الخيار العسكري يتصدر سيناريوهات سد النهضة

فشل المفاوضات يضع مصر وإثيوبيا في صدام.. والسودان مشغول بالداخل
فشل المفاوضات يضع مصر وإثيوبيا في صدام.. والسودان مشغول بالداخل

الأربعاء - 20 ديسمبر 2023

Wed - 20 Dec 2023

سد النهضة الذي تسبب في أزمة كبيرة (مكة)
سد النهضة الذي تسبب في أزمة كبيرة (مكة)
صدام عسكري بين مصر وإثيوبيا، أو طرح القضية على مجلس الأمن، أو استسلام للوضع الراهن.. 3 خيارات لا رابع لها بعد فشل مفاوضات سد النهضة.

وفيما انشغل السودان بصراعه الداخلي، لوحت مصر في بيان رسمي أنها ستلجأ إلى خيارات أخرى للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضها للضرر بعد توقف مسار التفاوض لأزمة السد الذي بدأت إثيوبيا بناءه قبل 11 عاما.

وتحدث البيان عن تعنت الجانب الإثيوبي ضد مطالب دولتي المصب، مصر والسودان، حيث أكدت القاهرة أنها سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، مع احتفاظها بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حاله تعرضه للضرر.

إعادة التوزيع
يرى وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام، أن إثيوبيا تريد استغلال وجود السد لإعادة توزيع حصص مياه النيل كما كانت تخطط في اتفاقية عنتيبي التي رفضتها مصر والسودان.. وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية.

وتكمن المشكلة في أن مصر لا تملك رفاهية نقص ولو نقطة مياه واحدة، لأن نصيب الفرد في مصر 500 م3 من المياه سنويا (50%من الحد الأدنى للفقر المائي)، وتعاني فجوة غذائية مقدارها 10 مليارات دولار سنويا، وفق حديثه لموقع «الحرة».

ويشير إلى أن مصر أنشأت وحدات تحلية للشرب بسعة تزيد على نصف مليار م3 سنويا حتى الآن، كما تعالج القاهرة مياه الصرف الصحي والزراعي لاستخدامها في الري للتغلب على شح المياه.

مخالفة القوانين
وتحدث الوزير السابق عن مخالفة إثيوبيا للقوانين الدولية فيما يتعلق ببناء هذا السد، قائلا إن عند بناء أي دولة لمشروع على نهر دولي مشترك فعليها القيام بخطوات عدة.

وتتمثل تلك الخطوات في الإخطار المسبق لدول الجوار عن المشروع وأهدافه، وإعداد دراسات بيئية عن تأثير المشروع على دول الجوار لضمان عدم الإضرار الملموس بهم، وضرورة موافقة دول الجوار على المشروع بعد أي تعديلات مؤثرة، وفق الوزير المصري الأسبق.

«وهذا ما لم تفعله أديس أبابا، لكنها صممت السد دون الرجوع للقاهرة والخرطوم، رغم أنه في بداية التفاوض بين إثيوبيا ومصر والسودان تم التوصل لإعلان مبادئ تم الاتفاق فيه على ضرورة توافق الدول الثلاث على قواعد الملء والتشغيل التي لا تسبب ضررا لدولتي المصب»، حسب ما يضيف.

تهديد أمني
تعد مصر والسودان السد الذي كلف 4,2 مليارات دولار، تهديدا لإمداداتهما من المياه، وقد طلبتا مرارا من أديس أبابا التوقف عن ملئه إلى حين التوصل لاتفاق بشأن سبل تشغيله.

ترى القاهرة أن سد النهضة تهديدا وجوديا لأنه يعتمد على نهر النيل في 97% من احتياجاته المائية، أما الخرطوم فقد تباين موقفها في السنوات الأخيرة، ولم تصدر الجهات السودانية المختصة تعليقا على انتهاء المفاوضات.

لكن الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، اللواء ركن أمين إسماعيل مجذوب، يشير إلى أن الخلاف بين السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة قد خرج من العباءة الفنية إلى السياسية.

وقف الملء
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن المياه قد تنفد في مصر بحلول 2025، وأن مناطق في السودان حيث كان النزاع في دارفور مرتبطا بشكل أساسي بإمدادات المياه، معرضة بشكل متزايد للجفاف بسبب تغير المناخ.

ويؤكد وزير الري الأسبق محمود أبوزيد، أن لدى مصر خيارات عدة متاحة وعلى رأيها «إشراك مجلس الأمن الدولي بشكل رسمي في نتائج المباحثات، وإيضاح مدى الضرر الذي يقع على مصر والذي يمس أمنها القومي».

ويجب أن تعمل مصر بشكل دولي لإيقاف الملء الخامس من خلال إعداد دراسة وافية معترف بها من قبل الخبراء المختصين الدوليين بمدى الضرر الذي سيقع على السودان ومصر، والذي قد يصل إلى مرحلة الجفاف وتقديمها إلى مجلس الأمن، وفق حديثه.

تهديد السلم
يشير إلى أنه يمكن للقاهرة الحديث مع الولايات المتحدة وعدد من دول الخليج لإقناعهم أن من أجل أمان مصر في ظل الحروب الحالية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها ما يحدث في غزة والسودان، يتحتم الدفاع عن الأمن القومي للقاهرة بالضغط على الجانب الإثيوبي للوصول إلى اتفاق مرضي لجميع الأطراف.

ويمكن لمصر أن تستغل الرفض الإثيوبي لتقديم أي تنازلات وبالتالي إعلان إمكانية لجوئها إلى المادة 51 وتحديدا الفصل السابع والخاص بحق الدفاع الشرعي من القانون الدولي، حسب ما يذكر وزير الري السابق.

ويتعلق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان.

تعتيم كامل
تتحدث خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، أماني الطويل، عما وراء البيان المصري الذي يلمح أن جميع الخيارات مفتوحة أمام مصر.

وتمتلك القاهرة أوراقا محدودة للضغط على إثيوبيا، بسبب الانتباه الدولي الموجه ناحية الحرب في غزة، والحرب بأوكرانيا، وعدم قدرة مجلس الأمن على تفعيل قدراته بشأن أزمة سد النهضة، وفق حديثها لموقع «الحرة».

وترى أنه لا توجد آلية أفريقية مناسبة للتفاعل مع الأزمة في الحرب بالسودان، ويمثل ذلك فرصة مناسبة لإثيوبيا لمواصلة منهج التعنت.

وتشير الطويل إلى أن القاهرة وأديس أبابا تمارسان سياسات التعتيم الكامل على مسار المفاوضات، مما يعطي فرصا وإمكانية لأوراق قد تكون مجهولة، على حد تعبيرها.

الخيارات الثلاثة المطروحة؟
  • صدام عسكري بين مصر وإثيوبيا.
  • تدويل القضية أمام مجلس الأمن.
  • الاستسلام للوضع الراهن وإكمال بناء السد.