم التعليم والتدريب، لعالمية منهجيتها وارتفاع معايير العمل بها، وقوة مؤشرات الأداء في تطبيقاتها التربوية والتدريبية وبجميع اختصاصاتها، حتى أصبحت إشراقة مضيئة في سماء القيمة العلمية التي تمارس معايير تتجاوز الكثير من الجامعات والمؤسسات والمراكز العلمية.

إن هذه الهيئة هيئة وطنية، يقودها أبناء هذا الوطن العظيم الذي هو منبع الإبداع وموطن العطاء، وهو الولاء للإنجازات المستمرة.

إن العقول السعودية المميزة التي تقود العمل من رجال ونساء، يؤكدون ويعززون ويرفعون أنهم أصحاب حضور مختلف، وها هي الهيئة تستغني عن أطنان من الورق وهي تدشن منصة «تميز الرقمية» للتقويم والاعتماد المدرسي في «ملتقى الحكومة الرقمية»، وهي منصة متكاملة لإدارة عمليات التقويم والاعتماد المدرسي، وتحليل البيانات وإصدار التقارير الكترونيا، وتستهدف جميع مدارس التعليم العام (الحكومية والأهلية والعالمية)، وتمكنها من التعرف على نقاط القوة، وفرص التحسين لديها، وتعزيز قدرتها على الإبداع والابتكار، لتكون منطلقا للتطوير والتحسين الذاتي المستمر.

إنه منجز حضاري يسكنه الرضا التام وهو يقود مسيرة هذا المشروع الوطني العملاق إلى مرحلة متقدمة، نسابق فيها الزمن لتدور عقارب الساعة لتقول، إنه زمن المنجزين. زمن المبدعين زمن العمليين. زمن نطمئن عليه في أن نسير نحو الاتجاه السليم ونحن نطبق ممارسات تربوية عملية، تساند وتعزز وتوفر المنهجية التي تضبط السير نحو الأفق.

ويمكن القول، إن منصة تميز الرقمية تجاوزت مصطلح التميز، إذ يبلغ عدد المدارس المسجلة 24 ألف مدرسة، و100 ألف مستخدم من ذوي العلاقة بالعملية التعليمية، و3 ملايين نموذج تمت تعبئتها.

ومن المميزات التي تحسب لهيئة التعليم، أنها من أبرز الجهات التي وظفت الاستفادة من المتقاعدين من المعلمين والمشرفين التربويين، في إتاحة العمل لهم في أخصائي التقويم المدرسي، بعد رحلة تدريبية ناضجة أسهمت في الإعداد الجيد.

كما فتحت المجال للأكاديميين من الاستفادة منهم وهم على رأس العمل، من المتخصصين في مجال التربية، وهي التفاتة تقدر للهيئة في هذا الجانب.

هنيئا لنا بهذه المنجزات التي حققها فريق العمل في هيئة تقويم التعليم والتدريب، التي تعمل بصمت الناجحين وبثقة المميزين، وخلال دافع الوطنية الصادق في أن نقدم كل ما نملكه بما يعود بالنفع، فيما ينهض بمستوى معايير ومؤشرات تساعد من إبراز العمل والمهام التي تقدمها الهيئة.

وقريبا سنحتفل جميعا بحصول هذه المنصة والمشروع على الاستحقاق المستحق في جائزة عالمية، تعكس وتكشف مستوى النجاحات التي تستحقها هذه المشاريع التي تخرج بصناعة سعودية تعمل على مدار الساعة، لتحقيق ما هو أكبر وأهم وأفضل لوطن يستحق المنجزات المتوالية.

Alsuhaymi37@