عبدالمعين عيد الأغا

«السكريون» والشتاء والإنفلونزا

الثلاثاء - 19 ديسمبر 2023

Tue - 19 Dec 2023


هناك ارتباط بين ضعف مناعة الجسم والتعرض بسهولة لأي عدوى فيروسية مرتبطة بالجهاز التنفسي، حيث تسجل العيادات خلال الشتاء حالات ومراجعات مرتبطة بمشاكل الجهاز التنفسي كالإنفلونزا الموسمية والزكام والبرد وغيرها، وبالطبع تختلف الأعراض وحدة المرض من شخص لآخر؛ لأن الأمر كله مرتبط بالجهاز المناعي وقوته وضعفه.

ومرضى السكري بنوعيه الأول والثاني هم أيضا ينصحون بجانب الفئات الأخرى والأصحاء بضرورة الحرص على أخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية تزامنا مع دخول موسم الشتاء وخصوصا الذين يقطنون في المناطق الباردة جدا، إذ إن اللقاح يساعد في تعزيز الجهاز المناعي وتفادي التعرض لأنماط الفيروس المسبب للإنفلونزا، فالشتاء - كما أشرت - من المواسم التي تشهد ارتفاعا في حالات الإنفلونزا الموسمية.

ولا شك أن مرض السكري من الأمراض المرتبطة ببعض المضاعفات المؤثرة للجسم في حال عدم التحكم بنسبة سكر الدم وجعله في النطاق المحدد، وبالتالي فإنه عند التعرض لفيروس الإنفلونزا الموسمية يشكو مريض السكري وخصوصا النوع الأول المعتمد على الأنسولين من متاعب جسدية وقد تطول معه فترة الشفاء؛ لذا فإن الحرص على أخذ اللقاح يحد من المتاعب ويقلل من المضاعفات في حال «لا سمح الله» تعرض الفرد للفيروس.

وضعف الجهاز المناعي عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري غير المنضبط أو الأقل السيطرة عليه هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات ومتاعب الإنفلونزا الموسمية، إذ يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى تفاقم السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم وتفاقم أعراض مرض السكري؛ لذا فإن هذه الفئة مطالبة بالحرص على لقاح الإنفلونزا الموسمية كل عام.

كما أن مرضى السكري في موسم الشتاء مطالبون بالاهتمام والعناية والتحكم في مرضهم من خلال المراقبة الجيدة لمستويات السكر سواء كانوا يستخدمون تقنيات التحكم في السكري أو يجرون الفحص عبر الجهاز المنزلي، مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي وعدم كسر قاعدة العلاج، وتجنب الإفراط في تناول مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة بحجة الدفء من البرودة، وارتداء الملابس الشتوية في حال التواجد في المناطق الباردة جدا، والحرص على النوم الصحي.

الأشخاص الذين أخذوا اللقاح العام الماضي سواء الأصحاء أو الحالات التي تشكو من الأمراض المزمنة ومنها السكري فهم غير مستثنين من أخذه هذا العام أيضا وكل عام، لأن تركيبة اللقاح تتغير سنويا وفق مرئيات منظمة الصحة العالمية، وذلك لمطابقة سلالات الفيروس المتغيرة كل عام في نصف الكرة الشمالي، حيث تقع المملكة العربية السعودية، وكذلك في نصف الكرة الجنوبي؛ حيث يوجد لقاحان لنصفي الكرة الأرضية، وقد يكونان متشابهين في بعض المواسم، وذلك حسب نوع سلالات الفيروس الشائعة.

كما أنصح الجميع وتحديدا المصابين ببعض الأمراض المزمنة أو غيرها بضرورة ارتداء الكمامة الصحية في حال التواجد في أماكن التجمعات العامة، وذلك تفاديا لاكتساب أي عدوى فيروسية ومنها الإنفلونزا الموسمية، ومراعاة آداب السعال والتخلص الآمن من المناديل، والحرص على غسل وتعقيم اليدين بصفة دائمة، والحد من ملامسة الأسطح، وتطهير اليدين بالمعقم، وفي حال وجود مريض داخل محيط الأسرة في المنزل يجب مراعاة وتطبيق الطريقة الصحية في التعامل معه وتفادي تعرض الآخرين للإصابة بالعدوى ولا سيما أن عطاس المريض يسهم في نشر الرذاذ، كما أن تشميس الغرف أيضا من الضروريات الصحية التي تحمي من العدوى داخل البيوت، والحرص على الجوانب الصحية المرتبطة بالأكل الصحي وتناول العصائر الطازجة وخصوصا التي تزود الجسم بفيتامين سي وتناول الفواكه والخضراوات، والحد من الوجبات السريعة لكونها ضعيفة في قيمتها الغذائية ومليئة بالدهون والسعرات الحرارية.