علي الحجي

المدير الوزير

الاثنين - 18 ديسمبر 2023

Mon - 18 Dec 2023


تتجه وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية إلى تمكين تفعيل الصلاحيات الممنوحة إلى مديري المدارس، والتركيز على المبادرات التي تحدث تغييرا في نواتج التعلم، بدلا من المركزية ذات الأثر الموقت والشكلي.

من أهم التغييرات التي ستحدث نتيجة تفعيل صلاحيات مديري المدارس، زيادة المسؤولية والاستقلالية، فسيمنح مديرو المدارس مزيدا من المسؤولية والاستقلالية في اتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة المدرسة، والأنشطة المدرسية، وتقييم أداء المعلمين، وإدارة الموارد البشرية، وسيتاح لهم مزيد من المرونة والصلاحيات لتكييف المناهج وتقييم الطلاب، بما يتناسب مع ظروف المدرسة لتحقيق المستهدفات.

كما أنها ستحسن من مستوى التواصل والشراكة بين مديري المدارس وأولياء الأمور.

هناك كثير من التجارب العالمية في تفعيل صلاحيات مديري المدارس لإصلاح التعليم، حدثت في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة عام 1988، واليابان 2002، أدت إلى تحسين نواتج التعلم ورفع مستوى جودة التعليم، خلال إتاحة الفرصة للابتكار والإبداع.

من الإيجابيات التي ستنجم عن تفعيل صلاحيات مديري المدارس تحسين جودة التعليم، فيفترض عند منحهم مزيدا من الصلاحيات زيادة التركيز على نواتج التعلم، وهو ما سينعكس على تحسين جودة التعليم.

كما أنه سيزيد رضا أولياء الأمور بسبب إشراكهم في العملية التعليمية.

هناك بعض التحديات التي قد تواجه هذا التوجه، منها أن هناك كثيرا من المديرين غير مؤهلين بشكل كاف، وينقصهم كثير من المهارات والقدرات اللازمة لممارسة صلاحياتهم الجديدة، ولا توجد حتى الآن معايير واضحة لتقييم أداء مديري المدارس، ولا حوافز كافية تعينهم على أداء أدوارهم وصلاحياتهم الجديدة.

كما أن هذا التغيير في الثقافة التعليمية التقليدية سيقابل بمقاومة من بعض المعلمين وأولياء الأمور، الذين قد يواجهون صعوبة في استيعاب التغيير والتكيف معه.

لإنجاح هذا المشروع، لا بد من توفير برامج تدريبية وتأهيلية لمديري المدارس لتنمية مهاراتهم وقدراتهم في ممارسة صلاحياتهم الجديدة، ووضع معايير واضحة لتقييم أدائهم، وزيادة الموارد خلال التمويل الحكومي للتعليم وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لهم، لتحفيزهم على ممارسة صلاحياتهم الجديدة.

كما يجب استخدام أدوات قياس متعددة ومتنوعة بشكل دوري مستمر، لمراقبة انعكاس الآلية على نواتج التعلم ولضمان استمرار تحقيق الأهداف.

كما يجب توفير الدعم الفني والاستشاري للمدارس لمساعدتها على تنفيذ وتقييم المبادرات التعليمية بشفافية، كذلك تشجيع المدارس على تبادل الخبرات والممارسات الناجحة في تنفيذ المبادرات التعليمية المؤثرة والابتكارات.

وبشكل عام، فإن تفعيل صلاحيات مديري المدارس هو خطوة مهمة في إصلاح التعليم بالمملكة، وسيؤدي إلى زيادة التركيز على نواتج التعلم وتحسين جودة التعليم، وتعزيز الشراكة بين المدرسة والأسرة متى ما حصل على ما يستحق من تخطيط ودعم ومتابعة.



aziz33@