معرض الكتاب.. إثراء فكري
الأحد - 17 ديسمبر 2023
Sun - 17 Dec 2023
أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال ديسمبر الحالي معرض جدة للكتاب، تحت شعار «مرافئ الثقافة» في مركز سوبر دوم بمدينة جدة بمشاركة عدد من دور النشر المحلية والعربية والدولية، التي حرصت على عرض جديدها من نتاج الأدباء والمفكرين والمؤرخين، فإزدان المعرض بما قدموه من أعمال إبداعية، وزاد من جماله ورونقه تلك المجموعة من الأنشطة والبرامج التي أبرزت الرحلات الأدبية ودور المثقفين فيها، إضافة لرحلات المؤرخين وما حملته مؤلفاته من معلومات فريدة ومميزة، سواء كانت من خلال الكتب والإصدارات المعروضة أو عبر الندوات الثقافية والجلسات الحوارية، والأمسيات الشعرية، وورش العمل.
وحظى ركن (المؤلف السعودي) كما هي العادة بإقبال كبير من المؤلفين خاصة الشباب منهم الذين وجدوا الفرصة المناسبة لعرض مؤلفاتهم، وأسهم في دعم حركة النشر والتأليف، كما قدم جناح الطفل أنشطة وفعاليات مزجت بين التعلم والاستمتاع، وهذا يعني أن دور المعرض لم يقتصر على عرض الكتب والإصدارات وبيعها، وإقامة الورش والأنشطة والفعاليات؛ فالدور الحقيقي الذي أبرزه تمثل في إيجاد مناخ ثقافي امتزجت فيه الكتب بكلمات مؤلفيها، فخرجت لنا تحفا فنية من تحت قبة جميلة عكست مدى الاهتمام الذي تحظى به وتقدمه الثقافة والمثقفون من الدولة، وحرصها على دعم المؤلف السعودي لتقديم أعماله الإبداعية.
كما استطاع المعرض ترجمة «إثراء الفكر» بمعناه الحقيقي والذي يعني الارتقاء المعرفي، وأوضح أنه «لولا الفكر الإنساني وما نتج عنه من الحصيلة المعرفية المتراكمة عبر القرون الطويلة الماضية لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه الآن في زماننا من تقدم».
وسجلت مبادرة «عام الشعر العربي 2023» حضورها في المعرض من خلال فعاليات «قال الشاعر»، و»قصائد مسموعة»، وبرز الوسيط الأدبي ليوضح مهامه ويقدم خدماته للمؤلف السعودي لينطلق نحو الإبداع ضامنا لحقوقه الأدبية قبل المالية.
وازدان جمال المعرض بالتنظيم الجيد لعملية الدخول، والخدمات المميزة داخله والتي قدمها عدد من الشباب والفتيات، لرواد المعرض وزواره، سواء في الإرشاد للأجنحة أو الإجابة على الأسئلة والاستفسارات.
في معرض الكتاب أدرك الزائر أن أهمية الكتاب ليس في عدد صفحاته، بل بما يحويه من معلومات، خاصة تلك المرتبطة بالمعلومات سواء التاريخية منها أو العلمية، التي دونها المؤرخون والعلماء كخلاصة لرحلاتهم أو تجاربهم، وإن أبرز المعرض مقارنة بين الحضارات في الماضي والحاضر، فإنه أوضح ما وصلنا إليه من ازدهار وتطور، ليس في حياتنا اليومية المرتبطة بالمأكل والمشرب، بل في حياتنا الفكرية إذ أصبح القارئ أكثر نضجا وفهما، فلم يعد يسعى لاقتناء الكتاب ليقال أنه قارئ بل ليزداد علما ومعرفة وثقافة.
وحتى تستمر القراءة ويتجه لها الشباب والناشئة نحوها، فإنني آمل أن تمنح هيئة الأدب والنشر والترجمة المكتبات العامة خاصة القديمة منها مواقع مميزة داخل المعارض ليتعرف الزائر من خلالها على تاريخها ومحتوياتها وما دون عنها، خاصة وأن البعض منها قد هجرها القراء فغدت مجرد مبنى داخله أرفف ومخطوطات وكتب.
ashalabi1380@