بسام فتيني

من يراقب قرارات التوطين؟

الاحد - 17 ديسمبر 2023

Sun - 17 Dec 2023


لا شك أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، منذ أن كانت بمسمى وزارة العمل، وهي تمطر علينا أخبار توطين الوظائف في قطاعات عدة وبنسب معينة وبالتدريج.

ومنذ أيام شبابي وأنا أسمع عن توطين منافذ بيع الذهب مثلا، ثم الخضار، ثم خدمات العملاء، ثم سوق الهواتف المحمولة، ثم وثم وثم، ولكن الواقع غير!
ولا أكون مبالغا حين أقول أحيانا بيني وبين نفسي، إن بعض القرارات المتعلقة بالتوطين قد لا يراقب تنفيذها أحد أصلا!
وإلا كيف نفسر وجود ثغرات خطيرة في توظيف غير المواطنين في مهن تم التصريح سابقا بأنها تُشغل بالكادر الوطني فقط وبقوة النظام؟!
هذا فضلا عن وجود حيل نعرفها جميعا، خاصة في بعض الأقسام، حين يتم تعيين مواطن سعودي كموظف، وبمسمى وظيفي يذر به الرماد في أعين مراقبي التوطين، لكنه مجرد (فترينة) يقف خلفها الخواجة بالكرافتة ويقرر وينفذ ما يريد! وكنت أعتقد أن هذه الظاهرة فقط في بعض الوظائف النوعية وذات الرواتب المغرية والمناصب الجذابة، لكن صدمت حين رأيت أن حتى بعض الوظائف الصغيرة يتم التحايل في توظيف غير للمواطنين عليها!
رغم مرور سنوات عدة على قرارات توطين بعض القطاعات، مثل: (الاتصالات ومحلات الذهب والمستلزمات النسائية والفنادق والشقق المفروشة، ومكاتب تأجير السيارات)، إلا أن المتتبع البسيط والمراقب للوضع عن قرب سيجد أن هناك تحايلا كبيرا في تطبيق نسب التوطين (الحقيقي) لهذه المهن، والحكم لكم، ولنسأل انفسنا: كم شخص منا حاول صيانة جواله ووجد أمامه العمالة السابقة نفسها؟ وكم شخص منا يجد في الاستقبال شابا أو شابة فقط، يتم وضعهم احترازيا لترقب زيارة لجان التوطين، لكن الآمر الناهي هم اللوبي نفسه القديم من جنسيات معينة؟ كلنا نعرف ذلك!.

كلنا نعلم أن هناك لوبي معينا للأثاث المستعمل مثلا، وكلنا نعلم أن هناك لوبي آخر في قطاع الصيدليات، وكلنا نعلم أن هناك لوبي خطيرا ومتغلغلا في مجال الورش الصناعية والكهرباء والسباكة!.

كلنا نعلم أن هناك لوبي معينا في بعض قطاعات المطاعم، ولا سيما الأكثر طلبا والأرخص ثمنا!.

كلنا نعلم إلا الوزارة المعنية لا تعلم حتى الآن كيف تضبط السوق، وتتحكم في التطبيق الحقيقي للتوطين، وكسر الاحتكار (الفئوي) لجنسيات معينة في قطاعات معينة.

وحتى لا يفهم مقصدي خطأ، أنا لست ضد الاستعانة بالكوادر من جميع دول العالم، لكن يستفزني أنا وغيري أن تعزف بعض الشركات على وتر التوطين، ثم تكون اليد التي توقع القرارات بفصل أبنائنا وبناتنا، يد ليست بيد من جسدنا!



bassam_fatiny@