حسن علي القحطاني

هيئة تنظيم الإعلام

الأحد - 10 ديسمبر 2023

Sun - 10 Dec 2023

عمل دؤوب في الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في سبيل تنظيم القطاع الإعلامي والإشراف عليه، ومراقبة محتواه، بما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبما يعزز القيم الثابتة في المملكة العربية السعودية، هذه الهيئة التي يرأس مجلس إدارتها الحالي معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، ورئيسها التنفيذي الدكتور عبداللطيف محمد العبداللطيف؛ رسمت خطوطا عريضة لطموحها في تقديم تشريعات إجرائية وتنظيمية لهذا القطاع، والقيام بالدراسات والتحليلات المبنية على مؤشرات دقيقة لتنمية القطاع على المدى الطويل، بحيث يكون القطاع الإعلامي قطاعا متطورا في إيصال المحتوى المحلي مسترشدا برؤية 2030، ومتوافقا مع القيم والثقافة الاجتماعية في وطننا العزيز.

إن من بواعث السرور التي طال انتظارها أن جعلت هيئة تنظيم الإعلام من أهم أهدافها الاستراتيجية تنمية قطاع الإعلام وتوطينه وتطوير بنيته التحتية، وإبراز هويتنا الوطنية من خلاله، وحماية حقوق المؤلفين والكتاب والمفكرين والمثقفين وكل المنتسبين في هذا القطاع، ورفع مستوى الشفافية، مع تحقيق التميز التشغيلي وبناء قدرات على أعلى مستوى والاكتفاء الذاتي ماليا.

ومن المبادرات الجميلة الإعلان عن إطلاق المرحلة الثانية من التسجيل المهني للإعلاميين، والذي يلزم جميع العاملين في مجال الإعلام بالتسجيل المهني لدى الهيئة من خلال منصة الخدمات الإعلامية (إعلام) وحسب الإعلان فإن الهدف من ذلك حفظ حقوق مهنة الإعلام، وتوثيق بيانات ممارسي المهنة، والاستفادة من مزايا عديدة، منها أولوية حضور الفعاليات والورش والندوات الإعلامية، كل ما سبق فهمته من جولة طويلة في أروقة الموقع الالكتروني للهيئة.

وأحب أن أشاركهم وجهة نظري الشخصية فأقول دائما إن الإعلام هو صوت وصورة وطن، صوت أوتاره مسؤول ومواطن، وصورة يرى بها العالم فردية (إن لم تكن تفرّد) مجتمعنا، مرآة تعكس حضارة أمة بكل قيمها وسلوكها وثقافتها، ودرعا يحمي أجيالنا من التطرف والانحلال والانحراف الفكري أو التشويه التاريخي، وعلى ضوء هذه المعنى ينبثق دور الإعلام الذي نحتاجه ليواكب رؤية 2030، وما أكثر المؤلفات التي تشرح نظريات الثابت والمتغير في دور الإعلام، وتكيفه حسب خصوصية المجتمع وموقعه ودينه وإرثه، لكن إذا أردنا أيصال صوتنا وصورتنا لابد أن تكون لنا بصمة تميزنا عن غيرنا.

من السهل سن التنظيمات وإصدار التعليمات وهذا أمر محمود، أما كيف نطور إعلامنا ليواكب رؤيتنا فهي المرحلة الأهم والأصعب، ولكنها غير مستحيلة، وسبق أن ناديت ولا زلت أنادي إلى رفع سقف الحرية في النقد البناء بما لا يتعارض مع ثوابت السياسة المتزنة لقادة البلد حفظهم الله؛ لأن جرأة الإعلام في الطرح تكسر نمطية الصورة التقليدية عند المتلقي التي فرضت لعقود طويلة بمبررات مقنعة أو غير مقنعة، بل هي سر نجاح المرئي منه والمسموع والمطبوع.

إنتاج محتوى رقمي يوثق الماضي والحاضر، ويعطي الملامح للمستقبل، هذا المحتوى يكون محكما من ذوي الاختصاص، وذا مصداقية عالية يناسب كل وسائل الإعلام، القديم والحديث، بحيث يكون مرجعا لكل باحث في الداخل أو في الخارج.

مواكبة المستجد في الإعلام الحديث، وتوليد قنوات رقمية تفاعلية مثل التطبيقات الالكترونية والمواقع الإخبارية للبقاء ضمن دائرة المنافسة مع من سبقونا في هذا الميدان، والتوسع في وسائله الحديثة كقنوات التواصل الاجتماعي، بحيث يحقق الأثر الذي نتمناه.

الحفاظ على أي كيان قائم من إعلامنا، قنوات؛ صحف؛ إذاعة؛ بتطويرها تقنيا ودعمها بكل ما يمكن ليبقى تأثيرها وعدم السماح بسقوط الواحدة منها تلو الأخرى فهي جزء أصيل من الماضي، وواقع نحن فيه الآن، ولن يكون صعبا أن نصنع منها شريكا في المستقبل.

أخير، شوارد الأفكار تتوارد والمقام يفرض أن أختم.

hq22222@