الموروث السعودي رافداً مهماً لصناع الدراما والسينما

الاثنين - 25 ديسمبر 2023

Mon - 25 Dec 2023

انعكس الموروث الشعبي ببعديه المادي والمعنوي الذي تزخر به المملكة على الأدب السعودي، والذي وظفه العديد من الشعراء والكُتاب والموسيقيين والفنانين في أعمالهم الأدبية والفنية، لتشكل بذلك رافداً مهماً للمخرجين وصناع الدراما والأفلام للنهل منها لإنتاج أعمالهم التلفزيونية والإذاعية والسينمائية.

ومن أبرز الأعمال الأدبية التي حظيت بشهرة واسعة على مستوى الوطن العربي وجُسِّد في عمل تلفزيوني، كتابُ "أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب" للأديب عبد الكريم الجهيمان، وتضمن خمسة أجزاء، صدر الجزء الأول منه عام 1967م، فيما كان إصدار الجزء الخامس والأخير عام 1984م، واحتوى على 136 أسطورة شعبية جمعها الأديب الجهيمان وصاغها بأسلوب جذاب، ملتزماً نشر الأشعار والحكم والأمثال بدون أي تعديل عليها، مع إضافة ملحق في ختام كل جزء يشرح فيه الكلمات الشعبية الواردة في الحكايات لتوضيح معانيها للقارئ.

حيث يعد المسلسل المشتق من الكتاب وله ذات العنوان “أساطير شعبية" من الأعمال التلفزيونية الخالدة التي عُرضت في بداية الألفية على شاشة التلفزيون السعودي، وحظي بمشاهدةٍ ومتابعة كبيرة في المملكة ودول الخليج العربية،نظرا لمشاركة عدد كبير من نجوم الشاشة السعودية، وهو ما اعتُبر حينها حدثاً فنياً نادراً لا يتكرر كثيراً، إلى ذلك قدم محتوى ذا قيمة عالية، من خلال الحكايات المليئة بالعبر والحِكم، المستقاة من فكر وتجارب الأجداد.

وجمعت حلقات المسلسل الذي أخرجه محمد عزيزة عشر أساطير من الكتاب،هي: ""الشيخ محمد حين جلا عن قبيلته"، "الأمير الهارب والفارس الملثم"، "الذي ما مر عليه يوم أقشر"، "الفتاة الغريبة"، "الراعي والمدينة"، "القروي والسلطان"، "سارق ثور السلطان"، "ابنة السلطان الصامتة"، "سارق النعامة"، "الأرملة وذكر العصافير"، تناوب على أدائها وبطولاتها نجوم الدراما السعودية: ناصر القصبي، عبدالله السدحان، محمد العلي، عبدالرحمن الخريجي، خالد سامي، عبدالعزيز الحماد، جعفر الغريب، وإبراهيم الحساوي، وكان للأخير قصب السبق في الاشتغال بالأعمال التراثية ذات البعد الوطني والمنطلقة من تراث الأرض والإنسان السعودي ليشكل من خلال هذه التجارب المتراكمة حجر أساس للدراما المحلية الناضجة والقادرة على المنافسة والاستدامة محلياً وإقليمياً، وهو ما جعل تجربة الحساوي محط أنظار النقاد والكتاب ليحظى بعد ذلك بمشاركات كبيرة في التلفزيون والمسرح والسينما في شمولية تليق بتجربة أي فنان يطمح للخلود ويبحث عن الأثر الباقي في ذاكرة الزمن، ليحقق من خلال هذه الأعمال النخبوية العديد من الجوائز التي كان آخرها "جائزة الأفلام"، ضمن مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" في دورتها الثالثة 2023 والتي تنظمها وزارة الثقافة.