هل سنحافظ على واجهة أبحر الجنوبية؟

بصفتي أحد المواطنين المحبين لرياضة المشي في فترة الصباح الباكر، وخاصة في منطقة أبحر الجنوبية، فقد كنت قريبا جدا من مشروع تطوير الواجهة البحرية لشاطئ أبحر الجنوبية وبمتابعة يومية لعمل هذا المشروع الضخم منذ ما يقارب الثلاث سنوات، وكنت أنتظر اكتمال هذا المشروع بشوق وشغف والذي بلغت مساحته 205 آلاف متر مربع وبطول 2700 متر، وتجاوزت تكلفته الإجمالية مبلغ 273 مليون ريال، وتم بحمد الله افتتاحه في 16/11/2023 الذي صادف أول أيام إجازة الفصل الدراسي الأول للطلبة والطالبات، فقد لمست عن قرب التطور الكبير لمنطقة أبحر الجنوبية بعد الانتهاء من هذا المشروع المميز من الدولة ممثلة في أمانة مدينة جدة ومدى الإقبال الكبير من سكان مدينة جدة وضواحيها وزوارها على هذه الواجهة البحرية الجميلة منذ الافتتاح، وهو بلا شك أحد المشاريع التطويرية الكبرى للخدمات البلدية من أجل تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

تميز المشروع بوجود ممشى بحري بمستوى راق بين مسطحات خضراء متنوعة تحتوي بعضها على أزهار جميلة ومسار خاص بالدراجات الهوائية وألعاب أطفال متنوعة وشواطئ رملية مخصصة للسباحة بها منقذو شواطئ لهواة السباحة من على منصات مراقبة، وسقالة بحرية على شكل نصف دائرة ومبان خدمية كمركز للمراقبة والتحكم بكاميرات خاصة ودورات مياه، ومجمع سياحي استثماري مخصص للمطاعم ومرسى لليخوت وبعض النشاطات البحرية، وبنية تحتية ذات شبكة كهربائية وتصريف صحي وشبكة خاصة بمياه الأمطار والسيول، بالإضافة إلى ما قامت به الأمانة من تحسين وتطوير لمجسم السمكة الشهير الذي تم تثبيته على نافورة تعمل بإضاءات مختلفة ورائعة تجذب الزوار، كما قامت الأمانة بتوفير مواقف سيارات تكفي لـ 1272 سيارة، ولوحات إرشادية وتعليمية باللغتين العربية والإنجليزية لتثقيف الزوار.

لكل مشروع هدف ولكن الهدف الرئيس من هذا المشروع هو زيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمناطق الترفيهية وتحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم وخلق بيئة بحرية سياحية مثالية جاذبة وممتعة للسكان والزوار، والتشجيع على رياضة المشي بين أفراد المجتمع للحفاظ على الصحة العامة، وتخفيف الازدحام والضغط على المناطق الترفيهية الساحلية الأخرى بمدينة جدة.

وفي رأيي الشخصي فإن الدولة حفظها الله قامت مشكورة بواجبها التطويري للواجهة البحرية بأبحر الجنوبية بأفضل المستويات عن طريق أمانة مدينة جدة كجهة مسؤولة عن المشروع والتي بذلت مجهودات كبيرة في إنجاز هذا المشروع الجبار بالشكل العظيم الذي ظهر به وتكليف شركات صيانة كبرى بعد الانتهاء منه للمحافظة على أصول ومنجزات المشروع وأهدافه.

يبقى الدور المهم الآن على كافة المواطنين والمقيمين والزوار بتقدير هذه المنجزات والخدمات المقدمة لهم من الدولة دون مقابل مادي أو رسوم والمحافظة على أمن وسلامة الواجهة البحرية واحترام التعليمات والإرشادات وعدم مضايقة الزوار والتبليغ عن أي إساءات أو تخريب أو مضايقات أو مخالفات تتم في المشروع أو في أي من الممتلكات العامة.

كما يسعى الإنسان دائما للمحافظة على ممتلكاته الخاصة فإن من حق الدولة على كل مواطن ومقيم الاهتمام بنظافة المرافق العامة والمحافظة عليها وعدم إلحاق الأضرار بها أو تشويه منظرها، لضمان استمرارية الانتفاع منها وتوفير المبالغ المخصصة لإعادة صيانتها وإصلاحها من الأضرار والتلف لاستثمارها في مشاريع تطويرية جديدة تفيد أفراد المجتمع وتعود بالنفع على مناطق أخرى تحتاج لمثل هذه المشاريع، ناهيك عما يعكسه المواطنون والمقيمون من وجه مشرف عن الدولة ووعي الأفراد فيها ويزيد من فرص جذب الاستثمار والسياحة والترفيه ورفع معدل جودة الحياة في المنطقة.

والسؤال المهم الذي أحببت أن أختم به هذا المقال بعد كل هذه المعلومات هو: هل سنحافظ على واجهة أبحر الجنوبية؟

HahswanO@