عبدالمعين عيد الأغا

«فيتامين» مدى الحياة

الثلاثاء - 12 ديسمبر 2023

Tue - 12 Dec 2023

يستغرب البعض عندما يطلب منه الطبيب المعالج إجراء تحليل فيتامين «د»، إذ ارتبط في أذهان معظم أفراد المجتمع بأن هذا الفيتامين لا يشكل أي أهمية طالما يتم الحصول عليه عن طريق الشمس أو الأطعمة، ولكن في الواقع أن هناك بعض الحالات قد تشكو من نقص هذا الفيتامين في الجسم وبالتالي يكون تعويضه عبر المكملات الحبوب أو القطرات السائلة أو الحقن وبعد إجراء التحليل، وهذا الأمر ضروري حتى لا يواجه الفرد مزيدا من المشاكل الصحية مع مرور الأيام.

وحتى تكون الصورة أوضح عن فيتامين «مدى الحياة» فأوضح أن أهميته تبدأ منذ الصغر وإلى الكبر، لكونه مرتبطا بصحة الفرد بشكل كبير وقوي، ففي الصغر يسهم بدرجة كبيرة في عملية نمو العظام، والعمل على تقويتها، وحماية الأطفال من الهشاشة والإصابة بالكسور والكساح وتقوس الساقين، ويؤدي نقصه عند الأطفال إلى صعوبة الحفاظ على مستويات الكالسيوم والفوسفور المناسبة في العظام، مما قد يؤدي -لا سمح الله- إلى الإصابة بالكساح أو لين العظام كما أشرت، ويعتبر ذلك من أخطر المشكلات الشائعة التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون في سن مبكرة، بالإضافة إلى أنه قد يؤثر سلبا في نمو الأطفال، والاستجابة المناعية لديهم، وصحتهم العقلية، وغيرها من الوظائف الحيوية؛ لذا من المهم مواجهة أعراض نقصه عند الأطفال مبكرا وقبل حدوث مضاعفات قد تكون دائمة.

أما عن أعراض نقصه في الكبر فقد يسبب التعب السريع عند ممارسة الأنشطة، الشعور بآلام في العظام أو العضلات، الشعور بالألم في أسفل الظهر أو القدمين، كسور العظام المتكررة، ضعف العضلات، تغير الحالة المزاجية، والشعور بالإحباط أو الاكتئاب، وهنا يستوجب إجراء التحليل لدى الطبيب للتأكد من عدم نقصه في الجسم.

وفيتامين «د» الذي يسمع عنه الجميع ويجهله البعض الآخر يقوم بمهام عديدة أهمها المحافظة على توازن المعادن في الجسم، والمحافظة على مستويات الكالسيوم والفوسفور، وتعزيز امتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء الدقيقة، إلى جانب إعادة امتصاص الكالسيوم في الكلية، ويتحكم بدخول وخروج المعادن في العظام، كما أن الأبحاث تشير إلى أن لهذا الفيتامين دورا مهما في تنظيم عمل نمو الخلايا؛ بما في ذلك قمع نمو الخلايا السرطانية وزيادة نشاط الجهاز المناعي، كما يساعد على تنشيط جهاز المناعة ومقاومة نشاط الخلايا السرطانية، كما يصنف من مجموعة الفيتامينات الذائبة في الدهن، وتم اكتشافه من قبل عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي هاري ستنبوك عام 1923م.

وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من مشكلة نقص فيتامين «د» عند بعض الأفراد ومنها: التقدم في السن، زيادة الوزن أو السمنة، عدم تناول القدر المناسب من الأسماك أو منتجات الألبان، عدم التعرض لأشعة الشمس، الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، أو أمراض الكبد، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وجود حالة صحية تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية مثل مرض كرون، أو مرض الاضطرابات الهضمية، تناول بعض الأدوية التي تؤثر على استخدام الجسم لفيتامين «د».

أخيرا.. قد يتساءل البعض: هل يمكن استخدام المكمل الغذائي من الصيدلية مباشرة لمواجهة نقص فيتامين «د» ودون الحاجة لإجراء التحليل، طالما هناك بعض الأعراض مثل التعب وزيادة الوزن وآلام الركبة وغيرها؟

الجواب: أي مكمل غذائي يجب ألا يتناوله الفرد إلا إذا وصفه له الطبيب، وبعد إجراء التحليل اللازم والتأكد من أن نسبة الفيتامين في الجسم منخفضة عن الطبيعي، وأيضا بعد أن يحدد الطبيب للشخص الكمية والمدة اللازمتين لتناول المكمل،، لأنه في حال تناول الفرد من تلقاء نفسه أو بنصيحة صديق أو مجرب فإنه قد يعرض نفسه لمشكلة زيادة جرعات الفيتامين في الجسم والتي قد تعطي نتائج عكسية وأهمها: ارتفاع مستويات الفيتامين والكالسيوم في الدم، الغثيان والقيء وضعف الشهية، آلام في المعدة، والإمساك أو الإسهال، ضعف الكتلة العظمية، وغيرها من الأعراض، فخير نصيحة عدم استخدام أي مكمل غذائي إلا باستشارة الطبيب المختص.