الكويت تتوحد خلف رجل المهام الصعبة

فيما لملمت الكويت جراحها أمس، بعد أن ووري الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الثرى، توحدت الكويت خلف الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم متسلحا بخبرات كبيرة اكتسبها خلال رحلة عطاء حافلة، قضى منها 3 سنوات وليا للعهد، مما دفع البعض إلى تسميته بـ»رجل المهام الصعبة».

ودع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بالدموع أخاه الأمير الراحل نواف الأحمد الجابر الصباح؛ الذى وافته المنية السبت الماضي، إذ تقدم صفوف المصلين على جثمان الفقيد أثناء صلاة الجنازة في مسجد بلال بن رباح .

وأدى صلاة الجنازة رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون وكبار الشيوخ، والشيخ ناصر المحمد والشيخ جابر المبارك، والشيخ صباح الخالد والشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، وكبار المسؤولين بالدولة وحشد من المواطنين، وتم توجيه موكب الجثمان إلى مقبرة الصليبيخات حيث ووري الجثمان الثرى.

ونقل تلفزيون الكويت على الهواء مباشرة صلاة الجنازة من داخل المسجد، بحضور لفيف من أسرة آل صباح ورجال الدولة بالكويت.

وعقب وفاة أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، نادى مجلس الوزراء بولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد، عملا بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة، التي تنص على أنه «إذا خلا منصب الأمير نودي بولي العهد أميرا».

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمة (البرلمان) جلسة خاصة ليؤدي الأمير اليمين الدستورية أمامه، حتى يتولى مهامه رسميا، إذ تنص المادة 60 من الدستور على أن الأمير يؤدي قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: «أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه».

وبتوليه مقاليد الحكم رسميا سيكون أمير البلاد السابع عشر، ليكمل الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح رحلة عطاء حافلة في خدمة بلاده، قضى عقودا منها للعمل في الجهات الأمنية والعسكرية بالكويت، الأمر الذي جعله أحد أهم رجال الأمن بالكويت، ومنحه خبرات أمنية كبيرة سخرها في الحفاظ على مقدرات بلاده، وصيانة أمنها واستقرارها.

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان الشيخ مشعل الأحمد السند لأمير البلاد وشارك ممثلا عنه أو بالإنابة عنه في كثير من القمم والمؤتمرات، علاوة على القيام بالمسؤوليات الكبيرة، وإلقاء الخطب والكلمات في المناسبات الرسمية والمحطات المهمة، وحمل إلى جانب سموه تلك الأعباء والأمانة العظيمة.

وأصدر أمير الكويت الراحل في 15 نوفمبر 2021 أمرا بالاستعانة بولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية، الذي جعله يقود كثيرا من المهام الصعبة في مرحلة مليئة بالتحديات، شهدت توترات متلاحقة بين الحكومة والبرلمان.

وتوجت تلك الجهود بتشكيل الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح حكومة جديدة في 18 يونيو الماضي، وذلك قبل يومين من افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة، الثلاثاء 20 يونيو، بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية التي جرت في 6 من الشهر نفسه.

ووصف رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون التعاون بين الحكومة والمجلس بأنه «تاريخي وغير مسبوق»، الأمر الذي انعكس على إصدار سلسلة قوانين لتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتحقيق إنجازات في مجالات عدة.

ويعول الكويتيون على أمير الكويت الجديد في توظيف خبراته الكبيرة، لاستكمال مسيرة العطاء في قيادة الدولة والنهوض بها.

أولويات أمير الكويت الجديد

• دعم وحدة دول الخليج العربية، والعلاقات الجيدة مع السعودية، التي ينظر إليها على أنها أولوية قصوى بالنسبة له.
• توسيع العلاقات مع الصين التي تسعى للعب دور أكبر في المنطقة.
• تعزيز الاستقرار في الكويت، وزيادة فعاليتها في محيطها العربي.
• تعظيم العمل الدبلوماسي الكويتي على الصعيد الإقليمي والعالمي.