كيف يحصل الحوثيون على الصواريخ الباليستية؟
محلل أمريكي يكشف السيناريو المحتمل لتدخلات الصين وإيران
محلل أمريكي يكشف السيناريو المحتمل لتدخلات الصين وإيران
الأحد - 24 ديسمبر 2023
Sun - 24 Dec 2023
أثار الهجوم الحوثي المتكرر على سفن الشحن التجارية العالمية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر علامات استفهام كبيرة حول مصدر الصواريخ الباليستية التي تستخدم في الاعتداءات العشوائية.
ويرى المحلل الأمريكي الدكتور جيمس هولمز، رئيس كرسي جي سي ويلي للاستراتيجية البحرية بكلية الحرب البحرية، والزميل البارز في مركز بروت كرولاك للابتكار وحرب المستقبل بجامعة مشاة البحرية، أنه بينما تصدرت الحرب البحرية منخفضة المستوى عناوين الصحف، ما أدى إلى تشكيل تحالف متعدد الجنسيات للدفاع عن حرية المرور البحري، أغفلت التقارير تقريبا نقطة صارخة عن الحرب.
جماعة إرهابية
قال هولمز في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه بصفة خاصة أطلق الحوثيون على سفينة شحن تجارية في مناسبة واحدة على الأقل صاروخا باليستيا مضادا للسفن، وهو نوع من الأسلحة يمتلكه فقط من الناحية الظاهرية جيش التحرير الشعبي الصيني .
وفي الثالث من الشهر الجاري، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، أن المسلحين الحوثيين اطلقوا صاروخا باليستيا مضادا للسفن باتجاه سفينة الشحن يونيتي إكسبلورر، التي ترفع علم البهاما ومملوكة للمملكة المتحدة.
وأضاف أنه من الصعب الاعتقاد بأن جماعة إرهابية، تدعمها ايران وعميل غير رسمي للصين، قد أتقنت تكنولوجيا لا يملكها أي شخص أخر غير المهندسين الصينيين.
شحنات متفجرة
تساءل هولمز قائلا: هل تنشر بكين تكنولوجيا الصواريخ ؟. وأجاب بأنه من المؤكد أن الأمر يبدو كذلك، وسواء تقوم بذلك عن عمد أو عن غير قصد فهذه مسألة أخرى، ومن المعروف أن حكام الحزب الشيوعي الصين يعارضون انتشار الصواريخ.
ولا تعد الصين طرفا في نظام الرقابة على تكنولوجيا الصواريخ، وهو الآلية غير الرسمية لعدم انتشار تكنولوجيا الصواريخ والتي تسعى للتصدي لانتشار الصواريخ الموجهة التي يمكن استخدامها لتوصيل شحنات متفجرة تقليدية أو غير تقليدية، ولكن الصين تقدمت بطلب للعضوية في نظام الرقابة على تكنولوجيا الصواريخ، ووافقت على تطبيق الخطوط الإرشادية للنظام بشان منع الانتشار، بينما طلبها للعضوية ما زال قيد المراجعة.
وتابع، بأن الانتشار غير المتعمد أمر محتمل، وخلال عقود تأسيس الصين تم ترسيخ ضرورة نشر الأسلحة في الثقافة المؤسسية للجيش الشعبي الصيني.
ميول إيران
أوضح المحلل الأمريكي أنه يبدو من غير المحتمل أن يقوم المشرفون على الجيش الشعبي الصيني من تلقاء أنفسهم، بنقل نظام سلاح بمثل هذه القوة لإيران، إذ إنه ربما يذهب إلى ترسانات الحوثيين أو حماس أو حزب الله في ضوء ميول إيران.
وهناك منطق إستراتيجي سليم وراء نشر الصواريخ الباليستية المضادة للسفن حول محيط أورآسيا، حتى رغم أن التداعيات، الناجمة عن وضع هذه التكنولوجيا الجديدة في أيد لا يمكن التكهن بتصرفاتها، يمكن أن تثبت أنها شديدة الخطورة.
وخلال الحرب العالمية الثانية، تصور الخبير الجيو سياسي ماهان نيكولاس سبايكمان، في إطار البناء على عمل سابق قام به المفكران الاستراتيجيان: هالفورد ماكيندر، وألفريد ما هان، على سبيل المثال، قلب أورآسيا على أنه المفتاح للسياسات العالمية، والأراضي الحدودية التي تفصل قلب الأرض عن البحر، على أنها بوابة للهيمنة على المحيطات لبسط النفوذ في قارة أورآسيا العملاقة.
مناورة بريطانية
استطاعت بريطانيا العظمى في أوج إمبراطوريتها أو أمريكا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أن تناور حول المحيط الخارجي لقارة أورآسيا، واضعة الأجندة السياسية والاستراتيجية من البحر.
وعلى مدار القرن الماضي وأكثر، عزز التقدم في تكنولوجيا الأسلحة البحرية قدرة الأساطيل الأصغر والمدافعين الساحلين الذين يقاتلون من الشاطئ.
وبادئ ذي بدء ظهر الطوربيد واللغم البحري اللذان أعطيا سفنا صغيرة، مثل الغواصات وزوارق الطوربيد، القدرة على توجيه ضربات قوية للبوارج والطرادات.
ثم ظهر الطيران الحربي، الذي مكن الطائرات التي تنطلق من الأرض من ضرب السفن الرئيسة على مدى طويل ، وبعد ذلك حدثت ثورة الصواريخ الموجهة التي أدت إلى ميل توازن القوة أكثر لصالح القوة البحرية المنتشرة على الشواطئ.
محفوفة بالمخاطر
يمكن أن يسمح دمج هذه التكنولوجيات والتكنولوجيات المستقبلية في شبكة منع الوصول، ومنع دخول المنطقة للقوى الآسيوية بالتخلص من قرون من التفوق البحري الغربي، وبالتالي القضاء على السيطرة الغربية على النظام الدولي، وسيتوافق مشروع من هذا القبيل مع الأهداف المعلنة للصين وقوى مثلها، فضلا عن خصوم أشباه دول مثل الحوثيين.
وما يزال من الصعب معرفة السبب وراء قيام أي منافس عاقل عن عمد بتصدير تكنولوجيا يمكن استخدامها ضده، فالتحالفات والائتلافات والشراكات زائلة، بينما الأسلحة باقية، وهناك مشهد القوات المسلحة المجهزة بمعدات سوفيتية تشتبك في أوكرانيا، وسيكون انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن محاولة محفوفة بالمخاطر، وخطرا على الصين.
وختم هولمز تقريره بالقول، إنه من المأمول أن ينظر العاملون في العالم الغامض للمعلومات الاستخباراتية السرية في هذا الأمر، في محاولة لتحليل ليس فقط ما حدث ولكن ما هي الدوافع المحتملة للصين، وما الذي ربما يحمله المستقبل في بيئات أورآسيا.
ويرى المحلل الأمريكي الدكتور جيمس هولمز، رئيس كرسي جي سي ويلي للاستراتيجية البحرية بكلية الحرب البحرية، والزميل البارز في مركز بروت كرولاك للابتكار وحرب المستقبل بجامعة مشاة البحرية، أنه بينما تصدرت الحرب البحرية منخفضة المستوى عناوين الصحف، ما أدى إلى تشكيل تحالف متعدد الجنسيات للدفاع عن حرية المرور البحري، أغفلت التقارير تقريبا نقطة صارخة عن الحرب.
جماعة إرهابية
قال هولمز في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه بصفة خاصة أطلق الحوثيون على سفينة شحن تجارية في مناسبة واحدة على الأقل صاروخا باليستيا مضادا للسفن، وهو نوع من الأسلحة يمتلكه فقط من الناحية الظاهرية جيش التحرير الشعبي الصيني .
وفي الثالث من الشهر الجاري، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، أن المسلحين الحوثيين اطلقوا صاروخا باليستيا مضادا للسفن باتجاه سفينة الشحن يونيتي إكسبلورر، التي ترفع علم البهاما ومملوكة للمملكة المتحدة.
وأضاف أنه من الصعب الاعتقاد بأن جماعة إرهابية، تدعمها ايران وعميل غير رسمي للصين، قد أتقنت تكنولوجيا لا يملكها أي شخص أخر غير المهندسين الصينيين.
شحنات متفجرة
تساءل هولمز قائلا: هل تنشر بكين تكنولوجيا الصواريخ ؟. وأجاب بأنه من المؤكد أن الأمر يبدو كذلك، وسواء تقوم بذلك عن عمد أو عن غير قصد فهذه مسألة أخرى، ومن المعروف أن حكام الحزب الشيوعي الصين يعارضون انتشار الصواريخ.
ولا تعد الصين طرفا في نظام الرقابة على تكنولوجيا الصواريخ، وهو الآلية غير الرسمية لعدم انتشار تكنولوجيا الصواريخ والتي تسعى للتصدي لانتشار الصواريخ الموجهة التي يمكن استخدامها لتوصيل شحنات متفجرة تقليدية أو غير تقليدية، ولكن الصين تقدمت بطلب للعضوية في نظام الرقابة على تكنولوجيا الصواريخ، ووافقت على تطبيق الخطوط الإرشادية للنظام بشان منع الانتشار، بينما طلبها للعضوية ما زال قيد المراجعة.
وتابع، بأن الانتشار غير المتعمد أمر محتمل، وخلال عقود تأسيس الصين تم ترسيخ ضرورة نشر الأسلحة في الثقافة المؤسسية للجيش الشعبي الصيني.
ميول إيران
أوضح المحلل الأمريكي أنه يبدو من غير المحتمل أن يقوم المشرفون على الجيش الشعبي الصيني من تلقاء أنفسهم، بنقل نظام سلاح بمثل هذه القوة لإيران، إذ إنه ربما يذهب إلى ترسانات الحوثيين أو حماس أو حزب الله في ضوء ميول إيران.
وهناك منطق إستراتيجي سليم وراء نشر الصواريخ الباليستية المضادة للسفن حول محيط أورآسيا، حتى رغم أن التداعيات، الناجمة عن وضع هذه التكنولوجيا الجديدة في أيد لا يمكن التكهن بتصرفاتها، يمكن أن تثبت أنها شديدة الخطورة.
وخلال الحرب العالمية الثانية، تصور الخبير الجيو سياسي ماهان نيكولاس سبايكمان، في إطار البناء على عمل سابق قام به المفكران الاستراتيجيان: هالفورد ماكيندر، وألفريد ما هان، على سبيل المثال، قلب أورآسيا على أنه المفتاح للسياسات العالمية، والأراضي الحدودية التي تفصل قلب الأرض عن البحر، على أنها بوابة للهيمنة على المحيطات لبسط النفوذ في قارة أورآسيا العملاقة.
مناورة بريطانية
استطاعت بريطانيا العظمى في أوج إمبراطوريتها أو أمريكا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أن تناور حول المحيط الخارجي لقارة أورآسيا، واضعة الأجندة السياسية والاستراتيجية من البحر.
وعلى مدار القرن الماضي وأكثر، عزز التقدم في تكنولوجيا الأسلحة البحرية قدرة الأساطيل الأصغر والمدافعين الساحلين الذين يقاتلون من الشاطئ.
وبادئ ذي بدء ظهر الطوربيد واللغم البحري اللذان أعطيا سفنا صغيرة، مثل الغواصات وزوارق الطوربيد، القدرة على توجيه ضربات قوية للبوارج والطرادات.
ثم ظهر الطيران الحربي، الذي مكن الطائرات التي تنطلق من الأرض من ضرب السفن الرئيسة على مدى طويل ، وبعد ذلك حدثت ثورة الصواريخ الموجهة التي أدت إلى ميل توازن القوة أكثر لصالح القوة البحرية المنتشرة على الشواطئ.
محفوفة بالمخاطر
يمكن أن يسمح دمج هذه التكنولوجيات والتكنولوجيات المستقبلية في شبكة منع الوصول، ومنع دخول المنطقة للقوى الآسيوية بالتخلص من قرون من التفوق البحري الغربي، وبالتالي القضاء على السيطرة الغربية على النظام الدولي، وسيتوافق مشروع من هذا القبيل مع الأهداف المعلنة للصين وقوى مثلها، فضلا عن خصوم أشباه دول مثل الحوثيين.
وما يزال من الصعب معرفة السبب وراء قيام أي منافس عاقل عن عمد بتصدير تكنولوجيا يمكن استخدامها ضده، فالتحالفات والائتلافات والشراكات زائلة، بينما الأسلحة باقية، وهناك مشهد القوات المسلحة المجهزة بمعدات سوفيتية تشتبك في أوكرانيا، وسيكون انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن محاولة محفوفة بالمخاطر، وخطرا على الصين.
وختم هولمز تقريره بالقول، إنه من المأمول أن ينظر العاملون في العالم الغامض للمعلومات الاستخباراتية السرية في هذا الأمر، في محاولة لتحليل ليس فقط ما حدث ولكن ما هي الدوافع المحتملة للصين، وما الذي ربما يحمله المستقبل في بيئات أورآسيا.